نشيد البطولة والشهادة في رحاب الشاشة!
} منال محمد يوسف
صباحكم سوريّ الملامح والتفاصيل، جوريّ الأناشيد، سوريّ الأقمار إذ صلّى به ظل المجد وتسامى «شوقنا» وشوق الأمكنة، تسامى لرفعة الحالِ، تسامى النجم السّاطع إذ يُساير قدريّة الأحوال…
صباحكم سوريّ، «أي هذا صباحنا» هذا شوق الأمكنة المشتاقة إذ نطقت بقصائد جرحها العميق وقيلت الأشعار بمن كتبوا لها النجاة ولحن الحياة، كانوا شعلةً وهّاجة على دروب الأمكنة العظيمة.
صباحكم سوريّ النقاء والالتقاء… سوريّ الأقدار التي نصنعها نحن، وننسج من خيوط الشّمس علامات نيّرة «حيث يُخبّئ طالع النّور في سنبل قمحنا العنيد، يُخبّئ بعضها حكاية من نورٍ أو من وجعٍ في عزف النشيد وتُختصر الأشياء بحكاية ولغات «البث المباشر»، حيث تنطلق من أمكنة استوطن بها «الغراب أو الأغراب» لحينٍ من الزمن. «في حينها كنا نشتاق أن يكون صباحنا سوريّ الملامح يستظل بنور الشمس وأفياء المحبة… كنّا نشتاق أعمدة التاريخ وناصيات وجدها المقاوم… نشتاقُ ألف نهار نراه في عيني كلِّ شهيد، نشتاقُ ذلك الطفل الضائع الذي يُسمّى ميلاد، ميلاد النصر والأوقات العظيمة. هكذا لمحناه على شاشة الأيام، لمحناه يركضُ في حقول الزمن المُخضّر الابتسامة، كان متنقلاً بين كلّ فلكٍ وآخر.
هناك رأينا برنامج «صباحكم سوريّ» رأينا وجه بلادنا بين السحائب، رأينا المستحيل والاستحالة في آنٍ معاً، هناك رأينا رحّالة الإعلام السوري، إلى مناطق مزقّت عن كاهلها خريطة الذلّ والهوان، رأينا فجراً آخر يولدُ، كشعاع الحياة الذي نزفَ منّا.
«رأينا كلّ ما رأيناه» وحملنا عشق الأرض دليلاً ونبراساً، «حملناه» و»رأيناه» صورةً تتكلم، تروي الكثير من القصص والروايات. هناك بينما كنّا نشاهد البث المباشر قُرأ الكثير من القصص حيث رحلَ أبطالها شهداء على أعظم الدروب، وكذلك نقرأ ماهية شقائق النعمان إذ ألمّت بها الجروح، وتقدّس جمالُ الأمكنة برحيق ودّهم القدسيّ فعندما شاهدنا «البث من تدمر التاريخ» رأينا بوابات الشمس تُفتح من جديد، رأينا بين تلك الأعمدة شهقات من رحلوا ورسائل عشقهم الأزليّ والأبديّ، وعلى مُدرّج «بصرى الشام» رأينا التاريخ يجلسُ معنا، وتلك الخوذ العسكرية تُركت على أحد المدرّجات في حين أبطالها ارتقوا «نجوماً وأقماراً» في حين سمعنا شوق الأمكنة من بعد فرقة دهرِ.
إذ لمحنا العلم القدسيّ يُلقى على وجنتَي مطار أبو الضهور وسمعنا لسانَ حاله يُحدثنا عن معجزات الزمن البطولي، فعندما شاهدنا «البثّ من دير الزور» تذكّرنا فكّ الحصار، تذكّرنا الكثير من الأبجديات التي لا يمكن نسيانها وفي قلعة «جندل» وبينما نشاهد البرنامج صرخ ذاك الطفل: «هنا كان والدي الشهيد، إنني ألمحُ بزّته العسكريّة وعطر الشهادة يفوح»… وفي قلعة الشميمس «السلمية» رأينا من يُسّلم على أوقاتنا، ونُسّلمُ على أوقاته، نُسلمُ على «حينة» جبل الشيخ الأغر، ولا ننسى «زيارة دير موسى» في يوم عاصف وبارد، حيث شاهدنا الشموع التي وقدها رجال الله وألقوا قميص النصر على ترابنا الغالي.
كلّ هذا عبر إلينا وعبرنا إليه من خلال «البث المباشر»، حيث عبرنا إلى أمكنة كانت مُلقاة في جبِّ الإرهاب، وغربته الموحشة، عبرنا إلى «الرقة» حكاية المجد ومن ثم إلى قلعة حلب الشهباء وقاسيون المحبة والفجر الآتي كما عبرنا إلى أماكن عديدة. عبرنا… مع رحّالة إعلامنا السوريّ وجميع الكادر الإعلامي متمثلاً بمديرة التلفزيون السيدة ميسون يوسف ورأينا كيف تخضَرّ العيون ببعض الأمكنة ويستفيق صباحنا وصباحكم سوريّ المحبة والسّلام!