إطلاق المعرض الفنّيّ التشكيليّ لمتخرّجي مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيليّة في دمشق عماد كسحوت: نسعى إلى هيكلة الفنان والإنسان من خلال التثقيف البصريّ بوجه الدمار والتخريب
} رانيا مشوِّح
في ثنايا الروح اختبأت الموهبة وانسكب اللون على أكفّ الحياة ليترجم الإبداع على ورق المحال، معانقاً جدران الأمل وانطلاقاً من هنا قامت وزارة الثقافة برعاية وزير الثقافة محمد الأحمد ـ مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية بإطلاق المعرض الفنّي التشكيلي لمتخرّجي المركز في مقرّ المركز في العاصمة دمشق.
افتتح المعرض الذي يشارك فيه 17 طالباً وطالبة بمعدل 44 عملاً فنّياً؛ عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة الذي صرّح قائلاً: مركز أدهم إسماعيل مركز له تاريخ طويل في تدريس وتمتخرج الطلاب والاهتمام بهم فنياً، المميّز في المركز أنه يضمّ محبي الفنّ وكافة الاختصاصات. فليس بالضرورة أن يكون الطالب من طلاب الفنون. فهناك عمال ومهندسون وغيرهم من الاختصاصات المختلفة، الملاحظ دائماً أن هناك نتاجاً هاماً جداً يخرج من المركز، وذلك بفضل الأساتذة والإدارة الموجودين والدعم المتواصل، فالتعامل في المركز تعامل أسرويّ حقيقيّ والاهتمام واضح من خلال هذه الأعمال.
وأضاف: منذ خمس سنوات حتى الآن هناك تطوّر كبير في المركز ووزارة الثقافة دائماً هي داعم لكلّ المجالات الفنّية من خلال المراكز والمعارض التي تقيمها الوزارة. وهدفنا في الوزارة هو دعم الإنسان من خلال التثقيف البصري لأن الشخص المهتم بالفنّ هو دائماً شخص بنّاء يكون ضدّ الدمار والتخريب، ونحن في هذا المجال نتمنى تواصل التألّق من خلال شباب ومدرسي المركز ووزارة الثقافة دائماً تشرّع أبوابها للمشاركة في المعارض التي تقيمها.
وعن مستوى اللوحات والمواضيع المعالجة من خلالها قال كسحوت: طلاب المركز هم هواة بالأصل ليسوا متخرّجي فنون جميلة فمن خلال سنتين من التدريب والدراسة رأيت لوحات مبدعة وواضح من خلالها جهد المدرسين والإدارة المتابعة لها، لم أرَ من خلال جولتي في المعرض إلا أعمالاً ذات جودة عالية جداً، وأتمنى أن يستمروا بالتواصل مع أساتذة المركز ومع فناني سورية الكبار حتى يقوموا بتأسيس أنفسهم ويستمروا بالمتابعة، لأنهم كنز لهذا الوطن والحركة التشكيلية السورية، هناك أسماء بدأت من مراكز فنية ووصلت للعالمية والكثيرين منهم حصلوا على جوائز في المحافل العالمية والمحلية.
في الإطار عينه، قال قصي الأسعد مدير مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية: افتتح معرض المتخرجين اليوم بمشاركة 17 متخرّج ومتخرّجة مقدّمين 44 عملا فنيا بتقنية التصوير الزيتي بمواضيع مختلفة، كعادة المركز كل ستة أشهر نقف في مثل هذه اللحظة لنخّرج كوكبة ومجموعة من الفنانين ليمارسوا هذا المنتج الثقافي ويلفتوا الحركة التشكيلية الفنّية في سورية بنتاجهم الإبداعي.
رزق
وكان لـ»البناء» لقاءات مع عدد من المتخرجين المشاركين في المعرض حيث قالت الطالبة سهى حسين رزق: شاركت من خلال ثلاث لوحات من الألوان الزيتية اعتمدت من خلالها المدرسة الواقعية في الرسم واستخدمت مزجاً من الألوان الحارة للوجه والألوان الباردة للملابس، وعبّرت من خلال اللوحات عن فتيات في مراحل مختلفة من العمر وعن الربيع الذي يرتبط بشكل أو بآخر مع المرأة بدفئه وجماله ليشكّلوا جماليّة دائمة، كما كانت لي مشاركات سابقة في معرض ثقافي أبو رمانة وفي معرض تكريمي للفنان الراحل نذير نبعة.
شقير
في حين حدّثنا الطالب أيهم شقير عن مشاركته قائلاً: أنا متخرج كلية اقتصاد في الأساس، ولدي موهبة الرسم ومن خلال مشاركتي في المعرض تكلمت في اللوحات عن التراث والطبيعة والقضايا الاجتماعية والمناظر الخلاّبة. رسالتي كانت لتسليط الضوء على بعض الأماكن والأشخاص المختبئة خلف الكواليس بأسلوب فنّي أكاديمي ضمن المدرسة الواقعية التي تعلمناها.
هذا المشروع يعبّر عن جانبين بالنسبة لي أولاً الجانب الذي كنتُ فيه قبل المعهد في محافظة السويداء التي عوّدتنا على جمالها كما كل مناطق سورية، والتمست منها بعض الأفكار والصور؛ والجانب الآخر ما تعلمته في المعهد من خلال دعم الكادر التدريسي الذي كان له الأثر في المزج بين الجانبين لإنتاج هذه اللوحات، شاركت أيضاً في معرض سابق وهو تحية للفنان الراحل نذير نبعة.
البارودي
كما تحدّثت الطالبة مها البارودي عن مشاركتها من خلال ثلاث لوحات عبّرت من خلالهم عن قضية إنسانية، حيث قالت: تعبّر لوحاتي عن العنف الممارس ضد المرأة سواء كان عنفاً جسدياً أو لفظياً، في الأحوال كافة جميع أنواع العنف الذي تتعرّض له المرأة له جوانب سلبية سواء كان اكتئاباً نفسياً أو كدمات وكسوراً وأمراضاً جسدية وأمراضاً اجتماعية. فالمتعرّض للعنف يصبح ذا سلوك غير سويّ.
وأضافت: استخدمت الألوان الزيتية الحارة والباردة وطبقات العجينة اللونية السميكة النافرة التي تخدم الموضوع. وهذه المشاركة هي الثالثة لي في المعارض الفنية فقد شاركت سابقاً في معرض خطوة مرتين.
حجازي
أما الطالبة سالي حجازي فقالت: جاءت مشاركتي من خلال ثلاث لوحات تحدثت فيها عن الطفولة والمشيب، حيث صوّرت الرجل المسنّ الذي يحن لأيام الماضي الفاضلة التي عاشها والطفولة التي لا تفارق روحه ومخيلته فهو يرى بإيماءات وحركات الأطفال ما عاشه في حياته السابقة. وصوّرت الطفل الذي يسعى ليصبح شاباً يافعاً ولهفته المستمرة كي يكبر ويصل إلى المستقبل البعيد بطريقة حالمة. هذه المشاركة هي الرابعة لي فقد شاركت في معرض خطوة ومعرض تحية لروح الفنان الراحل نذير نبعة ومعرض جبران خليل جبران.
شباط
كما قال الطالب محمود شباط عن مشاركته: أنا في السنة الأخيرة في كلية الاقتصاد وقد اتجهت للفنّ التشكيلي عندما كنت في دراستي الثانوية وشاركت في مسابقة حصلت من خلالها على المركز الثاني ومن ثم انتسبت لمركز أدهم إسماعيل وأتممتُ فيه دراستي لمدة عامين، في لوحاتي اليوم استخدمت الألوان الزيتية – التصوير الزيتي في لوحتين حاولت تجسيد عبارة الاحتواء من خلالهما. فالاحتواء هو ليس فقط الحبّ المتعارَف عليه عند الجميع، بل هو التقبّل للآخر بما يحمله من صفات سلبية كانت أم إيجابية وواجب رعايتهم علينا، هذه المشاركة لم تكن الأولى بالنسبة لي فقد شاركت في معرض الشام الثقافي وشاركت مع الفنان التشكيلي أسامة دياب سابقاً.