مزيد من المواقف والتظاهرات المندّدة بالصفقة لكينونة مشرقيّة تتقدّم نحو التحرير بدءاً باقتلاع الوجود الأميركيّ في منطقتنا
توالت أمس المواقف المندّدة بـ»صفقة القرن». وفي هذا السياق، أسف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي للصفقة واصفاً إياها بـ»علامة الحرب والحقد ودمار وبغض وقهر إضافي للناس، وهذا ما لن نقبله ونتحمله».
من جهته، رأى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، خلال اللقاء الذي أقيم في مركز «معروف سعد الثقافي»، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة «صفقة القرن» أن هذه «الصفقة لن تمر»، وقال»يا أبناء لبنان وأبناء فلسطين، أيها الشباب المنتفض والمقاوم والثائر، بالإرادة الصلبة والعزم والتصميم، ستسقطون صفقة ترامب ونتنياهو، ستسقطون صفقة التآمر على فلسطين ولبنان والأمة».
أضاف «بالأمس في واشنطن، وبغياب أي ممثل عن الشعب الفلسطيني، وبحضور هزيل لبضعة سفراء لأنظمة التطبيع العربية، منحت أميركا للصهاينة القدس، وثلث الضفة الغربية، والجولان السوري، ومزارع شبعا اللبنانية. واعترفت بيهودية الكيان الإسرائيلي. أميركا تنكرت للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وتنكرت لحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرض الآباء والأجداد. كما تنكرت لحق سورية بالجولان، ولحق لبنان بمزارع شبعا، لكن شعوب الأمة، وفي طليعتها الشعب الفلسطيني، قالت لا «لترامب»، لا «لنتنياهو»، لا لأنظمة التبعية والتطبيع. وشعوبنا سوف تثبت أن إرادتها لن تقهر أبداً».
بدوره، اعتبر لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع، «أن بيانات الشجب والإدانة والإستنكار لصفقة القرن وما رافقها من توصيفات إنشائية تحليلية، على أهميته لم يعد يتسق والمخاطر الجدية الوجودية على أمتنا ومصالحها الحيوية وحقوقها القومية، إزاء تجديد وعد بلفور الاستعماري الإحلالي الإستيطاني بصيغته الأكثر وقاحة في التوحش والعدوانية، ما يستلزم سريعاً صياغة إجرائية للمواجهة».
وأشار إلى أن «أولى مرتكزات المواجهة معادلات الردع التي أرساها محور المقاومة من خلال كينونة مشرقية متحدة الأطر والأهداف، تتقدم معها المقاومة نحو التحرير بدءاً من اقتلاع الوجود الأميركي في منطقتنا العربية، وتحويل الرفض الفلسطيني لصفقة القرن إلى جبهة فلسطينية موحدة تتكامل مع التطور الميداني في سورية واليمن والعراق لصالح محور المقاومة وتجذيرالتحالف مع إيران».
وأكد أن «المقاومة الشعبية الشاملة المتصاعدة كماً ونوعاً كفيلة باستعادة الأرض السليبة، وخلاف ذلك تنظير وحرب مناظير، ومحور المقاومة رغم قساوة المعركة وحجم التآمر وقتامة المشهد ما زال متمكناً قادراً على تحويل التحدي والتهديد إلى فرصة للتحرير والإنتصار».
واعتبرت جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، في بيان، «أن ما يجري اليوم وما يخطط له ويراد تنفيذه تحت ما يسمى صفقة القرن إنما هو مؤامرة مكشوفة ومفضوحة لا تقرها الأعراف ولا القوانين الدولية ولا يرضاها الشرفاء والأمناء الذين حفظوا فلسطين وكانوا سداً شامخاً منيعاً في وجه الصهيونية وأطماعها».
وأكدت أن «لا مساومة على فلسطين ولا على القدس ولا تهاون ولا تفريط بحق الشعب الفلسطيني في عودته إلى دياره التي تم تهجيره منها ولو مقابل مليارات الدولارات، وستبقى القدس عربية لأهلها رغم كل المكائد التي حيكت وما زالت تحاك».
من ناحيته، استغرب الأمين العام للتيار الأسعدي المحامي معن الأسعد في تصريح، «الضجة المفاجئة على صفقة القرن الأميركية الإسرائيلية المشبوهة والخطيرة جداً، وهي معروفة التفاصيل والأهداف منذ زمن بعيد».
واعتبر أن «الإدارات الأميركية المتعاقبة منحازة دائما إلى جانب الكيان الصهيوني وتدعمه وتؤيد إرهابه وإجرامه وإن مواقفها علنية ضد القضية الفلسطينية والعرب ومحور المقاومة».
ورأى أن «الإستنكار والإدانات العربية والإسلامية والفلسطينية لا قيمة لها ولا تقدم ولا تؤخر إذا لم تقترن بالفعل المتضامن والمقاومة ومقاطعة الدول العربية التي أيدت وشاركت في الصفقة وإلا فإن كل بيانات الشجب والإدانة لا تعدو كونها حبراً على ورق».
وإذ نوّه «بإجماع اللبنانيين على إدانة الصفقة الأميركية»، لفت إلى أن «الحصار الأميركي وعقوباته الإقتصادية على لبنان تهدف إلى فرض توطين اللاجئين الفلسطينيين مقابل إعفاء لبنان من ديونه وإعطائه القروض والمساعدات»، محملاً «الطبقة السياسية الحاكمة منذ عقود مسؤولية إفلاس البلد وانهياره بإعتمادها نهج الفساد والمحاصصة ووضع اليد والسيطرة على مقدرات الدولة».
ورأى «اتحاد الكتاب اللبنانيين» في بيان، أن «مواجهة صفقة القرن مسؤولية لبنانية وفلسطينية وعربية»، لافتاً إلى أنها جاءت على «قاعدة: من لا يملك يعطي لمن لا يستحق». وأوضح أن «وجود المحتل الصهيوني فوق أرض فلسطين بمنزلة ورم خبيث لا يُستأصل إلا بالإقتلاع الكامل، وكل محاولة للإنفتاح عليه تحت مظلة الواقعية أو الجنوح للسلم أو ضعف الإمكانيات أو أي ذرائع أخرى، إنما تصب في خدمة توسعه وامتداده».
اليوم يهودون القدس وهي مدينة مقدسة عند جميع الرسالات السماوية وغدا يطالبون بمكة المكرمة والمقدسة عند المسلمين».
وعقدت «الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم القضية الفلسطينية» إجتماعاً طارئاً برئاسة المنسق العام نزيه الخياط، وبحثت في مشروع «صفقة القرن» واعتبرت في بيان «أن هذه الصفقة الأميركية الصنع، إنما أتت من دولة منحازة بالكامل إلى العدو الصهيوني».
إلى ذلك تواصلت لليوم الثاني على التوالي التظاهرات والإعتصامات اللبنانية الفلسطينية في بيروت والمناطق والمخيمات، رفضاً للصفقة المشؤومة.