فلسطين في قلب تونس
} مريانا أمين
فلسطين هي بوصلة نضال، ومهد مسيحها هو السكينة والأمان… هي عشق محارب، وسلوى الأنس في زمن البندقية…
وفوق قبتها ابتهالات ومناجاة وتوسّل…
أزقتها العتيقة تحمل بين مساماتها نبض الحكايا، وتواريخ النزاع العقائدي…
هي فلسطين مساحة من فردوس، وقطعة من سماء؛ وهي أمنا وحبيبتنا…
لها في كلّ قلب عربي مفتاح للثورة
وآتون الحبّ المقدس
فلسطين عروس عروبتنا وتاج كرامتنا
من المحيط إلى الخليج
إلى كلّ بقاع الأرض
فلسطين! بركان مأساة وثورة
توزّعت على كلّ الأمم المناضلة…
وكلّ عواصمنا تودّ لو كانت او تكون فلسطين؛ فلا عجب إذا رأينا بركان تونس ينفجر في وجه أعداء الإنسانية…
وصفقة القرن المذلة؛ صفقة صاغها أعداء الإنسانية بحبر الخيانة، وأحرف عربية عميلة وخائنة شاركت بكتابة ذلها وباركها الخونة…
ورعاها رئيس معتوه، وأحمق لا يرى أفق قوّتنا، أو أنه يتجاهل حقيقة قدراتنا وجهادنا الطاهر الأبي…
تونس هي تاريخ
من مقاومة البيزنطيين
إلى مقاومة العثمانيين
ثم مقاومة رجال القبائل للاستعمار من إيطاليين وإنكليز وفرنسيين
تاريخها مقاومة فكيف لا تقف إلى جانب فلسطين!
تونس التي أُنهكت يوماً من معاهدات اقتصاديه فُرضت عليها فكيف لا تشعر مع الشعوب المنهكة.
تونس مقاومة بشعبها من بربر وعرب بجميع أطيافهم…
جبالها وبحرها وصحرائها تشهد على كلّ نضال…
تونس الخضراء، ارتدت ثوبها الاحمر، ورفعت راية الانتصار للقدس ولعروبتها، وراحت تطلق أجراس الكنائس، وصيحات التهليل والتكبير، بل وتجمع فوق أكفها كلّ حرف عربي، وتوقظ كلّ نائم عربي، وتدعو كلّ أبي عربي إلى ثورة الرفض، وتأكيد القطيعة، وطرد السيادة العربية الوضيعة…
إنّ توأمة القضية دعت لها تونس، لتسكن فلسطين كلّ دار عربي وفكر تحرري…
ومن هنا نستجمع الشتات، ونرفض السبات لتعود فلسطين تلك العروس الجميلة الأبية، ويندحر عند قدميها كلّ الغزاة من حكام الأنظمة العربية والعتاة «الإسرائيليّين»…