لعنة القرن…
} مريانا أمين
أمام انحناء العروبة، وتصحّر النفوس ويباس الشهامة والمروءة، يتدلّى من علياء السطوة والهيمنة بيان يُعلن فيه: دمتم بخزيٍ وعار، وهنيئاً عليكم يا سادة القوم ضياع الأمة العربية وسبي القدس الأبية، ولتسكنوا الجاهلية الأولى يا ذوي الجشع والطمع؛ وأزلام الأمر المتّبع وأدوات اللهو في نوادي الخمر والهرج…
فصفقة القرن هي عهر العروبة التي تعرّت من مبادئها، وخلعت عنها قدسية القيمة والكرامة، وباعت المقدس في بازار التبعية والاستقواء شرط بقاء الزعيم فوق كرسي السيادة…
في صفقة القرن هذي، نحتاج إلى الحراك الذي يسقط الأقنعة، ويتلو سطور الطهر التي تبعث على الثورة، نحتاج حراكاً يُعيد العرب إلى وعيهم وصلاح ذواتهم، بل ويوقظهم من سبات عميق اعتادوه عند كلّ مواجهة…
نعم! هنا يكون الحراك لزاماً، والتحرك هو الطرح الوحيد الذي يعيد أمجاد العروبة السابقة…
هذه الصفقة هي اعتراف ايديولوجي بل هي منعطف تاريخي يشبه وعد بلفور فهي ليست مغامره وليست عبثاً وليست لعبه؛ والتعامل بجدية قبل تطبيق الوقائع على الأرض هو أساسي؛ لأنّ يهودية الدولة والتعامل مع الشعب الفلسطيني وكأنه أغراض يتمّ نقلها هو أبشع ما يكون… فلا ننسى التوطين والمعاهدات بين العرب والعدو الذي زاد الطين بلّة.
والفلسطيني ليس وحده ضحية الصفقة، فهو قادر أكثر من غيره على النضال والمقاومة لأنه يشعر بكلّ لحظة أنه مهدّد من قبل أعتى عدوّ بالعالم. وهذا ليس كلاماً عاطفياً لأنّ الموضوع كله ليس عاطفياً بل هو عقلاني ووطني وإنساني اتجاه قوّتين متوحّشتين يتفقان من أجل مصالحهم المشتركة لإمحاء شعب بأكمله من الوجود.
والشعب الفلسطيني المناضل ومعه المناضلون في كلّ أنحاء الأرض! ولو هم قلائل لكنهم سيقلبون الطاولة، وسيجعلون أعزة أسيادهم أذلاء بفعل صمودهم وثباتهم في الأرض.