الكشف عن ذروة تفشّي الفيروس الجديد وتحذيرات خطيرة ممّا قد يفعله في العالم
الصحة العالميّة: القناع وحده لا يكفي و«كورونا» لا يمثل وباءً عالميّاً
أطلقت صحيفة صينية رسمية تحذيرات خطيرة مما قد يفعله فيروس «كورونا» الجديد في العالم بعد 17 يوماً فقط.
ونشرت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية تحذيرات لخبراء الصحة العامة والمتخصصين في الجهاز التنفسي، والتي توقعوا فيها أن يبلغ تفشي وانتشار فيروس «كورونا» الجديد ذروته يوم 21 شباط.
وأشار العالم الصيني الشهير المتخصّص في الجهاز التنفسيّ، تشونغ نانشان، إلى أن «يوم 21 شباط، سيكون بمثابة نقطة تحوّل كبرى في تفشي الفيروس.
وأوضح نانشان أن «الوباء سيبلغ ذروته خلال الأيام العشرة المقبلة وحتى أسبوعين»، ما يعني أن فترة الذروة ستحدُث في الفترة ما بين 12 إلى 16 شباط.
كما نقلت الصحيفة عن تشن شي، أستاذ مساعد الصحة العامة في جامعة ييل الذي شارك في أبحاث عن تفشي فيروس «كورونا»، قوله إن «تفشي كورونا سيبلغ ذروته يوم 21 شباط».
كما قال أيضاً جوناثان ريد، عالم الأوبئة في جامعة لانكستر البريطانية، «قمّة انتشار الفيروس تصل قمتها في 26 شباط».
وأرجع الخبراء تلك التواريخ إلى جميع النماذج التي يمكن التنبؤ بها وفق عوامل العدوى الفيروسية.
لكن الأزمة في ما سيحدث بعد يوم 21 شباط، وفقاً للصحيفة الصينية، لأنه من المفترض أنه بعد الوصول إلى القمة يبدأ انتشار الفيروس في التراجع بصورة كبيرة، ولكن الأمر مختلف مع «كورونا».
ويعتقد دوماً العلماء أن «الفيروس تقلّ درجة مقاومته من جيل إلى آخر، لكن مع كورونا الأمر كان مختلفاً، حيث ازدادت شراسته بتحوّله».
ولكن أشار الخبراء إلى أنّ «قرار الحكومة الصينية بإغلاق المناطق والمدن التي تعرّضت للفيروس، ساهم بصورة كبيرة في محاصرته، بعكس ما كان متّبعاً في السابق، وهو ما قد يقلل من خطورته بصورة كبيرة».
وينتظر الخبراء ما سيحدث من تحوّل في تطور وانتشار فيروس كورونا بعد يوم 21 شباط، عندما يبلغ انتشار الفيروس ذروته وخطورته الكبرى، خاصة أن كل تنبؤات العلماء بشأن ما يمكن أن يفعله الفيروس وطبيعة تحوّره باءت كلها بالفشل.
بدورها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن «فيروس كورونا المستجد الذي انتقل من الصين إلى 24 دولة لا يمثل بعد حالة وباء عالمي».
وقالت سيلفي بريان، رئيسة إدارة مكافحة الأمراض الوبائية في المنظمة، «حالياً لسنا في حالة وباء عالمي».
لكنها أضافت «نحن في مرحلة يُعَدّ فيها الوباء متعدد البؤر».
وقالت بريان إنه «في الوقت الذي يتم رصد انتقال سريع للفيروس في هوبي، تعد الحالات خارج المقاطعة حالات انتشار مع تجمّعات متفرقة من حالات العدوى».
وأعربت بريان عن أملها في أن «توقف الإجراءات، التي اتخذتها الصين، العدوى وتؤدي إلى التخلص من الفيروس».
وأوضحت أن «العدوى تنتقل من خلال إفرازات صادرة من المريض، ما يعني أن الفيروس يبقى على الأسطح الخارجية لبعض الوقت، لكن لا نعرف المدة بعد»، مشدّدة على «أهمية غسل اليدين مرات عدة في اليوم».
وقالت إن «على الأشخاص الذين يعانون عوارض أن يرتدوا قناعاً واقياً لتفادي نقل المرض للآخرين». وبالنسبة للآخرين، قالت بريان إن «عليهم الانتباه كثيراً، ارتداء القناع وحده لا يكفي لحمايتهم تماماً».
وأضافت «لذلك يجب غسل اليدين بانتظام، لأن الخطر في الواقع هو أن الناس يلمسون أسطحاً ملوّثة بالمرض ثم يلمسون أعينهم والقناع الذي يرتدونه. ولا يوفر القناع بهذه الحالة حماية فعلية».
وتشير البيانات الواردة من الصين إلى أن عدد الوفيات المؤكدة في البلاد جراء فيروس كورونا الجديد ارتفع إلى 425 شخصاً والإصابات إلى 20400 حالة.
واتخذت الصين إجراءات مشدّدة لمنع انتشار الفيروس شملت فرض حجر صحيّ على أكثر من 50 مليون شخص في مقاطعة هوبي، ومحاصرة المقاطعة الواقعة في وسط البلاد وعاصمتها ووهان.
وتكمن الأزمة الحالية بالنسبة للخبراء، في أن «العلماء لم يتوصلوا إلى الآن حول أصل الفيروس والسبب الأساسيّ الذي جعله ينتشر بتلك الطريقة، رغم محاصرتهم للجيل الأول المصاب بالمرض».
وتظهر الفحوص الخاصة بالجيل الأول أن معظمهم كان في سوق هونان للمأكولات البحرية في مدينة ووهان.
لكن بعد فترة وجد أنه لم يكن المصدر الوحيد للجيل الأول لفيروس «كورونا»، ثم وجد خبراء أنه «بعد فحص نظام الصرف الصحي في ووهان، براز الخفافيش الذي كان حاملاً للفيروس»، لكن لم يتم تأكيد أن ذلك هو المصدر الوحيد كذلك.
وقال تشن إنه إذا ما تمّ الكشف عن «السبب الرئيسي الأولي» لظهور الفيروس في الجيل الأول، فهذا سيعني أننا سنمتلك علاجاً أكثر ضراوة وقوة ويمنع ارتفاع معدل الوفيات.