قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه يتوقع «انتهاء انتشار فيروس كورونا في نيسان المقبل، مع زيادة درجة حرارة الجو».
وقال ترامب، أمس، إن «الفيروس… سينتهي بطبيعة الحال في نيسان»، مضيفاً أن «الحرارة تقتل هذا النوع من الفيروس».
بدوره، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس، بأول ظهور علني له منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجدّ مرتدياً قناعاً للحماية، دعا خلاله إلى «اتخاذ تدابير أكثر قوة وحزماً ضدّ المرض الذي قضى حتى الآن على حياة أكثر من 900 شخص».
وزار الرئيس الصيني مستشفىً وحياً سكنياً في العاصمة بكين لمتابعة جهود مكافحة انتشار الفيروس الذي تجاوز عدد الإصابات به 40 ألفاً.
وفي تقرير طويل بث خلال نشرة أخبار المساء، تحدّث بينغ عن الوضع في مدينة ووهان القابعة تحت حجر صحيّ بحكم الأمر الواقع منذ 23 كانون الثاني مع مناطق عدّة من مقاطعة هوباي، حيث يتركز العدد الأكبر من الإصابات.
وقال بينغ «لا يزال الوباء في هوباي وووهان خطيراً للغاية»، داعياً إلى اتخاذ «إجراءات أقوى وأكثر حزماً لوضع حدّ بصورة حاسمة لتفشي العدوى».
وقد اتّخذت حكومته إجراءات جذرية منع بموجبها على سكان هوباي البالغ عددهم 56 مليون شخص من مغادرة المقاطعة.
لكن السلطة تعرّضت لانتقادات أيضاً لتأخّرها في التصدّي للداء واتهامها أول من حذروا منه بـ»نشر شائعات». وأثار موت أحدهم وهو طبيب كان يبلغ من العمر 34 عاماً الجمعة دعوات غير اعتيادية لحرية التعبير.
وبحسب الصور التي بثها تلفزيون «سي سي تي في» العام، ظهر بينغ علناً للمرة الأولى ووجهه مغطى بقناع للوقاية بات ارتداؤه أمراً منتشراً في الصين. وقيست حرارة جسده بعد ذلك عبر ميزان حرارة إلكتروني، وهو أمر بات إجراؤه رائجاً جداً في الأماكن العامة في الصين.
وظهر لاحقاً وهو يتكلّم مع سكان الحي المقنعين أيضاً عن بعيد.
بدوره، أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الصينية، قنغ شوانغ، أمس، أن «الصين تقدر عالياً دعم روسيا ومساعدتها في الوضع مع انتشار فيروس كورونا المستجدّ، وهي على استعداد لمواصلة تعزيز التنسيق والتعاون مع روسيا في مكافحة انتشار الوباء».
وقال شوانغ، خلال إيجاز صحافي: «وصلت المساعدات التي قدّمتها الحكومة الروسية في شكل إمدادات طبية، بما في ذلك مليونا قناع واقٍ، إلى ووهان وتمّ تسليمها للجانب الصيني».
وأضاف أنه «بالإضافة إلى تقديم المساعدة في شكل إمدادات طبية، أرسلت الحكومة الروسية أيضًا مجموعة من الخبراء إلى الصين لمناقشة التعاون مع الجانب الصيني في مكافحة تفشي الفيروس».
ووفقاً له، فإنّ دعم الشعب الروسي والحكومة في مكافحة هذا المرض يدلّ على المستوى العالي للشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي في العصر الجديد، وكذلك الصداقة القوية بين البلدين، اللذين استعدّا لتقاسم الشدائد وتقديم الدعم والمساعدة المتبادلين.
وخلص شوانغ إلى القول إنه «في هذا الصدد، تعرب الصين عن خالص امتنانها واستعدادها لمواصلة تعزيز التنسيق والتعاون مع روسيا في مجال الوقاية من انتشار المرض ومكافحته، وكذلك لتقديم مساهمة مشتركة في الحفاظ على أمن الصحة العامة الإقليمي والعالمي».
ونقلت وزارة الطوارئ الروسية، أول أمس، مساعدات إنسانية تزن أكثر من 23 طناً، إلى مدينة ووهان الصينية، بما في ذلك اللوازم الطبية ومعدّات الوقاية الشخصية للسكان الصينيين.
وأعلنت سلطات الصحة الصينية، أمس، أن «عدد وفيات فيروس كورونا المستجدّ في سائر أرجاء البلاد ارتفع ليصل إلى 908، من بينهم مواطن من الولايات المتحدة ومواطن من اليابان، والمصابين إلى أكثر من 40.1 ألف».
وشهدت الصين أسوأ أيام الحرب التي يخوضها الأطباء لمكافحة انتشار فيروس كورونا الجديد، حيث سجلت السلطات الصحية، أول أمس، أعلى معدل وفيات يومي منذ ظهور المرض.
ومع هذه الزيادة التي بلغت 97 حالة، ارتفع العدد الإجمالي للوفيات المؤكدة الناجمة عن «الالتهاب الرئوي الفيروسي التاجي الجديد» – وفقًا لتسمية اللجنة الوطنية للصحة الصينية – إلى 910 حالات، والتي سُجلت كلها باستثناء اثنين فقط في الأراضي الصينية، بحسب صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست».
وقالت اللجنة الوطنية للصحة صباح أمس، إنه «تم تسجيل أكثر من 3 آلاف إصابة جديدة حتى منتصف ليل الأحد، ليتجاوز إجمالي الإصابات 40 ألف حالة، بينهم 6500 شخص في وضع حرج، وتعافى 3281 مصاب بالفيروس وغادروا المستشفيات».
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن «فريقاً من الخبراء الدوليّين بقيادة المنظمة توجّه إلى بكين للمساعدة في التحقيقات المتعلقة بتفشي فيروس كورونا».
وكان قد حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس أول أمس، من أنّ «وتيرة تفشّي فيروس كورونا المستجدّ خارج الصين قد تتسارع بسبب انتقال العدوى بواسطة أشخاص لم يسافروا قط إلى هذا البلد».
وتأتي هذه التصريحات بينما توجه أعضاء في المنظمة التابعة للأمم المتحدة على رأس «بعثة خبراء دولية» إلى الصين للمساعدة في تنسيق مكافحة انتشار المرض الذي أصاب أربعين شخصاً حتى الآن وتسبب بوفاة 908 أشخاص في هذا البلد.
وقال المسؤول في تغريدة على تويتر «هناك حالات مثيرة للقلق لانتشار +أن كو في 2019+ بواسطة أشخاص لم يسبق لهم أن سافروا» إلى الصين، مستخدماً الاسم العلمي المؤقت للفيروس.
وأضاف أنّ «اكتشاف عدد صغير من الحالات قد يشير إلى انتقال للعدوى على نطاق أوسع في بلدان أخرى. باختصار، ما نراه قد لا يكون سوى رأس الجبل الجليدي».
وعلى الرّغم من أنّ وتيرة انتشار الوباء خارج الصين تبدو بطيئة إلى حدّ ما، إلا أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالميّة حذّر من أنّ هذه الوتيرة يمكن أن تتسارع.
وقال إنّ «هدفنا لا يزال احتواء (الفيروس)، لكن يجب على جميع البلدان استخدام الفرصة التي أوجدتها استراتيجية الاحتواء للاستعداد لاحتمال وصول الفيروس».
وخارج الصين القارية سجّلت حتى اليوم حالتا وفاة فقط بالفيروس، إحداهما في هونغ كونغ والأخرى في الفيليبين، في حين زاد عدد المصابين عن 350 شخصاً يتوزّعون على حوالي 30 دولة ومنطقة.
وقال غيبريسوس إن «بعثة الخبراء التي توجّهت إلى الصين يقودها بروس آيلوارد الخبير الذي عمل في حالات طوارئ صحية أخرى في الماضي». وأوضح أن «آيلوارد عمل في إطار جهود منظمة الصحة العالمية لمكافحة وباء إيبولا في غرب أفريقيا بين 2014 و2016»,
وكانت منظمة الصحة العالمية تحدثت عن «بعض الاستقرار» في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في الصين، لكنها أكدت أنه «من المبكر جداً القول إن كورونا بلغ الذروة».
فيما أعلنت الحكومة البريطانية، أول أمس، «منح الشرطة حق اعتقال الأشخاص المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، ووضعهم قيد العزل الصحي وتقييدهم بالأصفاد».
ويأتي التطبيق السريع لهذا القانون بعد محاولة مريض في أحد المستشفيات الهروب قبل إتمام مدة الإقامة البالغة 14 يوماً بعد عودته من الصين، والتي تعدّ ضرورة للتأكد من أنه لا يحمل العدوى.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن مصادر حكومية، قولها: «كان هناك توجيه واضح لأولئك الذين عادوا إلى المملكة المتحدة على متن رحلات الإجلاء في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، وقد وقعوا وثائق تؤكد التزامهم بالبقاء في العزل الطبي لمدة أسبوعين».
لكن أحد المصادر قال: «عندما حدثت محاولة الهرب، وجدنا أنه ليس لدينا صلاحيات التطبيق اللازمة للتأكد من أنهم لن يغادروا». وبناءً على ذلك سيكون بمقدور الشرطة اعتقال المشتبه في إصابتهم بالفيروس حال حاولوا الهرب باعتبار أنهم اقترفوا جرمًا، وإعادتهم إلى الحجر.
كما سيسمح للشرطة البريطانية بـ»إلقاء القبض على الأشخاص إذا تم التأكد أو الاشتباه في إصابتهم بما يشكل خطراً على الصحة العامة».
وعلى صعيد آخر، أظهرت مقاطع فيديو في الصين قبل أيام فريقاً أمنياً يطارد شخصاً يشتبه في إصابته بفيروس كورونا في الشوارع للقبض عليه.
وأغلق، أمس، مركز للصحة العامة في مدينة برايتون الإنجليزية بعدما تم التأكد من إصابة أحد العاملين بفيروس كورونا، وطالبت السلطات الطبية المرضى بـ»الاتصال بخدمة الطوارئ الخاصة إذا كانت لديهم أية مخاوف».
وأصيب حتى الآن ثمانية أشخاص في المملكة المتحدة بفيروس كورونا، ووصفته وزارة الصحة بأنه «تهديد خطير ووشيك» للصحة العامة، لكن مستوى الخطر الإجمالي في البلاد لا يزال معتدلًا، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
كما أكدت الخارجية الفرنسية «وجود 4 فرنسيين على متن السفينة السياحية (أميرة الألماس) التي ترسو قبالة الشواطئ اليابانية والتي تخضع لحجر صحيّ بسبب فيروس كورونا».
وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آنييس فون دير مول في تصريحات للصحافيين على الإنترنت «بحسب المعلومات التي لدينا لحدّ الآن يوجد ثلاثة فرنسيين من بين الركاب على متن السفينة وفرنسي رابع من بين الطاقم العامل».
وقالت فون دير مول «إن فرنسا تتابع الوضع عن كثب وإن القنصلية الفرنسية في طوكيو على اتصال دائم مع الفرنسيين الأربعة على متن السفينة».