«صفقة القرن دعوة لاقتتال فلسطينيّ – فلسطينيّ» برّي من الأردن: بالوحدة والمقاومة يتحقّق التحرير والعودة
أوضح رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أن صفقة القرن هي نسخة طبق الأصل لمشروع رئيس حكومة العدو «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو بيهودية الكيان منذ العام 2011. وشدّد، باسم لبنان والمجلس النيابي، على «رفض الصفقة بكل مندرجاتها وإدانتها والرفض المطلق لفرض توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، وعلى أن ثابتتين فقط تجعلاننا قريبين من فلسطين ومن خلالهما نضع الحلم الفلسطيني في التحرير والعودة على طريق التحقيق هما الوحدة والمقاومة».
وأشار خلال كلمة له، في الدورة الـ 30 الطارئة للاتحاد البرلماني العربي الذي التأم في الأردن السبت الماضي، دعماً للشعب الفلسطيني وقضية فلسطين ومساندتهما ومناقشة ما سُمّي «صفقة القرن»، إلى أن «فلسطين اليوم تستصرخ في العرب قيم الشجاعة والمروءة والشهامة، ليس طلباً لطوق نجاة لنفسها إنما هي أيضاً صرخة فلسطينية لكل العرب لإيقاظ الوعي حيال الخطر المحدق بالأمة، انطلاقاً من الجغرافيا الفلسطينية، وصولاً إلى كل الجغرافيا العربية، فسقوط فلسطين سقوط للأمة».
وتابع «الصفقة الرشوة مهرها 50 مليار دولار، فهل القضية باتت قضية عقارية وهل القدس وفلسطين حكاية الأرض والسماء والتي يمتلك حق التصرف بها واحد أحد رب السماء، باتت عقارات مطروحة في مزاد علني؟».
ورأى أن «الصفقة الصفعة تمنح الفلسطينيين دولة على شكل أرخبيل برّي مقطّع الأوصال ومنزوع السلاح والسيادة في البر والبحر والجو. دويلة ملزمة بالنص فيها السلطة الفلسطينية الجديدة بإعادة السيطرة على قطاع غزة ونزع سلاح فصائل المقاومة فيه وإعلانه منطقة منزوعة السلاح. إذاً، دولة من دون أظافر ودعوة صريحة إلى الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني».
واعتبر أن «التسوية التي يسوّقون لها تلزم الفلسطينيين، وبالتالي من خلالهم العرب والمسلمين وكل الدول، الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية والقدس موحدة بشرقها وغربها عاصمة أبدية لها. وأيضاً التسوية بأبشع صورها تشترط إسقاط حق العودة تحت عنوان حل قضية اللاجئين المقيمين في أماكن تواجدهم».
وقال «نعم أيها السادة، بيانات الرفض والإدانة مطلوبة وضرورية في هذه المرحلة، وبخاصة تلك التي صدرت أو سوف تصدر عن منظمات ذات شخصية قانونية، لكن المطلوب في المقابل أن تتضمن تلك البيانات والتوصيات آليات تلزم المصوتين والموقعين عليها أخلاقياً وقانونياً، عدم التسلل أو الهرولة لخطب ودّ الجلاد وطلب صكوك الغفران منه من تحت الطاولة أو خلف الأبواب الموصدة، وحبر البيانات لم يجف بعد. هذا ما حصل قبل إعلان الصفقة وهذا ما يحصل بعد إعلانها ومن المتوقع أن يحصل مزيد منها في المستقبل القريب».
أضاف: «فلسطين تحتاج الى الصدق لا الرياء. فلسطين تحتاج إلى أن تكون السيوف معها لا عليها. تحتاج إلى امتلاك الجرأة بقول كلمة لا للاحتلال، لا للمقايضة. ولا تحتاج الى التجرؤ على ارتكاب فعل المساومة أو الخيانة».
وتابع «لأننا أمام مشروع حرب باسم صفقة القرن وليس مشروع سلام، ولأننا أمام خريطة طريق تأخذ المنطقة إلى التشظي والتفتيت انطلاقاً من فلسطين، ولأننا أمام مشروع استباحة غير مسبوقة لأمننا القومي العربي، اسمحوا لي وبموازاة التأكيد لمؤتمركم، باسم المجلس النيابي اللبناني وباسم الشعب اللبناني، رفضنا وإدانتنا لهذه الصفقة بكل مندرجاتها، ورفضنا المطلق لفرض توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، نجدد من خلال هذا المؤتمر تأكيد التزامنا الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع بكل الأساليب لتحقيق أمانيه بالعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وختم بري «انطلاقاً مما تقدم، ولأن الأمة على هذا النحو من التشتت والتشظي على محاور الاحتراب الداخلي وتضييع البوصلة عن وجهة الصراع الحقيقي مع العدو الأساسي، ومع استنفاد كل الأساليب التي ترغم هذا العدو على الإقرار بالحقوق العربية المشروعة بتحرير الأرض وإحلال السلام العادل والشامل لا الاستسلام إنفاذاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وهي لا تُعدّ ولا تحصى، نوصي مؤتمركم بثابتتين اثنتين لا ثالثة لهما، وحدهما تجعلاننا قريبين من فلسطين، ومن خلالهما نضع الحلم في التحرير والعودة على طريق التحقيق، هما ثابتة الوحدة وثابتة المقاومة، ثم المقاومة، ثم المقاومة».