ما يُروَّج عن «كورونا» أخطر من الفيروس نفسه.. وتسجيل حالات تعافَتْ منه
كشفت منظمة الصحة العالمية، أمس، عن دعمها لـ»اختبارات في 7000 مختبر حول العالم»، بهدف التصدي لانتشار فيروس كورونا الذي ظهر لأول مرة في الصين وأصاب عشرات الآلاف وأودى بحياة المئات.
وقالت المنظمة في مؤتمر صحافي إنه «من المبكر الإعلان عن بلوغ وتيرة تفشي الفيروس إلى الذروة»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن «أول أمس كان أول يوم ينخفض فيه عدد الإصابات الجديدة في الصين».
وأضاف مسؤولو المنظمة: «لا نعلم بعد قدرات الفيروس ومدى إمكانية انتشاره، إنه عدو مجهول لنا حتى الآن، ومواجهته واجب عالم، لكن إجراءات السلامة الشخصية البسيطة مهمة جداً لمنع انتشاره».
وأكدوا أن «الخبراء يكثفون الجهود للوصول إلى عقار فعال ضد الفيروس»، مضيفين: «في هذه المرحلة، لا نشجع التخمينات، وإنما تكثيف التعاون ضد كورونا».
بدورها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، أمس، أن «19 مواطناً أجنبياً أصيبوا بالتهاب رئوي ناجم عن نوع جديد من فيروس كورونا في الصين، اثنان منهم قد تعافيا».
وقالت الدبلوماسية، خلال مؤتمر صحافي على الإنترنت: «وفقاً لمعلوماتنا، فإنه اعتباراً من 6 شباط، تمّ اكتشاف الالتهاب الرئوي الناجم عن نوع جديد من فيروس كورونا لدى 19 مواطناً أجنبياً، وخرج اثنان منهم من المستشفيات و17 آخرون يعالجون في الحجر الصحي»، ولم تحدد المتحدثة جنسيات الأجانب المرضى.
وأكدت سلطات الصحة الصينية ارتفاع حالات الوفاة جراء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا، داخل البلاد، أمس، إلى 563 والمصابين إلى 28018 حالة.
وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قد أعلن أول أمس، بأن «الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية للسيطرة على الفيروس التاجي ومنع انتشاره، تحقق نتائج إيجابية».
وكانت السلطات الصينية قد أبلغت، في 31 كانون الأول الماضي، منظمة الصحة العالمية عن تفشّي الالتهاب الرئويّ الناجم عن فيروس (كورونا الجديد) في مدينة ووهان، الواقعة في الجزء الأوسط من البلاد.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية، أن «بكين تنتهج سياسة مسؤولة في التعامل مع فيروس كورونا»، داعية إلى «عدم التعاطي وتصديق كل ما يروج عن الفيروس»، ووصفت ذلك بأنه «أخطر من فيروس كورونا نفسه».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، إن «السلطات الصينية تنشر المعلومات بهذا الخصوص في وقتها»، مضيفة أن «ما يُشاع حول فيروس كورونا أخطر من الفيروس نفسه».
وأضافت، «إننا لفتنا الانتباه إلى بعض الشائعات والكذب حول الوضع على خلفية انتشار المرض، وهو أخطر من الفيروس بحد ذاته. ربما لاحظتم أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قد أعرب عن أمله مؤخراً في ألا تصدّق جميع الأطراف هذه الشائعات وتنشرها».
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، إلى أن «عدداً من الدول بدأ العمل على تتبع مروّجي الشائعات حول هذا الفيروس ومحاسبة المسؤولين عن فبركة هذه الأخبار ونشرها».
وارتفعت حصيلة وفيات فيروس «كورونا» في الصين إلى 549 شخصاً وإصابة حوالي 19.7 ألف حالة.
وأوضحت سلطات إقليم هوبي الصيني، فجر أمس، أن «أكثر من 2897 شخصاً قد أصيبوا بالفيروس خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليصبح العدد الإجمالي للمصابين 19665 شخصاً، فيما خرج حوالي أكثر من 630 شخصاً من المستشفيات».
وفي السياق نفسه، دعت منظمة الصحة العالمية، إلى «جمع تبرّعات بقيمة مئات ملايين الدولارات»، لدعم خطتها لمحاربة فيروس كورونا الجديد، عبر الاستثمار في البلدان المعرضة للخطر بشكل كبير.
فيما قال مسؤولون أمس، إنه «تم اكتشاف عشر حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا على متن سفينة سياحية قيد الحجر الصحي في ميناء ياباني».
وسيظل نحو 3700 شخص على متن السفينة دايموند برنسيس التي تديرها شركة كارنيفال السياحية قيد الحجر الصحي لأسبوعين على الأقل. وتأكدت إصابة 20 منهم بالفيروس فيما لا تزال الفحوص مستمرة. وسجلت اليابان 45 حالة إصابة حتى الآن.
وفي هونغ كونغ وُضعت السفينة السياحية وورلد دريم، وعلى متنها 3600 من الركاب وأفراد الطاقم، قيد الحجر الصحي لحين استكمال الفحوص بعدما تبينت إصابة ثلاثة على متنها بالفيروس.
وقالت السلطات إن «33 من أفراد طاقم السفينة أصيبوا بأعراض عدوى بالجهاز التنفسي ونُقل ثلاثة منهم إلى مستشفى للحجر والعلاج بعد إصابتهم بالحمى».
لكن إدارة الصحة في هونغ كونغ ذكرت في بيان في وقت متأخّر أول أمس، أن جميعهم باستثناء واحد غير مصابين بالفيروس فيما لم تظهر بعد نتيجة الاختبار المتبقي.
وأعلنت السلطات الصحية في تايوان «منع جميع سفن الرحلات السياحية الدولية من الرسو في الجزيرة اعتباراً من الأمس».
وفي سنغافورة أصيب ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص بالفيروس بعد حضور اجتماع خاص بإحدى الشركات في منتصف كانون الثاني في فندق جراند حياة حضره 94 من العاملين في الخارج ومنهم واحد من ووهان.
ولم تفصح السلطات عن اسم الشركة لكن منظمة الصحة العالمية قالت إنها تحقق في الأمر.
وتعطي هذه الواقعة المزيد من الأدلة على انتقال الفيروس بين البشر خارج الصين، وهو ما قالت منظمة الصحة العالمية إنه «مقلق بشدة وقد يشير إلى تفشٍّ أوسع نطاقاً بكثير».
وقفز عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في الصين بواقع 73 أمس، إلى 563 فيما يكثف الخبراء جهود ابتكار لقاح للمرض الذي تسبب في توقف مظاهر الحياة في مدن صينيّة وإغلاق مصانع مما قد يُلحق ضرراً بثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وسجل إقليم هوبي، بؤرة تفشي الفيروس، 70 حالة وفاة جديدة أول أمس، و2987 حالة إصابة جديدة وهو ما يتجاوز 80 في المئة من العدد الرسمي الذي أعلنته السلطات الصينية. وكانت بقية حالات الوفاة في مدينة تيانجين في إقليم هيلونغ جيانغ في شمال شرق البلاد وإقليم قويتشو في الجنوب الغربي.
وجرى إجلاء مئات الأجانب من ووهان ووضعهم في مراكز حجر صحي في أنحاء العالم.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن «مئات الخبراء سيجتمعون في جنيف في 11 و12 من شباط الحالي لمحاولة إيجاد سبيل لمكافحة تفشي الفيروس عبر تسريع أبحاث ابتكار عقاقير ولقاحات»، مضيفة أن «فريقاً متعدّد الجنسيات تقوده المنظمة سيتّجه إلى الصين قريباً جداً».
وقالت خمسة مصادر مطلعة إن «الصين تدرس إرجاء الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب (البرلمان) بسبب فيروس كورونا الذي أدى لفرض قيود صارمة على السفر وغيره من أشكال النشاط في إطار جهود الحد من انتشاره».
وتبدأ الدورة السنوية للمجلس في الخامس من آذار كل عام وتستمرّ ما لا يقل عن عشرة أيام لإقرار التشريعات وإعلان الأهداف الاقتصادية الرئيسية للعام.
وسيكون هذا أول إرجاء للاجتماع السنوي للمجلس التشريعي منذ أن طبقت الصين جدوله الراهن في 1995.
ولم يرد المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة في الصين أو المركز الإعلامي للمجلس الوطني لنواب الشعب على طلبات للتعقيب أرسلت بالفاكس.