غضب لبناني وفلسطيني عارم على إعلان ترامب منح فلسطين للعدو الصهيوني: الأمة لن تغفر للحكّام الخونة والمقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأرض
بغضب عارم تلقى لبنان إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بغطرسته المعهودة، بنود صفقة منح فلسطين للعدو الصهيوني، فدانت شخصيات وأحزاب وقوى سياسية صفقة العار التي تطال لبنان أيضاً من خلال توطين الفلسطينيين فيه وحرمانهم من أرضهم المغتصبة. واعتبرت أن هذه الصفقة لم تكن لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عدد من الأنظمة العربية الشريكة سراً وعلانية في هذه المؤامرة، مؤكدةً أن شعوب أمتنا لن تغفر أبداً لأولئك الحكام. وشدّدت على أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الأرض.
نواب وشخصيات
وفي هذا السياق، كتب الرئيس نجيب ميقاتي عبر حسابه على موقع «تويتر»: «لا سلام يرتجى إذا لم ينل الفلسطينيون حقهم في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وكل ما عدا ذلك مشاريع لن يكتب لها النجاح، ولا يمكن فرضها بقوة الواقع او واقع القوة». وأرفق تغريدته بهاشتاغ #صفقة–القرن، وهاشتاغ آخر#فلسطين.
وقال رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع “تويتر»، إن “صفقة القرن هي العودة بعد مئة عام ونيف إلى كلام Herzl مؤسس الفكر الصهيوني بأن فلسطين أرض بلا شعب، وبان اليهود شعب بلا أرض، وفق مؤسس دولة إسرائيل Ben-Gurion . صفقة القرن نهاية حل الدولتين وبداية لمشروع التهجير Transfer وصولاً إلى الوطن البديل الذي يستوجب تحقيقه فوضى كبيرة». وأرفق التغريدة بهاشتاغ #فلسطين.
وغرد النائب علي حسن خليل عبر حسابه على موقع “ تويتر»: “صفقة–القرن ليست مصيراً محتوماً لنا وللقضية الفلسطينية. وحدتنا سوف تفشلها وتسقط ما يرسم لنا منها، ووحدة الفلسطينيين تحميهم وتحصن حقوقهم. لن تمر الصفقة طالما أننا نقاومها متحدين. الوحدة سلاحنا الأول بوجه وحدة ترامب».
واعتبر النائب فيصل كرامي عبر حسابه على موقع “تويتر»أن “إعلان ترامب صفقة القرن يؤكد 3 حقائق:
1 –الإنحياز الأميركي للأطماع الصهيونية بأرض فلسطين.
2 – العجز العربي المتوّج باتفاقيات الذل والمهانة المعلنة والمستترة.
3 – المشروعية الحضارية والإستراتيجية لخيار المقاومة كأسلوب وحيد للتعامل مع الاحتلال الصهيوني».
أضاف»عذراً فلسطين الحبيبة، عجزنا عن تحرير أرضك وعن استرداد الحقوق والمقدسات وتمادينا في خلافاتنا، وانقساماتنا، وسماحنا للفساد وللفتن البغيضة أن تنهش بنا وتدمر وحدتنا العربية. عذراً فلسطين الحبيبة، أنت الآن البوصلة ومن خلال وحدة شعبك ونضاله نستلهم الأمل بغد لا بد آت نستعيد فيه نضال الأمة».
وأشار النائب جميل السيد على حسابه عبر “تويتر» إلى أنه “1917، وعد بلفور قسم فلسطين، اليوم وعد ترامب سيلغي فلسطين، والعرب عربان بين التقاتل والتشتت ولبنان في الصفقة سيدفع الثمن بتوطين الفلسطينيين، التوطين في مقابل الديون وإلاّ!».
وقال “منذ الحريري الأب إلى اليوم،الجميع تقريباً إنخرطوا في مؤامرة الديون وإفلاس البلد لتسهيل التوطين».
وجدّد رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي رفضه التفريط بحقوق الفلسطينيين بأرضهم، خصوصاً الخطة التي سميت “صفقة القرن» التي تمس بمصالح الفلسطينيين والعرب عموماً.
وإذ ذكّر بأن اللبنانيين موحدون في رفض التوطين، أكد “أن الجميع مع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وبيوتهم»، مجدداً رفضه لأي حلٍ يسلب الفلسطينيين حقهم بأن تكون القدس عاصمتهم التاريخية، ويسلب العرب مسلمين ومسيحيين حقهم في مقدساتهم من المسجد الأقصى إلى كنيسة القيامة. ودعا المجتمع الدولي مجدداً إلى التمسك بالقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية 242،338.
وقال مخزومي إن “ما هو معروض في “صفقة القرن» يشكل إهانة للقوانين الدولية ذات الصلة بحق الشعب الفلسطيني بأرضه وبيوته بدءاً من القرار 194 الذي يؤكد حق العودة وحق تقرير المصير من جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا ما اعترف به مجلس الأمن في القرارات (183/ 1963 و218/1965)»، مؤكداً أنه “لا يمكن القفز من فوق القرارات الدولية، وبالتأكيد من فوق حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم».
وختم “للسلام في المنطقة شرط أساسي يتمثل بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، والبداية تكون بتحقيق عودة الفلسطينيين إلى بلادهم ورفع الإحتلال عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ودولة فلسطينية عاصمتها القدس، وبغير ذلك ستبقى المنطقة تدور في حلقة مفرغة ودول الغرب تتلقى تداعيات حروب المنطقة ونتائجها المفجعة».
وقال عضو تكتل “لبنان القوي»النائب سيمون أبي رميا عبر حسابه على “تويتر»: “الساعة 12 في واشنطن: إعلان صفقة القرن.»القرن» في الزمان هو 100 سنة .»القرن» في اللغة هو عظم نابت في رؤوس بعض الحيوان وهو مصطلح معتمد للدلالة على الخداع الزوجي. صفقة اليوم هي نتيجة سياسة الخداع، أي “القرن» بمعناها الثاني التي اعتمدتها بعض الدول الشقيقة بحق القضية الفلسطينية».
وغرّد الوزير السابق حسن مراد عبر حسابه على “تويتر: “تأتي المفاوضات وتذهب وتأتي الصفقات وتذهب وتأتي التسويات وتذهب. إلاّ فلسطين ستبقى ولن تذهب، حدودها الوطن العربي عاصمتها القدس الشريف، خريطتها من البحر إلى النهر، وسنستعيدها بالقوة شاء من شاء وأبى من أبى».
أحزاب
ودان حزب الله في بيان» صفقة العار التي أطلقتها إدارة ترامب المتوحشة على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحقوقه الطبيعية المشروعة»، ورأى «أنها خطوة خطيرة للغاية سوف يكون لها إنعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها».
واعتبر أنّ «الإدارة الأميركية الشيطانية وبعد عقود من دعم العدو وإحتلاله وإعتداءاته ومجازره بحق الشعوب العربية، توجت عدوانها اليوم، بمحاولة القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية و الشرعية».
وأوضح أن “هذه الصفقة لم تكن لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عدد من الأنظمة العربية الشريكة سراً وعلانية في هذه المؤامرة، وإن شعوب أمتنا المؤمنة بالقضية الفلسطينية لن تغفر أبداً لأولئك الحكام الذين من أجل عروشهم الواهية فرطوا بتاريخٍ طويل من الشهداء والمعاناة ومقاومة الإحتلال على حساب الحق والكرامة».
وأضاف “إن مشروع التوطين المندرج في إطار هذه الصفقة لهو من أبرز المخاطر الماثلة للعيان والتي تهدف إلى الإطاحة بحق العودة وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه في أرضه وترابه، وتصفية القضية الفلسطينية من ذاكرة أبنائها، والعمل على خلق توترات إجتماعية وديموغرافية وفتن متنقلة لا تخدم سوى مصالح العدو وأهدافه التوسعية. إن ما حصل اليوم في واشنطن يؤكد أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الأرض واستعادة المقدسات وأن كل الخيارات التفاوضية لا تعيد أرضاً ولا تحرر معتقلاً بل تدفع بالعدو إلى مزيد من العدوان والإستعلاء».
وأشاد حزب الله بالشعب الفلسطيني وقياداته وفصائله المقاومة في تقدمها جميع الصفوف في رفضها ومواجهتها بكل قوة لصفقة القرن المزعومة “حيث باتت مواقفها الشجاعة هي البوصلة التي تتبعها شعوبنا العربية والإسلامية والتي فقدت الثقة بالكثير من أنظمتها وحكامها، وهي تعتقد أن الشعب الفلسطيني سيكون النبراس في هذه المرحلة كما كان في المراحل السابقة»، مؤكداً أن “كل المؤامرات والصفقات والخيانات لا يمكنها أن تشطب حق الفلسطينيين في أرضهم ومقدساتهم وحق العودة إلى قراهم ومدنهم».
وشدّد على أن “أمتنا وشعوبها الحية قادرة على الإطاحة بهذه الصفقة بوقت قريب وإسقاط مفاعيلها».
بدوره قال حزب “الإتحاد» في بيان»أتحفنا الرئيس الأميركي بنيته الإعلان عن صفقة القرن، هذه الصفقة التي يريد منها القضاء على القضية الفلسطينية تحت حجة حل النزاع في المنطقة. إن حزب الاتحاد يهمه أن يوضح أنه لا يوجد قوة في العالم مهما بلغ جبروتها وعتوها تستطيع أن تقتلع شعباً من أرضه لقاء حفنة من الدراهم ووعود بالعيش بالعسل الأميركي، فالقضية الفلسطينية ليست ملكاً للفلسطينيين حتى يتم التصرف بها، بل إن فلسطين أرض عربية لها قداستها وهويتها العربية واضحة وهي ليست للتصرف أو للبيع لا بخمسين مليار ولا حتى بأموال الكون».
كما أوضح الحزب للرأي العام العالمي “أن أصحاب القضية مجمعين على رفض هذه الصفقة اللعينة التي لا يمكن أن تمر لأنها تغيّر حقائق التاريخ والجغرافيا».
أضاف “إن أولى دعائم مقاومة ومواجهة هذا المشروع الأميركي الصهيوني يجب أن تقوم على وحدة الموقف الفلسطيني، السبيل الوحيد للحفاظ على الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني واعتماد المقاومة بكل أشكالها خياراً استراتيجياً لتحقيق النصر ووأد هذه الصفقة لأن هذه الصفقة في الحقيقة إنما تمثل أحد أخطر أشكال الإرهاب الدولي الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية في محاولة واضحة لتركيعها وسلبها حقوقها بعد أن تم سلبها ثرواتها».
ودعا الشعب العربي والشعوب الحرة إلى “الوقوف بقوة وصلابة لإسقاط هذه الدعوة تحت شعار “فلسطين ليست للبيع» فإرادة الشعوب هي الكفيلة بالإنتصار على إرادة الحكام المطبعين».
وختم: “إن رهان ترامب على انصياع دول عربية لمشيئته والسير في هذه الصفقة سيذهب أدراج الرياح».
وأعلن»تجمّع العلماء المسلمين» في بيان أن هذه الصفقة “تهم لبنان بدرجة كبيرة، فإن فيها بنداً يتضمن توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم، وهذا أمر مخالف لدستور بلدنا الذي يرفض التوطين، وبالتالي فإن واجب الدولة والقوى والأحزاب الوطنية العمل على مناهضة هذه الصفقة ورفضها رفضاً مطلقاً».
وحذر من أن “يكون إدخال لبنان في أزمة اقتصادية ومالية كبرى هي مقدمة لتقديم رشوة كبيرة تخرجنا من مأزقنا في مقابل أن نوافق على التوطين، ونعلن أننا سنكون على يقظة تامة لجبه هذا الأمر الذي يمكن أن يمرر عبر صندوق النقد الدولي أو أي صناديق أخرى».
ودعا إلى أن “تكون الجمعة المقبلة يوم غضب في كل الأراضي الفلسطينية رفضا لـ»صفقة القرن»، وأن تقوم الفصائل المقاومة بإعداد خطط عسكرية وأمنية لمواجهة تداعيات هذه الصفقة وإشعال الأرض تحت أقدام الصهاينة».
ودعا كذلك السلطة الفلسطينية الى “اعلان انسحابها من كل الاتفاقات والعودة إلى الكفاح المسلح وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية كي تكون قادرة على جبه المرحلة المقبلة من خلال تمثيل الأحزاب والفصائل الفلسطينية كافة فيها».
من جهته، دعا رئيس “لقاء الفكر العاملي» السيد علي عبد اللطيف فضل الله القيادات الفلسطينية الى “تعزيز خيارات الشعوب وعدم الإرتهان لمصالح الأنظمة وتأكيد نهج المقاومة وصياغة العمل السياسي والميداني المقاوم في مواجهة صفقة القرن».
كما دعا خلال لقاء صحافي في منزله في مدينة صور، “كل المكونات الوطنية الفلسطينية إلى مواجهة صفقة القرن التي لا تسعى لتكريس الاحتلال وشرعنته وتهويد فلسطين فحسب، بل إلى إسقاط الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني».
وأكد “ضرورة صياغة العلاقات العربية والإسلامية والإقليمية إنطلاقاً من اعتبارات القضية التي ترتكز الى خيارات الشعوب وليس إلى مصالح الأنظمة خصوصاً التي باعت فلسطين وتآمرت على شعوبها وقضيتها».
ودعا الى “إخراج مشروع تحرير فلسطين من دائرته الضيقة الى الفضاء العربي والإسلامي والإنساني الأوسع».
واستنكرت “جبهة العمل الإسلامي» في بيان “تهافت بعض الدول العربية والخليجية للتطبيع مع دويلة الكيان الصهيوني الغاصب، وتبادل الزيارات في ما بينها»، معتبرةً ذلك “خيانة للقضية الفلسطينية، وللشعب الفلسطيني المظلوم، وخيانة لدماء الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم وقدموا دماءهم رخيصة دفاعاً عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك».
ودعت الجبهة “الدول الخليجية وحكامها وملوكها وأمراءها إلى وقف سياسة التطبيع، والتنسيق المباشر وغير المباشر مع العدو، وإلى احترام إرادة الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية الرافضة للاحتلال الصهيوني الحاقد، وإلى تبني خيار الكفاح والجهاد والمقاومة، حتى تحرير كامل التراب العربي والفلسطيني من براثن الصهاينة الغاصبين الحاقدين».
من جهتها، أعلنت حركة “فتح» في إقليم لبنان الإستنفار الشامل في صفوفها وأطرها الحركية كافة، بحيث يكون اليوم الأربعاء يوم غضب يتخلله إضراب في المدارس والمؤسسات كافة، رداً على الإعلان الأميركي لما تسمى “صفقة القرن».
ودعت في بيان إلى “مسيرات غضب واعتصامات في كل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان».
وانطلقت أمس مسيرات حاشدة في صيدا والمخيمات