عرضٌ مسرحيٌّ بعنوان «هوى غربيّ»… تفاوت الطبقات الاجتماعيّة بإطار واقعيّ كلاسيكيّ
} محمد سمير طحان
حقّق العرض المسرحيّ «هوى غربيّ» تأليف لوتس مسعود وإخراج غسان مسعود حضورًا جماهيرياً لافتاً طيلة أسبوعين على خشبة مسرح الحمراء بدمشق مقدّماً تشريحاً للعلاقات الاجتماعية والإنسانية بين طبقات المجتمع والرؤى المختلفة لأبنائها حول علاقتهم بالوطن.
المسرحيّة التي بدأت بها مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة عروضها للعام الحالي جاءت على مدى ساعة ونصف الساعة من الزمن على شكل مشاهد منفصلة وفق رؤية المخرج لخلق أجواء متنوّعة ما بين الواقعية الكلاسيكية والتعبيرية الرمزية وكوميديا الموقف لإيصال رؤى ومآلات شخصيات العرض ومقولته التي جاءت بشكل رمزيّ ولتنتهي بهبوب عاصفة ثلجية مع التنبيه لضرورة مواجهتها وعدم الهروب منها.
مخرج العرض الفنان القدير غسان مسعود، قال في تصريح صحافي: علاقتي بالخشبة لم تنقطع أبداً وإن تمّ تأجيلها في بعض الأحيان. فالمسرح هو أصل الفنون ولا يمكنني الهروب منه ودائماً أعمل وفق ما أؤمن به وهذا يجعل ما أقدمه قريباً من هموم الناس وأفراحهم.
الفنان القدير جمال قبش قال: عدتُ إلى المسرح من خلال هذا العرض بعد انقطاع لنحو 36 عاماً وهو مع زميلي الفنان غسان مسعود الذي ينتمي للمدرسة المسرحية ذاتها التي أنتمي إليها ومع فريق عمل مميّز منهم من كانوا طلابي وكان اللقاء بالجمهور رائعاً ما شكل لنا متعة حقيقية.
وتابع: عنوان العرض «هوى غربي» يرمز لما تعرض له بلدنا من عواصف عاتية. والنهاية أوضحت كيف دخلت هذه العواصف كل بيت وصنعت الزوابع وكل ذلك يلخص ما عشناه، منوهاً بالجمهور الذي واظب على حضور العرض بأعداد كبيرة يومياً رغم ما يحيط بنا من صعوبات إيماناً بالمسرح والحياة.
الفنان سيف الدين سبيعي الذي عاد بدوره إلى الخشبة بعد غياب لعشرين عاماً أوضح بدوره أن آخر وقوف له على الخشبة ذاتها كان مع المخرج مسعود بعرض كسور، مبيناً أن العمل في المسرح هو أهم وسيلة لإعادة إنضاج أدوات الممثل وهذا ساعده لإعادة الاشتغال على أدواته التمثيلية التي لم يستعملها لفترة طويلة وأن متعة العمل في المسرح لا تضاهيها أي متعة في أي فن آخر.
الفنانة نظلي الرواس أكدت أن المسرح هو الأول بين الفنون وفيه تظهر إمكانات الممثل الحقيقي. فالخشبة تكشف ما لديه من إمكانيات وما يملك من أدوات.
ولم تخف الفنانة روبين عيسى سعادتها بالمشاركة في العرض. وقالت: أتعامل مع الفنّ بروح الهاوية. وهذه هي تجربتي الثانية مع الفنان غسان مسعود بعد مسرحية كأنو مسرح وفي كل مرة اكتشف معه إمكانات وطاقة جديدة لديّ للانطلاق على الخشبة. فهو يمتلك طريقة خاصة في التعامل مع الممثل ليفجر ما بداخله من طاقات.
كاتبة نص العرض لوتس قالت: العمل مع والدي في المسرح له خصوصيته ولا أعتقد أن هناك أحداً يمكن أن يترجم أفكاري مثله.
كما أن إقبال الجمهور على العرض يعبر عن وفائه وحبه للمسرح.
شارك في بطولة العرض أيضاً كل من الممثلين.. غسان عزب، لجين إسماعيل، مي مرهج، عبد الرحمن قويدر، مصطفى المصطفى.
وفي بطاقة العرض المخرج المساعد موسى أسود، تصميم الديكور هاني جبور، تصميم الإضاءة جلال شموط، مساعد المخرج خوشناف ظاظا، تصميم الأزياء لوسي موسان، الموسيقى نزيه أسعد، تصميم الإعلان جورج نوفل، مكياج منور الخطيب، كوافير طارق عيسى، تصوير فوتوغراف يوسف بدوي.