حزب الله: لتُعطَ الحكومة فرصة حتى تنطلق نحو المعالجات وأولى خطوات النجاح بوقف الانهيار المالي والاقتصادي
أكد حزب الله ضرورة أن تعطى الحكومة الجديدة فرصة لكي تنطلق نحو معالجة الأزمات والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في لبنان نتيجة سياسيات لا تتحمّلها الحكومة الحالية. لافتاً إلى أول نجاح تحققه الحكومة هو وقف هذا الانهيار الحاصل على أكثر من صعيد.
وفي هذا السياق رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ «أميركا هي مسبّب الأزمات والمصائب والفوضى ومشاكل الشعوب في منطقتنا وفي العالم في الزمن المعاصر»، وأضاف «كلّ بلدان العالم لها مشاكل مع الإدارة الأميركية، من روسيا إلى الصين إلى فنزويلا إلى البلدان العربية والإسلامية»، وأوضح «أميركا تشارك الشعوب لتسلبهم خيراتهم ولا تعطيهم شيئاً، لم تعط أميركا وعداً وصدقت به، وتوقع معاهدات وتخالفها من بدايتها إلى نهايتها، كما حصل بالإتفاق النووي، كلّ ذلك من موقع التسلط والاستئثار».
وفي كلمة له خلال إحياء حزب الله ذكرى أربعين عضو قيادة منطقة البقاع في الحزب الشيخ رضا غريب في بعلبك، قال الشيخ قاسم «من قال لكم في لبنان إنّ أميركا لها آراء، وهي التي تقرّر شكل الحكومة وكيفية العمل فيها؟»، أضاف «أثبتت التجارب أنّ الحكومة تشكلت بإرادة الشعب اللبناني وخياراته، ولم تشكل على القياس الأميركي، أعجب ذلك أميركا أم لم يعجبها، وضعت الشروط أم لم تضع الشروط».
أضاف: «هذه الحكومة هي حكومة لبنان، لأنّ اختيارها تمّ من خلال المجلس النيابي، من خلال ممثلي الشعب، وفق الآليات الدستورية المعروفة، أما أن يقولوا عنها حكومة اللون الواحد، أو حكومة الحزب، أو حكومة فريق، فهذه الدعايات لا قيمة لها، ولا تغيّر في المعادلة شيئاً»، وأضاف «بعض الأفرقاء في لبنان يقبلون بالفوضى ويساهمون بالفوضى، على أن تكون الحكومة نشطة وتعمل من أجل مصلحة لبنان، لأنهم ليسوا جزءاً منها، هذه مشكلتهم وليست مشكلة الحكومة».
وأكد أنّ «الحكومة تقدّم برنامجها، ويجب أن نعطيها الفرصة الكاملة لتقول ما لديها، وتعمل على أساس الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية والأزمات المجتمعة، التي نعيشها»، وأضاف «أنا أعتقد أنّ الحكومة ستنهض، وكلّ هذا الصراخ لا يقدّم ولا يؤخر».
أضاف «بكلّ وقاحة يتحرّك وزير الخارجية الأميركي بومبيو، ليبدي قلقاً على الحكومة من حزب، في الوقت الذي عاش لبنان كلّ هذا القلق بسبب التدخل الأميركي في شؤونه»، ولفت الى أنّ الحكومة خرجت بصيغتها الحالية بسبب مشاركة حزب الله الفعّالة بالتعاون مع الأفرقاء، مع الذين يريدون إعمار ونهضة البلد، على كلّ حال، علينا أن نمشي ولا نلتفت كثيراً إلى الإتهامات من هنا وهناك».
وختم «نحن مصمّمون أن نعمل لمصلحة الناس، والحكومة بكلّ أطرافها تتحمّل المسؤولية الكاملة لتحقيق مطالب الحراك الشعبي والناس»، وأضاف «على الحكومة أن لا تلتفت كثيراً إلى أولئك الذين لا يريدون إلاّ الفوضى في لبنان».
بدوره أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن عز الدين الى أنه «لا نستطيع أن نحكم على هذه الحكومة من دون أن نعطيها فرصة، وكذلك لا نستطيع أن نحمّلها ما لا تحمل، فهي لا تتحمّل مسؤولية كلّ هذا الإرث الذي ورثته، لأنه لم يكن أحد لا رئيسها ولا الوزراء في سدة المسؤولية أو من ضمن السلطة التي أدارت البلاد على مدى السنوات التي سبقت».
كلام عز الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه «حزب الله» للشهيد أحمد اسماعيل دهيني في حسينية بلدة طورا الجنوبية. وشدّد على أنّ «المطلوب من هذه الحكومة معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية الصعبة والمستعصية، ولكنها لا تحمل عصا سحرية، فهي تحتاج إلى بعض الوقت، وهذا ما عبّرنا عنه بالفرصة التي ينبغي أن تعطى لها، لتتمكن من صياغة رؤية اقتصادية، وإعداد برنامج عمل لها، يؤكد ليس على النظرية الاقتصادية، بل على مجموعة من الإجراءات العملية التي تساهم وتساعد في تحسين الوضع الاقتصادي، ويوجد الكثير من القضايا والأمور التي تستطيع أن تأخذ مثل هذه الإجراءات، وعلى سبيل المثال فتح العلاقة وتجديدها مع سورية، وفتح المعابر أمام تصدير الزراعة والصناعة والاستيراد عن هذا الطريق، فهذا إجراء يحتاج إلى خطوة عملية، أو على سبيل المثال إجراء إعادة الأموال المنهوبة، وهذا أيضاً يحتاج إلى إجراء عملي، لا يحتاج إلى تنظير، وعليه، فإنّ هذه الإجراءات وغيرها هي التي تعيد الثقة للناس بهذه الحكومة، وتجدد الأمل في مستقبل هذا الوطن».
ونبّه الحكومة الجديدة الى «عدم إرهاق الفقراء والمستضعفين في أثناء معالجتها الأزمة الاقتصادية، لأنّ هؤلاء لا يحملون ولا يتحمّلون أن نضيف عليهم أعباء ضريبية جديدة تمسّ حياتهم وعملهم، فهناك وسائل وسبل أخرى وكثيرة جداً نستطيع من خلالها أن نجلب الضرائب كواردات لهذه الخزينة».