طلاق بريطانيّ نهائيّ.. بين وداع ودموع داخل البرلمان الأوروبيّ
في يوم استثنائي مشحون بالمشاعر قبل يومين من خروج البريطانيين، صادق البرلمان الأوروبيّ، أمس، بشكل نهائيّ على الاتفاق بين بروكسل ولندن حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبيّ.
ولم تتمكن رئيسة الاشتراكيين الديمقراطيين في البرلمان الإسبانية إيراتشي غارسيا من كبت دموعها في لحظة وداع زملائها البريطانيين.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي أثناء حفل صغير نظمه حزبه إنه «يوم حزين لبرلماننا»، مضيفاً «في يوم كهذا يجب أن نكون أكثر اتحاداً».
وكان نايجل فاراج، رئيس حزب بريكست والمعارض التاريخي للاتحاد الأوروبي على مدى عقدين من الزمن حتى في داخل البرلمان، أول من تحدّث صباح أمس في مؤتمر صحافي بنبرة الانتصار.
وأكد أنه راضٍ عن قيامه بتأجيج المعارضة للاتحاد الأوروبي من داخل البرلمان بواسطة مداخلاته ونشره مقاطع فيديو على منصة يوتيوب. إلا أنه شدّد على «خطوة بريكست الذي شبّهه بالقطيعة بين الملك هنري الثامن مع روما عام 1534».
وقدّم ممثل المملكة المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي تيم بارو صباح أمس، إلى المجلس الأوروبي الوثيقة الرسمية التي تعلن استيفاء لندن جميع واجباتها القانونية للخروج من الاتحاد.
وتقضي المرحلة الأخيرة بموافقة مجلس الدول الأعضاء بموجب آلية خطية الخميس على الاتفاق، ليصبح بريكست نافذاً، بعد 47 عاماً من علاقة اتسمت في غالب الأحيان بالصعوبة.
وقبل أسبوع، أوصت اللجنة البرلمانية المكلفة الملف بغالبية كبيرة جداً بالتصويت لصالح الاتفاق.
وبهذه المناسبة، ذكر غي فيرهوفشتاد الذي ترأس مجموعة الاتصال طوال فترة التفاوض حول الاتفاق، بأن «المطلوب ليس عرقلة الطلاق»، مشدداً على أن «الخيار هو بين بريكست منظم وبريكست بدون اتفاق».
وتكرّس عملية التصويت، خروج النواب البريطانيين من البرلمان الأوروبي، من غير أن يدري الاتحاد حقاً كيف يودّعهم.
وحضّر مؤيدو بريكست البريطانيون معظم احتفالاتهم في منازلهم.
فهذه لحظة صعبة على التكتل، إذ إنها أول مرة يخرج أحد أعضائه، بعد سنوات من التوسّع.
ووقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اتفاق الانسحاب الأسبوع الماضي بعيداً عن الأضواء، ما كان له وقع المفاجأة.
كما أنه سيتم إنزال الأعلام البريطانية من أمام المؤسسات الأوروبيّة بدون أي مراسم بروتوكولية. وأقيم حفل قصير بعد التصويت.
وبهذه الخطوة يغلق فصل وتبدأ مرحلة جديدة من المفاوضات لا تقل صعوبة عنه، إذ ستستمر المملكة المتحدة طوال الفترة الانتقالية حتى نهاية كانون الأول في تطبيق القواعد الأوروبية، وسيتحتم على الاتحاد الأوروبي ولندن التفاهم بشأن علاقتهما المستقبلية والتوصل بصورة خاصة إلى اتفاق تجاري.
وقدّم كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه صباح أمس، مشروعاً متعلّقاً بالمفاوضات إلى المفوضية الأوروبية، الذي لن يُعلن قبل الاثنين، بعد خروج المملكة المتحدة.
واعتبر المفوض الأوروبي ماروس سيفكوفيتش في مؤتمر صحافي أن «يوم الخروج البريطاني هو بالطبع ليس يوم احتفال إنما (يوم) حزن»، مضيفاً «لكن الآن ننتقل إلى الفصل المقبل».
وتابع «نحن مستعدّون لبذل كل الجهود للالتزام بالجدول الزمني الصعب الذي اقترحه نظراؤنا البريطانيون»، مشيراً إلى أن «جولات» المفاوضات يمكن أن تُعقد كل ثلاثة أسابيع.