– ما يجري في شمال سورية، وخصوصاً في جوار حلب يقول إن الرئيس التركي رجب أردغان لم يستوعب ما كان يجب أن يكون قد تعلّمه طوال سنوات الحرب على سورية، خصوصاً لجهة التسليم بأمرين: الأول هو أن عزم الدولة السورية على تحرير وتوحيد كامل التراب السوري تحت سيطرة جيشها لا رجعة عنه، والثاني هو أن الرهان على وجود ما يمكن أن يفكّ الالتزام الروسي مع سورية بتأثير المصالح الاقتصادية كالشراكة في أنبوب الغاز نحو أوروبا، او السياسية كالشراكة في ليبيا هو ضياع للوقت والجهد ومقامرة خاسرة.
– تقدّم روسيا عبر مواجهتها للعبث التركي نموذجاً لفهمها لتحالفاتها القائمة على معايير السيادة والقانون الدولي وهي لا تحتاج لتقديم إثبات على أن الدور التركي في سورية عدوان على السيادة السورية وانتهاك للقانون الدولي وأن مساعي روسيا كانت دائماً لإقناع تركيا بالتموضع تحت سقف التصالح مع مقتضيات السيادة السورية لحفظ دور في الحل السياسي، وأن كل إصرار على عروض القوة لفرض دور خارج هذا السياق سيواجه من روسيا وسورية معاً.
– التقدّم السوري نحو سراقب وتحرير بلدات جنوب وغرب حلب وبلوغ القصف الروسي إلى مراكز الجماعات التي تديرها تركيا في الباب والأتارب يقول إن أردوغان يقامر بالنتائج التي رعتها روسيا في الاجتماع الأمني الذي ضمّ رئيس مجلس الأمن الوطني السوري ومدير المخابرات التركية، وتمّ خلاله التوافق على اعتبار السيادة السورية المبدأ الحاكم لكل تعاون مستقبلي.