رام الله: كوشنر يتعامل مع الفلسطينيّين كمجموعات سكانيّة غير مؤهلة
الاتحاد الأوروبيّ يرى خطة ترمب تبتعد عن المعايير الدوليّة.. وواشنطن ستعرض «صفقة القرن» على مجلس الأمن
قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن مستشار الرئيس الأميركيّ، جاريد كوشنر، يتعامل مع الشعب الفلسطينيّ باعتباره مجموعات بشرية غير مؤهلة تسكن في هذه المنطقة وعلى هامشها.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، في بيان أمس: «لم يصدف أن تحدث كوشنر في أي تصريح له عن حق تقرير المصير للفلسطينيين، أو استخدم مثلاً تسمية الشعب الفلسطيني أو حقوق الإنسان الفلسطيني… بما يؤكد أن كوشنر يتعامل مع الشعب الفلسطيني وينظر له كمجموعات بشرية تسكن في هذه المنطقة وعلى هامشها».
وأشارت إلى أن كوشنر يفترض أن الفلسطينيين «يجب حجزهم في معتقلات كبيرة حتى يتمّ تدريبهم وإعادة تثقيفهم وإعادة تأهيلهم حتى يصلوا لمصاف الشعوب الأخرى الإنسانية المتحضرة، وكأننا وفقًا لتصوراته في مراتب متخلفة ومتأخرة من المجموعات السكانية».
وقالت حركة «فتح» الفلسطينية، إن الشعب وقيادته ومعظم دول العالم، عبروا عن رفض «صفقة القرن»، لأنها تنفيذ حرفي لنظام «الأبرتايد» العنصري.
وصرّح المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي، تعقيباً على تصريحات مستشار ترامب، جاريد كوشنر، حول الصفقة، بقوله: «إنها عبارة عن خطة الضمّ والتوسع، وكلمة الدولة ما هي إلا خدعة لا تنطلي على طفل فلسطيني، ولا يمكن مناقشتها».
إلى ذلك، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل إن مبادرة الولايات المتحدة كما تمّ تقديمها في 28 يناير تبتعد عن هذه المعايير المتفق عليها دوليًا.
وأضاف بوريل أن «الاتحاد الأوروبي ملتزم التزاماً تاماً بالشراكة عبر الأطلسي، ويُقدّر كل الجهود المبذولة للمساعدة في إيجاد حل سلميّ للنزاع الإسرائيليّ الفلسطيني»، بحسب تعبيره.
وأوضح في بيان له، حول «صفقة القرن» أمس، أن «الاتحاد الأوروبي يذكر بالتزامه بحل الدولتين عن طريق المفاوضات، وعلى أساس حدود عام 1967، مع مبادلة عادلة ومتساوية للأراضي، واعتراف متبادل على النحو المنصوص عليه في قرارات اجتماع مجلس وزراء الخارجية الأوروبيين في تموز 2014».
وشدّد على أنه «لبناء سلام عادل ودائم، يجب حل قضايا الوضع النهائي من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين. ويشمل ذلك بشكل خاص القضايا المتعلقة بالحدود ووضع القدس والأمن ومسألة اللاجئين».
ودعا «الاتحاد الأوروبي كلا الطرفين إلى إعادة التواصل، والامتناع عن أي أعمال أحادية تتعارض مع القانون الدولي، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوتر. إننا نشعر بالقلق بشكل خاص من البيانات المتعلقة باحتمال ضم الأغوار وأجزاء أخرى من الضفة الغربية. وتماشياً مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، لا يعترف الاتحاد الأوروبي بسيادة «إسرائيل» على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، والخطوات تجاه الضمّ، إذا تمّ تنفيذها، لا يمكن أن تمرّ دون تحدّيها».
وأكد أن «الاتحاد الأوروبيّ سيواصل دعم جميع الجهود الرامية إلى إحياء العمليّة السياسيّة بما يتماشى مع القانون الدولي، الذي يضمن الحقوق المتساوية والمقبولة للطرفين، وسيتواصل مع الطرفين ومع الجهات الفاعلة في المنطقة وجميع الشركاء الدوليين».
وأعاد بوريل تأكيد «الاتحاد الأوروبيّ التزامه الأساسي «بأمن إسرائيل»، بما في ذلك ما يتعلّق بالتهديدات الحالية والناشئة في المنطقة».
طلبت الولايات المتحدة عقد جلسة مغلقة في مجلس الأمن غداً الخميس، بحضور صهر الرئيس الأميركي ومهندس خطة الصفقة في الشرق الأوسط جاريد كوشنر، لعرض الخطة قبل أيام من توجّه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى الأمم المتحدة لرفض الخطة أمام المجتمع الدولي.
وقال السفير البلجيكي مارك بيكتسين دو بيتسويرف الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن: إن الجلسة المغلقة التي طلبت واشنطن عقدها الخميس تستبق طلباً فلسطينياً رسمياً لعقد جلسة لمجلس الأمن في 11 شباط الحالي بشأن خطة السلام الأميركية.
ويقول دبلوماسيون: إن واشنطن تريد أن تعرض على مجلس الأمن خطة السلام التي أعلنها ترامب، وأن تستمع إلى آراء الدول الأعضاء. وكوشنر هو معدّ خطة السلام التي أعلنها ترامب قبل أسبوع تقريبًا، ورفضتها جامعة الدول العربية السبت الماضي ثم منظمة التعاون الإسلامي أول امس الاثنين.