تظاهرات ومواقف مندّدة بصفقة العار: لتوحيد الصفوف لمواجهتها وإسقاطها
تواصلت المواقف المندّدة بصفقة العار مع الدعوات لتوحيد الصفوف لمواجهتها لإسقاطها.
ووصف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلال قداس في كنيسة السيدة في بكركي، الصفقة بأنها «صفعة للقضية الفلسطينية، بل ولقرارات منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن المتخذة تباعاً منذ سنة 1948». فيما أكد النائب عدنان طرابلسي، في تغريدة على «تويتر» أن فلسطين الصامدة ليست للبيع وليست سلعة ولا صفقة في حسابات الدول»، معتبراً أن «التصدي لصفعة العصر التي سُمّيت صفقة القرن، يكون بالوعي ووحدة الصف فلسطينياً وعربياً وإسلامياً».
بدوره، شدّد منسّق لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس وتحالف الفصائل الفلسطينية في الشمال عبدالله خالد، على أن «التراب الفلسطيني ليس سلعة للبيع أو قطعة أرض يهبها ترامب للغاصب الفلسطيني بدعم من الغرب والنظام العربي الرسمي، الذي سقط بالضربة القاضية بعد أن خان أمته».
واعتبر أنّ «وعد ترامب سيفشل، كما فشل من قبل وعد بلفور، في ضمان الأمن الصهيوني وخصوصاً بعد أن اشتد ساعد المقاومة في فلسطين وسورية والعراق ولبنان واليمن، يؤازرها الشعب العربي على امتداد الأرض العربية من المحيط إلى الخليج». وقال «زمن اللون الرمادي ولّى إلى الأبد وكذلك زمن الميوعة والتردد في اتخاذ القرار. ولا بد من الإنطلاق من مقولة أن المنطقة تعيش أجواء صراع بين مشروعين أحدهما استسلامي للمشروع الأميركي– الصهيوني وهو في طريقه إلى الإنهيار، ومشروع مقاوم يحقق نجاحات يومية على امتداد أرض الصراع، والمترددون في اتخاذ موقف واضح يخدمون المشروع الاستسلامي ويصطفون عملياً وراء مشروع صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية قضية فلسطين وتكريس الإحتلال الصهيوني، العامل على توسيع انتشاره بعد ضم القدس والجولان، وتطلعه إلى ضم الضفة الغربية وأغوار الأردن، مستفيداً من المناخ الذي أوجده التطبيع العربي الرسمي مع الكيان الصهيوني لفرض أمر واقع جديد في المنطقة».
وشدد على أن «التاريخ لن يرحم المتخاذلين والمترددين في اتخاذ الموقف النضالي الذي يفرضه تحرير الأرض واستعادة كامل الحقوق وفي مقدمها حق العودة».
واعتبرت «ندوة العمل الوطني»، في بيان اجتماعها الدوري، أن «ليس مفاجئاً أن تأتي صفقة القرن وترفع من مستوى الإنحياز الأميركي للكيان الصهيوني على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ومصيره وعاصمته الأبدية القدس، بما يمثل صفعة جديدة للأمة ويشهد على بلوغ محطة جديدة من الإنحطاط السياسي والإنهزام الحضاري اللذين يمر بهما العالم العربي».
واعتبرت أن ترامب، بإعلانه هذه الصفقة– الصفعة، ضرب بعرض الحائط القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ولم يعبأ، حتى بحفظ ماء وجه حلفائه في المنطقة، ولم يبد أي احترام للنظام الرسمي العربي ومبادرة السلام العربية. ولفتت إلى أن «سياسة التنازلات والتسويات لم تؤد إلاّ إلى مزيد من ضياع الحقوق العربية، وأن غياب المشروع العربي الحضاري – الإنساني المشترك، لم ينتج سوى كيانات عربية هزيلة ومشتتة، وأن تمكن العدو الصهيوني لم يكن ليتم، لولا تفشي الانقسامات والنزاعات العربية – العربية تحت ذرائع شتى، وعلى الرغم من ذلك، بقيت تضحيات الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع منارات تفرض قضية فلسطين والقدس وعروبتها على الرأي العام العالمي».
وشددت على أن «فصائل المقاومة الفلسطينية يجب أن تكون أولى من يدرك أهمية توحيد الموقف الوطني والشعبي والسياسي من هذه الصفقة، وأكثر من يؤمن بضرورة العمل الفوري لانهاء أي خلافات على السلطة أو المكاسب». وأشارت إلى أن «المقاومة الفعالة لا يمكن أن تتحقق بدون السعي إلى معالجة أسباب التوترات والأزمات الداخلية في دول الجوار ومن دون الحرص على نزع كل ذرائع الفتن الطائفية والمذهبية التي تلعب دوراً رئيسياً في الابتعاد عن بوصلة فلسطين والقدس».
ولفتت إلى دور القوى الحية في رفض الإنصياع لمخططات تصفية القضية الفلسطينية والتمسك بحق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم. ودعت إلى «ضرورة تحصين الساحة اللبنانية في وجه أي تدخلات وضغوطات أو إغراءات خارجية تسعى لدفع لبنان نحو القبول بأي مشاريع للتوطين».
وأعلنت الهيئات الثقافية الشمالية، في بيان، رفضها وإدانتها وشجبها، لما يسمى «صفقة القرن»، معتبرة أن «الصفقة المخزية ما هي إلا محاولة تندرج في إطار سلسلة محاولات متتالية تهدف لإنهاء القضية الفلسطينية، خدمة للمخططات التوسعية وتمهيداً لإلغاء حق العودة». وناشدت ضمائر المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية وكل الفصائل الفلسطينية، توحيد الصف والموقف بالتصدي لهذا القرار العدائي تجاه قضية إنسانية تنتهكها اتفاقية وتتنكر فيها لأبسط معايير القيم والحرية والعدالة والمبادىء».
إلى ذلك، شهد محيط السفارة الأميركية في عوكر تظاهرة حاشدة تحت شعار «تسقط صفقة العار» وسط انتشار كثيف للقوى الأمنية، وقطعت الطرق كافة المؤدية إليها، ووضعت أسلاكاً شائكة على الطريق الرئيسية عند ساحة الضبية، على بعد مئات الأمتار من السفارة.
ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية والفلسطينية، وأطلقوا الهتافات المندّدة بالإدارة الأميركية، مؤكدين أن كل فلسطين لهم ولأولادهم واحفادهم، وأن القضية الفلسطينية هي قضية الشرق، ودعوا جميع العرب إلى النزول إلى الشوارع، مؤكدين أن هذه الصفقة ستسقط أمام إرادة الفلسطينيين، كما سقط من قبلها سايكس بيكو ووعد بلفور حتى تبقى فلسطين لجميع الفلسطينيين.
كما شهدت بيروت والمخيمات الفلسطينية تظاهرات مماثلة.