أعلن المدير العام للنقل الجوي في حكومة صنعاء مازن غانم، أن «ما بين 15 إلى 25 مريضاً يموتون يومياً بسبب منعهم من السفر لتلقي العلاج خارج اليمن».
وطالب غانم بـ»فتح مطار صنعاء الدولي المقفل منذ اليوم الأول للحرب»، موضحاً أن «آلية الأمم المتحدة لإجلاء 28 مريضاً في الشهر، ستزيد معاناة اليمنيين، إذ إن الأمر سيتطلب 13 عاماً لنقل 32 ألف مريض يحتاجون إلى تلقي العلاج بشكل ملّح».
واتهم وزير الصحة في حكومة صنعاء طه المتوكل قبل أيام، التحالف السعودي بـ»استهداف 500 مرفق صحيّ في اليمن، منذ بدء عملياته عام 2015»، موضحاً أن»إغلاق مطار صنعاء وحصار ميناء الحديدة، فاقم من معاناة مرضى الكلى والسكري واللوكيميا، وضاعف من أعداد الوفيات».
بدورها، دعت وزارة الصحة العامة والسكان، أول أمس، الأمم المتحدة لـ»الإيفاء بالتزاماتها وسرعة تسيير رحلات الجسر الطبي بما يتوافق مع المعايير المعتمدة ودون أي تأخير».
وعبرت الوزارة في بيان لها عن صدمتها جرّاء تلقيها خطاباً أممياً بإحداث تغييرات في ترتيبات رحلات الجسر الطبي وآليات نقل المرضى قبل يومين من تسيير الرحلات، حسب ما كان متفقاً عليه.
وأفادت الوزارة أن «منظمة الصحة العالمية قالت في خطابها، إن نظام نقل المرضى سيكون عبر طائرة أمميّة صغيرة تتسع لعدد 7 مرضى فقط مع مرافقيهم في الرحلة الواحدة»، لافتة إلى أن «ترتيبات الأمم المتحدة يخالف بشكل كلي المتطلبات الضرورية لحالات الإخلاء الطبيّ لاعتبارات عدّة أهمها حالات المرضى الصحيّة وحاجتهم للتجهيزات الضرورية».
وذكرت وزارة الصحة أن «عدد المسجلين في قوائم الجسر الجوي الطبي حوالي (32 ألف مريض) مصابون بأمراض خطيرة وبطريقة الأمم المتحدة. فهذا الأمر حكم بالإعدام للكثير منهم».
وأشارت إلى أنه «لا يوجد سبب واضح لإجراء تغيير مفاجئ على ترتيبات الجسر الطبي بطائرات أمميّة محدودة المساحة في حين أن شركات الطيران يمكن أن توفر الطائرات المطابقة للمعايير».
وأكدت الوزارة أن «كل الأسماء المسجلة في الجسر الطبي هي حالات مرضية تحتاج إلى الإخلاء الطبي بشكل عاجل وتلقي أصحابها للرعاية الطبية حق إنساني مجمعٌ عليه».
وحمّلت الوزارة دول العدوان ومنظمة الأمم المتحدة «المسؤولية الكاملة على حياة كل إنسان يمني فُقدت وتُفقد في كل يوم بسبب الحصار وعدم توفر الرعاية الطبية للحالات المرضية الحرجة»، مشيرة إلى أنها قامت بـ»كافة متطلبات وشروط تنفيذ الجسر الطبي وتغاضيها عن الكثير من العقبات استشعاراً لأهمية تسهيل إسعاف المرضى».
وجاء في البيان أن «كل يوم تأخير لإسعاف عشرات الآلاف من المرضى يُعتبر جريمة قتل متعمّد للعشرات منهم».
وناشدت الوزارة العالم أجمع والدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لإنقاذ آلاف المرضى اليمنيين الذين حياتهم تعتمد بشكل أساسي على السفر لتلقي الرعاية الطبيّة.
ودعت وزارة الصحة الوسائل الإعلامية المحلية والخارجية والمنظمات المحلية والدولية لـ»رفع الصوت والمطالبة بفك الحصار عن هذا الشعب المظلوم والمفروض عليه بشكل غير قانونيّ».
وكان وزير الصحة قد أعلن نهاية تشرين الثاني عام 2019، «أنّ 5 ملايين و400 ألف يمني من بينهم 2 مليون و900 ألف طفل دون الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية، في ما يُصاب 5 آلاف طفل سنوياً بالأورام نتيجة أسلحة التحالف التي من بينها أسلحة محرّمة دولياً».
من جانب آخر، التقى قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، أول أمس، المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وجرى خلال اللقاء التأكيد على أن «الاعتداءات المتكرّرة من قبل دول العدوان واستمرار الغارات الجويّة والزحوف العسكريّة تعرقل كافة المساعي التي يتمّ بذلها من أجل تحقيق السلام».
وأكد اللقاء أيضاً على أن «ما يخلفه الحصار من كوارث إنسانية واقتصادية على عموم الشعب اليمني، وعدم التقدّم في ملف الأسرى والمعتقلين جوانب ملحّة طالما تمّ تذكير الأمم المتحدة بأهمية تجاوزها وإيجاد حلول لها».
يشار إلى أن هذا اللقاء هو الثاني للمبعوث الأممي مع السيد عبد الملك الحوثي في غضون عشرة أيام.
ويأتي ذلك في وقت كثف فيه طيران العدوان السعودي، أول أمس، من غاراته على عدد من المحافظات اليمنية، ففي محافظة مأرب شنّ طيران العدوان 3 غارات على مديريتي مجزر وصرواح. وفي مديرية نهم في محافظة صنعاء شن الطيران 4 غارات، بالإضافة إلى غارتين على مديريتي المتون وخب والشعف بالجوف. وشن طيران العدوان سبع غارات على البقع ومنطقة الشرفة في نجران، فيما أطلق طيران العدوان قنبلة صوتية على منطقة السوالمة في مديرية الشغادرة بحجة.
وكان طيران العدوان السعوديّ شنّ يوم السبت 18 غارة توزعت على مناطق عدة في الجوف ومأرب ومديرية نهم بصنعاء ومنطقة الملاحيط قبالة جيزان.