عون: سنعمل مع شركائنا الدوليّين لاستعادة الأموال المنهوبة
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «أنّ الوضع اللبناني الراهن صعب، فنحن نعاني من أزمة اقتصادية خانقة»، وشدّد على «أن الحروب التي اشتعلت في عدد من الدول العربية المجاورة، والتي كان الإنتاج اللبناني يعبر من خلالها إلى المنطقة العربية، ساهمت بمضاعفة الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت أكثر مع العدد الكبير للنازحين السوريين والذي فاق قدرة لبنان على التحمّل. وبات عددهم مع اللاجئين الفلسطينيين يشكّل اليوم نحو نصف عدد سكان لبنان.»
واعتبر عون خلال مقابلة خاصة أجرتها معه مجلة Valeurs actuelles الفرنسية، «أن المعاناة الراهنة التي يعيشها لبنان نتيجة لذلك تفوق طاقة تحمّل دول كبرى لها. فقد كلّفتنا هذه الأزمة حتى الآن نحو 25 مليار دولار، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي».
وكشف «أننا سنتخذ جميع الإجراءات المالية الصارمة من أجل إعادة النهوض الإقتصادي. ولأجل ذلك نحن لسنا بحاجة إلى مساعدة استثنائية، بقدر ما لنا الحق في أن نستعيد من قبل الدول التي أشعلت الحرب في سورية، جزءاً من الـ 25 مليار دولار التي تكبّدها لبنان من جرّاء هذه الحرب والنزوح السوري إليه».
وأشار إلى «أن هناك عدداً من الدول قد أعربت عن رغبتها في مساعدة لبنان، وفي مقدّمها فرنسا».
وشدد رداً على سؤال على «أنّ حزب الله لا يقود الحكومة الجديدة»، معتبراً «ان المطلوب من هذه الحكومة أن تعمل على وضع حد للأزمة الاقتصادية الراهنة واتخاذ إجراءات اقتصادية ومالية واسعة النطاق من أجل هذه الغاية. وهذا ما ورد أصلاً في البيان الوزاري الذي وضعته».
وأضاف «حزب الله لا يتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. فللحزب نوابه ووزراؤه، وكل ما يصدر عن الحكومة مقبول على الصعيد الوطني، كما هو الأمر بالنسبة إلى ما يصدر عن المجلس النيابي. خارج هذا الأمر ليس للحزب من دور. إننا غالباً ما نسمع أن سيادة لبنان ضائعة وحتى منتهكة بسبب وجود حزب الله ومن قبله، إلاّ ان هذا الاعتقاد خاطئ.»
وتطرّق إلى موضوع محاربة الفساد في لبنان، فأشار رداً على سؤال إلى «أنّ الفساد موجود في لبنان، وإن كانت معظم الدول تعاني منه بنسب مختلفة، إلاّ أن نسبته مرتفعة في لبنان، ومحاربته تشكّل جزءاً أساسياً من برنامج عملنا. ولقد تقدّمنا بمشاريع قوانين عدة إلى المجلس النيابي في هذا الإطار، وهو يعمل على إقرارها بهدف محاربة الفساد، ومن بينها مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة».
وقال «سنعمل بشكل وثيق مع شركائنا الدوليين وفق هذا التوجّه، لكون القسم الأكبر من هذه الأموال لم يعد موجوداً في المصارف اللبنانية.»
ورداً على سؤال، قال عون «إسرائيل هي التي احتلت جنوب لبنان، الأمر الذي أدى الى نشأة مقاومة حزب الله التي نجحت في طرد الاحتلال الإسرائيلي من لبنان، بعدما بقيت كل قرارات الأمم المتحدة الداعية إلى الانسحاب «الإسرائيلي» الفوري من الجنوب حبراً على ورق». وقال «لقد قاد حزب الله المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي مدة 18 سنة. وعلى الرغم من ذلك عاودت إسرائيل اعتداءها على لبنان في العام 2006، وخسرت الحرب ضدنا».