اللجنة الوطنية العليا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال: لمواجهة «الوعد الترامبي» بالوحدة واعتبار الإدارة الأميركية عدواً
أصدرت اللجنة الوطنية العليا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني، بياناً أمس، رفضت فيه وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ما يسمّى «صفقة القرن» ودعت لمواجهة «الوعد الترامبي» بالوحدة الوطنية الفلسطينية كبداية مرحلة مقاومة شاملة واعتبار الإدارة الأميركية عدواً.
وتوجّه البيان إلى «أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم».. وجاء فيه: كان قدر فلسطين أن تقع في بؤرة الأطماع الاستعمارية ومخططاتها منذ حملة نابليون وحتى صفقة ترامب، تميّزت مكائد وخطط القرن الماضي بكل درجات المراوغة والالتفاف لتمرير الظلم الفادح وتبديل اسم فلسطين «بإسرائيل»، أما مخطط القرن الجديد الذي تتولى تنفيذه إدارة ترامب الصهيونية فهو بالغ السفور والصراحة وبدون أي مراوغات، إنه يكشف حقيقة الحالة اللصوصية الاستعمارية التي تريد السطو على كل شيء ولا تريد أن تعطي أي شيء. ولعل هذا الحال يحررنا من الأوهام والرهانات القديمة حول حلول أو صفقات ويعيد فلسطين أقوى من أي وقت مضى، كقضية حرية وحق وعدل ويعيدها إلى لحظتها الأولى ليست كقضية تراب وطني مغتصب – فحسب – ينتظر خلاصه وتحريره من رأس الناقورة والمطلة إلى رفح وأم الرشراش، ومن النهر إلى البحر وإنما سيعيدها إلى اللحظة البكر كقضية العرب والمسلمين المركزية في مواجهة التحدّي الحضاريّ الذي فرضه علينا الغرب الاستعماري في العصر الحديث. ورغم ما تبدو عليه الأمة من تفشي عوامل الفرقة والضعف فإن العين البصيرة ترى أيضاً عوامل النهوض وشدّ العضلات الآخذة بالتعاظم والتراكم، وها هي قبضات الأحرار من مجاهدي ومناضلي ومقاتلي شعبنا وأمتنا تدق أبواب القدس وفلسطين، وإننا هنا ومن خنادق الأسر نؤكد على التالي:
رصّ الصفوف واستنهاض الهمم واستجماع عناصر القوة وذلك بتحقيق أعلى صور الوحدة الوطنية من تكاتف وتضامن وطي صفحة الخلافات والانقسام، والسعي للانتظام في فعل كفاحي ونضالي مفتوح ومتصل لإسقاط صفقة القرن.
ندعو القادة والرؤساء والأمناء العامين للتنظيمات للاجتماع الفوري والخروج بموقف وطني موحد يُترجم بفعل نضالي على الأرض يعيد الاعتبار إلى فعل الإرادة الكفاحية التي طالما تميز شعبنا برسم عنفوانها في ثوراته وانتفاضاته. وإننا نرى في هذا الاجتماع ضرورة وجودية خاصة وأن القضية الوطنية تمرّ في منعطف تاريخي وحاد، وإننا ومعنا شعبنا لن نسامح ولن نغفر لمن يعطل عقد هذا الاجتماع.
اعتبار اليوم التالي لإعلان ترامب وعده للصهاينة بمثابة يوم غضب ووحدة وفعل على الأرض يعبر عن الرفض لكل مشاريع التصفية، على أن يكون ذلك فاتحة للانتظام في مرحلة فعل وطني نضالي مفتوح.
دعوة الدول العربية والإسلامية والدول الحرة الصديقة في العالم إلى عدم التعاطي مع هذا الوعد المشؤوم. ونعتبر كل مَن يتساوق معه قد انحاز واصطف إلى جانب عدونا الصهيوني، بما يترتب علينا من واجب الدفاع عن قضيتنا الوطنية ومواجهة كل من تسوّل له نفسه العبث بها.
ندعو شعوبنا العربية والإسلامية وقواها وتياراتها السياسية الحية أن تأخذ دورها ومسؤولياتها في إسقاط صفقة القرن الأميركية.
ندعو إلى اعتبار الإدارة الأميركية ومن خلفها مؤسسات الحكم الأميركي المسؤولة عن إسناد العدو وتغطيته سياسياً وعسكرياً ومالياً عدوةً لنا ولشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا.
نعتبر أي نوع من التعاطي وعلى أي مستوى مع أي نوع من مخرجات هذا «الوعد الترامبي» من قبل أي مكوّن فلسطيني بمثابة تواطؤ معزول خارج الإجماع الوطني وهو بالضرورة موقف مشبوه ومدان ويضع صاحبه في منزلة الخونة والعملاء والمتواطئين ويُحكم عليه بما يُحكم على أمثال هؤلاء.
أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم.. إننا على ثقة بأن هذا «الوعد الترامبي» ولد مهلهل الأركان وأن حظوظه أوهى من أي من المكائد السابقة، خاصة أن ميزان القوى الدولي والإقليمي والمحلي لم يعد يعمل لصالح العدو، كما كان في العهود السابقة. وها هو التحضير له استمر طيلة الثلاث سنوات الماضية بكثير من الاهتزاز والتردد وعدم الثقة وانفضاح أمر المتورطين به قبل أن يُعلن عنه، وكما لم تمر المكائد والمؤامرات الأشد مراوغة، فإن هذه الصفقة التي تتميز بالصلافة والجشع والغرور وقصر النظر نراها ستكون أحد أهم عوامل زوال استعمار الصهاينة لبلادنا المقدسة، وإن هذه الصفقة مثلها مثل عشرات القوانين والسياسات الاستعمارية العنصرية التي اتخذها العدو في السنين الأخيرة، تتجه بالأمور نحو النهاية، والنهاية المحتومة، وهذه صفقة ترامب الجائرة نراها ترسم أحد أهم ملامح النهايات.