بن علوي في طهران لبحث أمن الملاحة في هرمز.. وظريف ينصح ترامب بعدم الاعتماد على المترجمين
عقد وزير خارجية سلطنة عمان، يوسف بن علوي بن عبد الله، أمس، محادثات في طهران مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، مع التركيز على الوضع في مضيق هرمز.
وأكدت الخارجية العمانية على حسابها الرسمي في «تويتر» أن «بن علوي يزور طهران في طريق عودته إلى السلطنة بعد اختتام أعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي»، مشيرة إلى أن «أجندة المفاوضات بين الوزيرين تشمل العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص أمن الملاحة في مضيق هرمز».
من جانبها، أكدت الخارجية الإيرانية أن «مسألة التعاون في مضيق هرمز تصدّرت أجندة المفاوضات بين ظريف وبن علوي»، مشيرة إلى أن «الجانبين أعربا عن إرادة حكومتي البلدين في استمرار التعاون والحوار بغية ضمان حرية الملاحة البحرية وتأمين إمدادات الطاقة للجميع»، وحثا كافة الأطراف على «الاضطلاع بدور إيجابي في هذه العملية».
ويعدّ هذا خامس لقاء يجمع ظريف مع بن علوي خلال أقل من شهر، إذ زار وزير خارجية عمان طهران مرتين خلال فترة قصيرة، علاوة على زيارتين قام بهما ظريف إلى مسقط خلال الفترة نفسها.
كما وجّه الطرفان الدعوة إلى الجميع للقيام «بدور إيجابي في هذه العملية».
وكانت الخارجية العُمانية قد أعلنت أنّ «بن علوي سيجتمع بظريف في طهران يوم الأحد، لبحث أمن الملاحة البحرية في مضيق هرمز».
وأشارت الخارجية العُمانية في تغريدة على «تويتر» إلى أنّه «في طريق عودته إلى السلطنة بعد اختتام أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، يجتمع بن علوي في طهران بالدكتور محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، وذلك لبحث العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، وعلى وجه الخصوص أمن الملاحة في مضيق هرمز».
ويزور وزير الخارجية العُماني طهران للمرة الثالثة خلال أقل من شهر، حيث التقى ظريف يوم 21 كانون الثاني الحالي، كما حضر في 8 من الشهر نفسه أعمال «منتدى طهران الدولي للحوار».
وبرزت التوترات حول مضيق هرمز الاستراتيجي بالنسبة لإمدادات الطاقة على مستوى العالم منذ بداية العام الماضي، في ظل التصعيد الحاد بين إيران والإدارة الأميركية وسلسلة حوادث استهداف سفن تجارية في خليج عمان قرب هرمز.
في سياق منفصل، نفى ظريف أمس، أن يكون قد صرّح بأن «طهران تريد التفاوض مع واشنطن»، رداً على تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول التفاوض مع طهران.
ظريف توجه في تغريدة على «تويتر» إلى ترامب بالقول: «أنصحه بالاعتماد في تصريحاته وقراراته الخاصة بالسياسة الخارجية على حقائق، بدلاً من عناوين أخبار فوكس نيوز ومترجميه للّغة الفارسية».
وأضاف ظريف: «للاطلاع أفضل، يمكنه قراءة كامل حواري مع دير شبيغل بالإنجليزية»، معلقاً بالقول: هل الحوار كبير؟ يمكن قراءة هذا المقطع فقط».
وأرفق ظريف مع تغريدته مقطعاً من مقابلة أجرتها معه صحيفة «دير شبيغل» الألمانية أول أمس، سُئل خلالها عمّا إذا كانت بلاده تستبعد أيّ احتمال للتفاوض مع الولايات المتحدة بعد اغتيال الفريق قاسم سليماني.
ظريف أجاب: «لا، أنا لا أستبعد أبداً إمكانية تغيير الناس لمقارباتهم والاعتراف بالحقائق. بالنسبة لنا، لا يهم مَن يجلس في البيت الأبيض، ما يهم هو كيف يتصرفون. يمكن لإدارة ترامب تصحيح ماضيها ورفع العقوبات والعودة إلى طاولة المفاوضات. ما زلنا على طاولة المفاوضات، هم الذين غادروا».
وأكد وزير الخارجية الإيراني في مقابلته أنّ «الولايات المتحدة ألحقت ضرراً كبيراً بشعبنا وسيأتي اليوم الذي سيتعيّن عليهم فيه تعويض ذلك، نحن صبورون جداً».
يذكر أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد نشر صباح أمس تغريدة له باللغتين الفارسية والإنجليزية، متحدثاً عن أنّ «وزير الخارجية الإيراني يقول إن بلاده تريد إجراء مفاوضات معنا، لكنها ترغب في رفع العقوبات»، مضيفاً تعليقاً على ذلك «لا شكراً».
وانهالت التعليقات المنتقدة على تغريدة ترامب، المتهمة إيّاه بـ»عدم تدقيق الحقائق»، والمستبعِدة رغبة إيران بالتفاوض الآن في ظل العقوبات الأميركية وبعد اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، واصفين ترامب بأنّه «أسوأ مفاوض وأسوأ رئيس».
العديد من الناشطين نشروا أيضاً تقارير الصحف الأميركية التي كشفت عن وجود إصابات في الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، قائلين لترامب: «شكراً للتذكير بأنك كذبت بشأن الإصابات التي لحقت بقواتنا».