محفوظ: كسب الحكومة ثقة الشارع ممكن والأهمّ الصراحة وترتيب الأولويات
اعتبر رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ أن «اللبناني يريد من حكومة الرئيس حسان دياب أن تنجز ما هو ممكن من المطالب المحقة التي طرحها الحراك الشعبي».
وقال محفوظ في تصريح أمس «لقد هزّ الحراك الشعبي معادلات أساسية يرتكز إليها نظام المحاصصة الطوائفية. أولها نظرية الديمقراطية الطوائفية والتي تعني في العمق التوافق الطائفي على المحاصصة وهي لا تمتّ بصلة إلى الديمقراطية الفعلية. ونظرية الميثاقية الطوائفية والتي تعني تمثيل الأقوى في الطائفة مع ما يعنيه ذلك من تهميش للطوائف الصغيرة والأرمن وإرساء سقوف متعددة للمواطنة وصراعات داخل الطائفة الواحدة. والنظرية الثالثة هي إسقاط الخطوط الحمر للحمايات الطوائفية للفساد. كما أنّ الحراك الشعبي أصاب في العمق العلاقة القائمة على النفاق السياسي بين أطراف السلطة. فهذه العلاقة أثبتت أن كثرة الإتفاق نفاق وكثرة الخلاف شقاق».
ورأى أنّ «الإهتزاز في النظريات الثلاث المشار إليها التي أحدثها الحراك الشعبي أمر مساعد لرئيس الحكومة في إجراء الإصلاحات المطلوبة وفي الحاجة إلى معالجات سريعة للأزمة الإقتصادية – المالية – النقدية إذا نجح في مواجهة الضغوط التي يمكن أن يمارسها عليه شركاؤه في تشكيل الحكومة وإذا عرف كيف يحيد الحراك الشعبي وأن لا يكون في مواجهة معه كما تشتهي الطبقة السياسية التي تؤثر توريطه فيها على أن تكون هي في الواجهة».
إذ أشار الى أنّ «الحلول العجائبية غير ممكنة»، لفت إلى أنّ «كسب ثقة الشارع وشرعية الحراك الشعبي ممكنة». وقال»أهم ما في الأمر هو الصراحة وترتيب الأولويات التي تهم الناس. وهذا يفترض رؤية حكومية لمعالجة وضع الودائع في المصارف وحصر ارتفاع سعر الدولار في السوق وتثبيت أسعار السلع واتخاذ خطوات جدية في مواجهة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة وتطبيق القوانين وإصلاح القضاء وتفعيل دور مجلس الخدمة المدنية لجهة الكفاءة والإمتحان في اختيار الموظفين وعدم تحميلهم الأزمة المالية عبر ما يروج عن إقصاء 4000 متعاقد أي 4000 عائلة «كعمل إصلاحي» لأنّ ذلك يرفع منسوب البطالة. ومن الأمور التي تساعد على إعطاء صورة إيجابية للحكومة هو الإعلان عن التزامها بإعطاء الجنسية لأبناء المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي أسوة بالزوج اللبناني. كما أن من الضرورات معالجة وضع المطلوبين للعدالة في البقاع الشمالي وعكار والشمال والذين يتجاوز عددهم الستين ألفاً والذين يتضامن معهم أهاليهم وهم بمئات الألوف خصوصاً أن البعض منهم مطلوب لأسباب تافهة تقتضي تفهماً وعفواً عاماً. ولا مانع أن تمتلك الحكومة الجرأة في تشريع زراعة الحشيش لأغراض طبية توفر مليارات الدولارات وتحمي الدورة الإقتصادية».