الجيش السوريّ يستعيد السيطرة على مدينة معرّة النعمان كبرى مدن ريف إدلب الجنوبيّ.. لافروف يدعو إلى ضرورة «استسلام الإرهابيّين» في إدلب
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دعم موسكو لجهود الجيش السوري للقضاء على مصادر الاستفزازات في إدلب، خصوصاً بعد أن تسبّبت الهجمات التي تشنها «جبهة النصرة» في الفترة الأخيرة باستشهاد عشرات المدنيين والعسكريين السوريين.
وفي مؤتمره الصحافي مع وزيرة خارجية جنوب السودان في موسكو أمس، أوضح لافروف أن خروق «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» هي «السبب في التصعيد الذي تشهده إدلب الآن».
أما في حديثه عن المعارضة المسلّحة، فأشار لافروف إلى الاتفاق الروسي التركي لوضع إجراءات «فصلها» عن الإرهابيين في سورية، داعياً المسلحين إلى «التوقف عن الاتصال مع الإرهابيين بأيّ شكلٍ من الأشكال».
كما لفت لافروف إلى ضرورة «استسلام الإرهابيين»، مشدّداً على أنّ التعامل معهم لن تسوده أيّ حالة من «الرحمة».
ميدانياً، أكد مصدر عسكري محلي، أكس، بأن الجيش السوري تمكن بشكل كامل من إحكام السيطرة على مدينة معرة النعمان، جنوب منطقة إدلب، وفرار الإرهابيين منها عبر أوتستراد أريحا عند الناحية الشمالية الغربية للمدينة.
وأوضح المصدر أن القوات السورية أحرزت تقدماً ميدانياً كبيراً جنوب منطقة إدلب لخفض التصعيد، حيث فرضت سيطرتها بالكامل على كل من معرة النعمان ووادي الضيف.
ويأتي هذا التطوّر بعد أن سيطر الجيش السوري على قرية كفروما، في ريف إدلب الجنوبي، ليطبق بذلك على معرة النعمان، التي تعتبر أكبر منطقة انتشار لمسلحي «هيئة تحرير الشام»، من كل الجهات.
وخلال الأيام الـ4 الماضية، طهّر الجيش السوري، في إطار هجوم واسع على عناصر التشكيلات المسلحة، أكثر من 15 قرية وبلدة في المنطقة، وقطع الطريق الدولي بين معرة النعمان وسراقب.
وتدخل معظم أراضي محافظة إدلب السورية، إضافة إلى أجزاء من محافظات حمص واللاذقية وحلب، ضمن منطقة خفض التصعيد التي أقيمت في إطار عملية «أستانا» التفاوضية بين روسيا وتركيا وإيران، وتضم 12 نقطة مراقبة تابعة للقوات التركية.
وتشهد هذه المنطقة تصعيداً ميدانياً جديداً بعد أن شنت الفصائل المسلحة المتمركزة في المنطقة بقيادة تنظيم «هيئة تحرير الشام» المكوّن بالدرجة الأولى من عناصر «جبهة النصرة»، منذ ديسمبر الماضي، هجمات واسعة عدة، على مواقع للقوات السورية التي أطلقت بعد صد تلك الاعتداءات، عمليات مضادة تمكنت من خلالها في الأيام الماضية من تحرير مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي. وها هي بدأت عمليات التمشيط من قبل وحدات الهندسة.
يأتي ذلك بعد ساعات من سيطرة الجيش السوري على بلدة كفروما بالقرب من مدينة المعرة (جنوب غرب)، وسط عملية عسكرية ينفذها الجيش السوري في ريفي إدلب وحلب على محاور مختلفة.
وقال قائد ميداني، إن «الجيش السوري اقتحم المعرة من ثلاثة محاور ووقعت اشتباكات عنيفة مع مَن تبقى من إرهابيي النصرة داخل المدينة».
وأضاف القائد الميداني أن «وحدات الجيش السوري تقوم بتثبيت نقاطها داخل معرة النعمان بالتزامن مع قيام وحدات الهندسة التابعة للجيش السوري بتمشيط المدينة وتفكيك العبوات الناسفة والمفخّخات التي خلّفها مسلحو النصرة».
وكانت وحدات من الجيش السوري سيطرت أمس الإثنين على عدد من البلدات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ووصلت القوات إلى الطريق الدولي بين حلب وحماة في المنطقة الواقعة بين معرة النعمان وسراقب وقطعت الطريق شرقاً باتجاه بلدة الدانا، بالإضافة إلى تحقيق تقدم في ريف حلب وسط اشتباكات عنيفة.
من جهتها أفادت وكالة «سانا»، أن «وحدات الجيش حررت معظم أحياء مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي وبدأت عمليات تمشيطها فيما تحدثت أنباء غير مؤكدة عن تحرير المدينة بالكامل من الإرهاب».
وفي السياق، نفذت وحدات الجيش السوري العاملة في حلب ضربات مكثفة ومركزة على تجمعات وتحصينات التنظيمات الإرهابية في مناطق انتشارها على محاور خان طومان والمنصورة ومنطقة الراشدين غرب مدينة حلب وجنوبها الغربي.
وذكر مراسل سانا من مناطق العمليات أن وحدات الجيش منذ صباح أمس، نفّذت رمايات بسلاحي المدفعية والصواريخ تميزت بالكثافة النارية المركزة على نقاط انتشار وتحصينات الإرهابيين غربي مدينة حلب دمرت خلالها تحصيناتهم وتجمعات لهم تضم آليات ومخازن ذخيرة على محاور خان طومان والمنصورة وكفر ناها وكفر داعل وعلى امتداد منطقة الراشدين على الأطراف الغربية والجنوبية الغربية لمدينة حلب.
كما نفذت وحدات الجيش رمايات بسلاحي المدفعية والصواريخ ضد مقار وتحصينات الارهابيين غربي مدينة حلب ودمرت خطوط تمركزهم الأولى بالتوازي مع تقدم وحدات أخرى على محور خان طومان جنوب غرب المدينة لكيلومترات عدة.
ويواصل الجيش السوري عملياته لوضع حد نهائي لخروقات واعتداءات إرهابيي «جبهة النصرة» والمجموعات التي تتبع لهم على المدنيين في المناطق الآمنة ومواقع الجيش في حلب وإدلب.