«كورونا» يتجاوز مصابوه العشرة آلاف وتطوير لقاح مضاد ودول عدّة تمنع دخول القادمين من الصين
عزّزت دول العالم قيود السفر على الواصلين من الصين أمس، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن «حالة طوارئ» على الصعيد الدولي على خلفية فيروس كورونا المستجدّ الذي أسفر عن وفاة 213 شخصاً في الصين.
وأصيب نحو عشرة آلاف شخص في الصين بالفيروس الجديد بينما تمّ الكشف عن حالات جديدة خارج البلاد ليرتفع عدد الدول التي وصل الوباء إليها إلى أكثر من 20 دولة.
وبالرّغم من اتخاذ الصين إجراءات مشددة لمنع انتشار الفيروس، شملت فرض حجر صحي على أكثر من 50 مليون شخص في ووهان ومحاصرة مقاطعة هوباي. لكن عدد الوفيات والإصابات واصل الارتفاع، حيث أعلنت اللجنة الوطنية الصينيّة للصحة أمس، أنه «تم التأكد من وجود 1982 حالة إصابة جديدة، ما يرفع مجموع الإصابات إلى 9692».
وارتفع عدد الوفيات أمس، إلى 213 بعد 43 حالة وفاة جديدة، جميعها في هوباي باستثناء واحدة. ويذكر أن جميع الوفيات كانت في الصين.
وهناك 102 ألف شخص قيد الرقابة الصحية في الصين، حيث يشتبه بأنهم مصابون بعوارض تشبه تلك الناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ.
بدوره، أشار أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في ووهان ما قوه تشيانغ إلى أن «تأخّر السلطات في الاستجابة لاكتشاف المرض تسبّب بتفشيه».
وقال «لو أن إجراءات مشددة لضبطه اتّخذت في وقت سابق، لكانت النتيجة أفضل مما هي عليه الآن».
فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أول أمس، أن «الفيروس أصبح يشكّل حالة طوارئ على الصعيد العالمي»، لكنها أشارت إلى أنها «لا توصي بأيّ قيود على السفر»، وحضّت الدول الكثيرة التي اتّخذت إجراءات من هذا القبيل بـ»إعادة النظر في الأمر».
لكن المنظمة حذّرت أمس، من أن «إغلاق الحدود لن يمنع انتقال العدوى بل قد يسرّع انتشار الفيروس».
من جهته، أكد مندوب الصين في جنيف شين شو للصحافيين أن «لا حاجة لأي ذعر غير ضروري. لا حاجة لاتّخاذ تدابير مفرطة»، مشدداً على أن «بكين تعمل بشكل حازم لاحتواء المرض».
في حين قال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير في جنيف «نعرف من تجارب سابقة، سواء كانت فيروس إيبولا أو في حالات أخرى أراد الناس السفر خلالها (…) إن كانت الممرات الرسمية مغلقة، سيجدون طرقاً غير رسمية».
تطوير لقاح مضاد
فيما قالت وزيرة البحث الألمانية، أنجيا كارليتشك، أمس، إنها تتوقع تطوير لقاح مضاد لفيروس «كورونا» القاتل في غضون أشهر.
وأضافت الوزيرة الألمانية: «إذا أردنا احتواء هذا المرض، فمن الجيد أن يكون لدينا لقاح في وقت قصير نسبياً، ونفترض أن هذا سيحدث في غضون بضعة أشهر».
وجاءت هذه التصريحات بعدما قالت شركة الأدوية الحيوية «كيورفاك إيه جي» و»التحالف من أجل ابتكارات الاستعداد للوباء»، إنهما يعملان معاً على تطوير لقاح مضاد للفيروس الذي اكتُشف لأول مرة في الصين الشهر الماضي.
إجراءات دولية احترازيّة
ومع ذلك، سارعت دول عديدة لإجلاء مواطنيها من ووهان، وأجلت بريطانيا وفرنسا المئات من رعاياها أمس. بينما كان مواطنو الولايات المتحدة واليابان أول المغادرين الأربعاء.
كما كثّفت دول عديدة قيودها على السفر. ورفعت وزارة الخارجية الأميركية مستوى التحذير إلى أعلى درجة، داعية الأميركيين إلى «عدم السفر» إلى الصين، بينما حضّت المتواجدين فيها على «المغادرة».
في حين ذهبت كل من سنغافورة وفيتنام ومنغوليا أبعد من ذلك. وفي إشارة إلى أنها ترجّح «ارتفاعاً أكبر» في انتشار الفيروس، حظرت الحكومة السنغافورية دخول الركاب القادمين وأولئك العابرين منها الذين زاروا الصين خلال الأيام الـ14 الماضية، وأوقفت إصدار جميع أشكال التأشيرات الجديدة لحملة جوازات السفر الصينية.
بدورها، أعلنت منغوليا أنها «لن تستقبل المواطنين الصينيين والأجانب القادمين من البلد المجاور جواً أو بالقطارات أو السيارات اعتباراً من اليوم وحتى الثاني من آذار». وسيُمنع المنغوليون كذلك من السفر إلى الصين خلال الفترة ذاتها.
وأما في فيتنام، فأمر رئيس الوزراء نغوين شوان فوك بـ»تعليق إصدار أي تأشيرات سياحية جديدة للمواطنين الصينيين، والأجانب الذين سافروا إلى الصين خلال الأسبوعين الماضيين». وأضاف أن «التجارة مع الصين ستكون غير محبّذة إلى حين تراجع انتشار الوباء».
وانضمت اليابان بدورها إلى بريطانيا وألمانيا وغيرهما من الدول التي أوصت مواطنيها بـ»تجنّب السفر إلى الصين».
وتولّت السلطات والشركات والأشخاص الذين يشعرون بالقلق في أنحاء العالم تولّي زمام الأمور.
وعلّقت شركات طيران عديدة كبرى هذا الأسبوع رحلاتها إلى الصين أو خفضت عدد الرحلات.
وعلّقت باكستان أمس، بشكل مؤقت جميع الرحلات المباشرة مع الصين. وأعلنت شركة «لوت» البولندية للطيران أمس، أيضاً أنها «سترسل طائرة إلى بكين لإجلاء البولنديين وغيرهم من المواطنين الأوروبيين».
بدورها، أغلقت روسيا الحدود في أقصى شرق البلاد.
وذهبت باباوا غينيا الجديدة أبعد من ذلك، فمنعت جميع الزوار القادمين من «المنافذ الآسيوية» من الدخول.
وأعلنت الحكومة الإيطالية، التي أوقفت جميع الرحلات من الصين وإليها حالة الطوارئ أمس، لمدة ستة أشهر لتسريع جهود منع انتشار الفيروس بعد تأكيد إصابتين في روما لدى سائحين صينيين.
وأعلنت الصين أمس، أنها «أرسلت طائرات إلى تايلاند وماليزيا لإعادة سكان هوباي»، مشيرة إلى «الصعوبات العملية» التي واجهوها في الخارج.
تزايد عدد الإصابات في دول عدّة
وفي مؤشر على تزايد القلق العالمي، احتُجز أكثر من 6000 سائح بشكل مؤقت على متن سفينتهم السياحية في ميناء إيطالي بعدما ظهرت عوارض لدى راكبين صينيين. وكشفت الفحوص لاحقاً أنهما لم يكونا مصابَين بفيروس كورونا المستجدّ.
وتم عزل أكثر من 40 ألف عامل في مجمّع صناعي تديره الصين في جزيرة سولاوسي الإندونيسية على خلفية القلق من الفيروس.
وأعادت بورما طائرة إلى الصين بعدما تم نقل أحد ركابها إلى المستشفى إثر ظهور عوارض المرض عليه.
وكانت قد أعلنت الولايات المتحدة عن أول حالة عدوى بالفيروس من شخص لآخر في الأراضي الأميركية عندما انتقل الفيروس إلى رجل في شيكاغو بعد عودة زوجته من ووهان. كذلك، أعلنت كل من بريطانيا وروسيا عن أول إصابتين على أراضي كل منهما.
وأعلنت وزيرة الصحة الفرنسية أغنيس بوزين أن «مواطناً فرنسياً كان بين 180 شخصاً تم إجلاؤهم من ووهان نقل إلى المستشفى بعدما ظهرت عليه أعراض الإصابة بالفيروس. وأعلنت كندا أنها ستعيد نحو مئتين من مواطنيها من ووهان.
وتمّ التأكد من إصابة ثلاثة أشخاص كانوا على متن أول رحلة تجلي رعايا اليابان بالفيروس بعد وصول الطائرة، لم تظهر أي أعراض على اثنين منهم، وهو ما يؤكد صعوبة الكشف عن الفيروس.
وأعلنت كوريا الجنوبية أن 18 من حوالى 350 شخصاً تمّت إعادتهم من ووهان نقلوا إلى المستشفى بعدما ظهرت أعراض المرض عليهم.