الصين تواجه فيروس «كورونا» بإجراءات وتدابير غير مسبوقة.. والرئيس الصينيّ طلب من القوات المسلّحة مساعدة السلطات المحليّة لمكافحة الوباء
نشرت وكالة (شينخوا) الصينية مقالة خاصة حول جهود الصين الشعبية لمكافحة فيروس كورونا، وأشارت إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ “يقود معركة الصين ضد تفشّي فيروس كورونا الجديد”.
وجاء في المقالة:
سيبدأ قريباً تشغيل مستشفى جديد تمّ بناؤه خلال عشرة أيام فقط في مدينة صينية تُعدّ الأكثر تضرراً من تفشي فيروس كورونا الجديد.
وبموافقة رئيس اللجنة العسكرية المركزية شي جين بينغ، تمّ تكليف فريق طبي يضم 1400 فرد من القوات المسلّحة، بعلاج المرضى في مستشفى هوشنشان الذي يضمّ 1000 سرير، في ووهان بداية من يوم الإثنين 3/2/2020.
هذه هي آخر تطورات معركة الشعب الصيني الحرجة ضد تفشي فيروس كورونا الجديد، حيث وصل إجمالي عدد الحالات المؤكدة في البر الرئيسي الصيني إلى 14380 في نهاية يوم السبت 1/2/2020.
يقود هذه المعركة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أيضاً أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وتحت قيادة شي، اتخذت الصين تدابير غير مسبوقة لاحتواء تفشي الوباء وحشدت أفراداً وإمدادات طبية وطنية للمناطق الأكثر تضرراً وقامت ببناء مستشفيات جديدة وتمديد عطلة العام القمريّ الصينيّ الجديد وتأجيل مواعيد فتح المدارس والشركات وفرضت قيوداً على السفر.
قال لي لان جوان، وهو أستاذ صيني معروف في علم الأوبئة، إن البلاد تشهد الآن فترة ذروة حالات الإصابة المؤكدة. ومع تطبيق تدابير منع تفشي الوباء والسيطرة عليه، سوف تنخفض عدد حالات العدوى في المستقبل بشكل ملحوظ.
قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس أمين عام منظمة الصحة العالمية، إن التدابير التي تتخذها الصين لا تحمي الشعب الصيني فقط وإنما تحمي جميع شعوب العالم أيضاً.
وأضاف تيدروس أن التوجيهات الشخصية للرئيس شي تظهر قدرته القوية على القيادة.
أولويّة قصوى
خلال الأسابيع القليلة الماضية، عقد شي اجتماعات عديدة واستمع لتقارير وقدّم توجيهات مهمة حول جهود منع تفشي الوباء والسيطرة عليه.
الرسالة واضحة تماماً: الشعب أولاً دائماً.
قبل العام القمريّ الصينيّ الجديد، مع انتشار الوباء، أمر شي ببذل اقصى الجهود لكبح تفشي الوباء، وأكد أن حياة وصحة الشعب لها الأولوية القصوى.
وفي 25 يناير، أول يوم في العام القمري الصيني الجديد، رأس شي اجتماع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وأكد مرة أخرى على جعل حياة وصحة الشعب في قمة الأولويات. وأمر لجان الحزب والحكومات بجميع مستوياتها باعتبار جهود منع تفشي فيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه، المهمة الأكثر أهمية.
وفي 27 يناير، في توجيهات لمنظمات وأعضاء ومسؤولي الحزب، طلب شي أن يتذكروا دائماً أن مصالح الشعب لها الأولوية القصوى في المعركة الشاقة الحالية.
وقال شي في توجيهات للجيش، إن مهمة منع الوباء والسيطرة عليه ما زالت قاتمة ومعقدة. وطلب من القوات المسلحة تحمل مسؤوليتها والمشاركة في هذه المعركة القاسية ومساعدة السلطات المحلية بشكل فعّال في مكافحة الوباء.
قيادة موحّدة، جهود مشتركة
يعدّ اتباع قيادة موحّدة وحشد جهود جميع القطاعات، أمراً أساسياً في معركة الصين ضد تفشي فيروس كورونا الجديد.
وخلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 25 يناير، تم تأسيس مجموعة قائدة لتشكل قيادة موحدة لمراقبة العمل المتعلق بالوقاية والسيطرة على الوباء في بلديات مختلفة.
وطلب شي في توجيهاته يوم 27 يناير، من منظمات ومسؤولي وأعضاء الحزب أن يقوموا بتوحيد الشعب بتطبيق قرارات وترتيبات اللجنة المركزية للحزب بحزم وجعل علم الحزب “يحلق في الجبهة الأمامية لأرض المعركة”.
وفي 28 يناير، قال شي لتيدروس، إن الصين لديها ثقة كاملة وقادرة على الفوز في معركتها ضد الفيروس عن طريق بذل جهود منسقة والاحتواء العلمي وسياسات مستهدفة تحت القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني.
وقال شي إنّه تمّ التأكيد مراراً على آلية عمل مشتركة، حيث إنها ستساعد في تدعيم دفاع قوي ضد تفشي الفيروس عن طريق المشاركة الجماعيّة.
تعاون دوليّ
ولأن هذا الفيروس شديد العدوى، يتطلع العالم بأسره لجهود الصين لمنع تفشي الوباء والسيطرة عليه.
وأكد شي على نشر المعلومات في حينها وتعميق التعاون الدولي.
شدّد اجتماع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في 25 يناير، على نشر المعلومات في حينها وبشكل دقيق وشفاف لمواجهة المخاوف في الداخل والخارج.
قال شي لتيدروس إن الصين تعطي أهمية كبيرة للتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وأضاف شي أن الصين مستعدّة للعمل مع المنظمة والمجتمع الدولي لحماية أمن الصحة العامة على المستويين الإقليمي والدولي.
مسؤول في لجنة الصحة الصينية: السلوك الإيجابي والواثق هو أفضل مناعة وسط تفشي الوباء
وفي سياق متصل، أكدت (أمس) سلطات الصحة الصينية على أهمية التزام الهدوء والتفاؤل وسط تفشي فيروس كورونا الجديد، قائلة إن التحلي بسلوك إيجابي وواثق يوفر الحماية الأكبر في مثل هذه الأوقات الصعبة.
وقال وانغ بين، المسؤول في اللجنة الوطنية للصحة في مؤتمر صحفي عقده الاثنين 3 شباط 2020 “يجب أن نكون واثقين من أن الإجراءات الحالية للوقاية من تفشي المرض والسيطرة عليه ستعمل بشكل فعّال، ويجب أن نؤمن بأنفسنا وبمناعتنا.”
وأوضح وانغ أن اللجنة الوطنية للصحة أصدرت مبادئ توجيهية بشأن العمل النفسيّ للتدخل في الأزمات وسط الوباء، مشيراً إلى أن السلطات تتفهم الحاجة العامة المتزايدة إلى المساعدة النفسية مع تطور تفشي الوباء.
وبلغ عدد الحالات المؤكدة بشكل عام للإصابة بفيروس كورونا الجديد في البرّ الرئيسيّ الصينيّ 17205 شخصاً بنهاية يوم الأحد 2 شباط، وتوفي ما مجموعه 361 شخصاً، حسبما أعلنت اللجنة.
ولفت وانغ إلى أنه يمكن للسكان الاتصال بالخطوط الساخنة للاستشارات النفسيّة والتعرّف على كيفية إجراء المساعدة الذاتية النفسية على الموقع الإلكتروني للجنة وتطبيقات اللجنة على الهواتف المحمولة.
واقترح تشن شيويه فنغ، في معهد علم النفس التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، أنه ينبغي على السكان الحد من نزهاتهم أو تجمعاتهم مع الآخرين، وهي طريقة فعّالة لمنع المزيد من انتشار المرض.
ونظراً لأنه من المحتمل أن يشعر السكان بالقلق والضيق بعد البقاء في منازلهم لفترة طويلة، شجع تشن الجمهور على وضع خطة يومية والتقاط هواية والدردشة مع العائلة والأصدقاء والعمل أكثر أثناء وجودهم في المنزل للتخفيف من القلق.
وبالنسبة للعاملين في الخطوط الأمامية، بما في ذلك الطاقم الطبي والأخصائيون الاجتماعيون ورجال الشرطة، اقترح يانغ فو ده، رئيس مستشفى هويلونغقوان ببكين، ألا يعملوا لفترة طويلة، وأن يتعلّموا التنفيس عن مشاعرهم السلبية، وممارسة التمرينات الداخلية والبقاء على اتصال مع عائلاتهم.
مستشفى هوشنشان بدأ العمل وقد أنجز خلال عشرة أيام ويضمّ ألف سرير
إلى ذلك، ذكرت الوكالة أنّ الصين أنجزت خلال 10 أيام بناء مستشفى مؤقت لمكافحة السلالة الجديدة من فيروس كورونا في ووهان، مركز تفشي الفيروس في مقاطعة هوبي في وسط البلاد.
وأشارت الوكالة إلى انه في 2 شباط 2020 تمّ تسليم مستشفى هوشنشان في ووهان. وهو مخصّص لمعالجة المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد.
ويشغل المستشفى الذي بدأ بالعمل أمس، طاقم طبي يبلغ إجمالي عدده 1400 فرد من القوات المسلحة الصينية، مكلفين بمهمة معالجة المرضى في مستشفى هوشنشان. ويتكوّن الفريق الطبي من 950 فرداً من المستشفيات التابعة لقوة الدعم اللوجستي المشتركة التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، و450 فرداً من الجامعات الطبية التابعة للجيش والبحرية والقوات الجوية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، والذين انتقلوا إلى ووهان في وقت سابق.
وفي محاكاة لنموذج علاج مرض سارس الذي انتشر في بكين عام 2003، بدأت ووهان في بناء مستشفيين مؤقتين، هما ليشنشان وهوشنشان. وقد تم إنجاز مستشفى هوشنشان، بطاقة ألف سرير.
الشركات الصينية تكثف إنتاج مستلزمات مكافحة فيروس كورونا الجديد
بدورها، ضاعفت الشركات الصينية المتخصصة صناعة الملابس الواقية في ورشة إنتاج لشركة تشونهوي للملابس في مدينة فوتشو بمقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين لتلبية الطلب على مستلزمات الوقاية من فيروس كورونا الجديد.
التوصّل إلى علاج جديد لفيروس كورونا
يذكر أن وسائل إعلام صينية، تحدثت قبل أسبوع عن توصل العلماء الصينيين لعلاج جديد لفيروس كورونا.
وتزامناً أعلن مسؤول في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن المركز شرع في تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد الذي أثارت احتمالات انتشاره وتفشيه مخاوف كبيرة في الصين والعالم.
ونقلت الوكالة الرسمية الصينية (شينخوا)، عن رئيس المعهد الوطني لمكافحة الأمراض الفيروسية والوقاية منها، شيوي ون بو، قوله إن المركز تمكّن من عزل الفيروس، ويقوم حالياً بتحديد سلالته.