الوطن

التخريب يواكب جلسة الثقة: اعتداءات على النوّاب والقوى الأمنية والصحافيين وتكسير مؤسسات وحرق مصرف وسقوط عشرات الجرحى

صعّد الحراك احتجاجاته ضد الحكومة أمس بشكل غير مسبوق من خلال اتساع نطاق التخريب والتكسير التي طاولت الأملاك العامة والخاصة في وسط بيروت، وذلك لمنع النواب من الوصول إلى ساخة النجمة.

 وشهد محيط مجلس النواب مواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية، فيما أُغلقت الطرق المؤدية إلى ساحة النجمة. وقد حاول المتظاهرون صباحاً نزع البلوكات الإسمنتية والعوائق الحديدة أمام مبنى جريدةالنهار، حيث رموا الحجارة وزجاجات المياه الفارغة.

وبعد إزالة أحد البلوكات، أطلق عناصر مكافحة الشغب  القنابل المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين، فيما استمرّ المحتجون برمي الحجارة. كما تجمّع المحتجون عند مدخل وسط بيروت الجنوبي حاملين لافتات كتب عليها: “لا ثقة”.

ودارت مواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين عند نقطة جامع الأمين، حيث حاولت القوى الأمنية إيقاف عدد من المحتجين. وعلى الطريق البحرية، أطلق المتظاهرون المفرقعات باتجاه عناصر الجيش الذين حاولوا بدفع المحتجين نحو ساحة الشهداء.

وحاول المحتجون في زقاق البلاط إقفال الطريق المؤدية إلى مدخل السرايا الحكومية، فقامت قوة من الجيش بمنعهم، فحصل تدافع بين المحتجين وعناصر من الجيش أوقع عدداً من الإصابات.

وعمد بعض المحتجين إلى رشق أبواب فندقلوغريبالحجارة، وقد استطاع بعضهم إزالة أحد السواتر الإسمنتية، وباشرت القوى الأمنية برش المياه، بعدما ناشدت إدارة فندقلو غرايفي بيانالقوى الامنية ووسائل الإعلام المساعدة على حماية الفندق والعاملين فيه، بعدما تم تكسير الواجهة والدخول إلى الفندق”.

واقفل المحتجون محيط فندقفينيسيابالعوائق البلاستيكية، فيما افترش عدد منهم الأرض في محيط فندقمونرو”.

وأقدم بعضالمحتجينعلى إحراقمصرف لبنان والمهجرفيوسط بيروتوحضر رجال الإطقاء الذين أخمدوا النيران.

وقام المحتجون برشق سيارة وزير البيئة وشؤون التنمية الإدارية دميانوس قطار بالحجارة والبيض في محاولة لمنعه من الدخول الى مجلس النواب للمشاركة في جلسة الثقة. وعلى الفور تدخلت القوى الأمنية وعملت على تمرير الموكب وإبعاد المحتجين.

كما اعتدى المحتجون على سيارة النائب سليم سعادة في محيط ساحة النجمة ما أدّى إلى إصابته في رأسه تم نقله على اثرها الى مستشفى الجامعة الأميركية.

وأوضح مكتب سعادة في بيان أنهفي تمام الساعة 10:30 صباحاً وخلال توجه النائب سليم سعادة إلى مجلس النواب لإلقاء كلمة تحمل وجع الناس، ولحجب الثقة عن هذه الحكومة، تعرضت سيارته للإعتداء من قبل بعض المخربين على الثورة الحقيقية وقد أصيب بضربة على الرأس و هو حالياً في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت حيث يتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة».

واعترض المحتجون على سيارة أحد النواب عند فندقفينيسياوأجبروها على التراجع، في حين وصل وزير الأشغال العامة ميشال نجار وصل إلى المجلس على متن دراجة نارية.

وأكد رئيس مجلس النوّاب نبيه بري أنّ أكثر من 5 نواب تعرّضت سياراتهم للتكسير وكذلك بعض الوزراء.

وكان الجيش اللبناني قد أعلن أنه بمناسبة انعقاد الجلسة النيابية اتخذت وحداته إجراءات أمنية استثنائية في محيط مجلس النواب والطرقات الرئيسية والفرعية المؤدّية إليه.

ودعت قيادة الجيشالمواطنين إلى التجاوب مع التدابير المتخذة وعدم الإقدام على قطع الطرقات إنفاذاً للقانون والنظام العام، وحفاظاً على الأمن والاستقرار”.

وأصدرت قيادة الجيش أمس بياناً أكدت فيهأن أعمال الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة يشوّه المطالب ولا يحققها ولا يندرج في خانة التعبير عن الرأي”.

ثم نشرت القيادة تغريدة عبر حسابها علىتويترجاء فيهاالمحافظة على سلمية التحرك ضرورة لحماية الجميع”.

بدورها، نشرت قوى الأمن على حسابها الرسمي عبرتويترمقطع فيديو علّقت عليه بالقولفيديو يظهر نقل أحد عناصر قوى الأمن بعد تعرّضه لإصابة في الرأس جرّاء أعمال الشغب في زقاق البلاط”.

وكانت قد طلبتقوى الأمن الداخليعبر حسابها علىتويترمنالمتظاهرينالحفاظ على سلمية التظاهر وعدم القيام بأعمال شغبوالابتعاد عن السياج والجدار الاسمنتيحفاظًا على سلامتهم.

من جهته، أعلنالصليب الأحمر اللبنانيعن نقل 39 جريحاً إلىالمستشفياتومعالجة 241 ميدانياً وذلك اثرالإحتجاجاتالتي تشهدهابيروتتزامناً معجلسة الثقةللحكومة.

ولم يسلم الصحافيون من الإعتداءات حيث أصيب عدد منهم بجروحواستنكرت نقابة المصورين الصحافيين في بيان «ما تعرّض له عدد من الزملاء المصورين والإعلاميين من قبل بعض المتظاهرين، ونتج عنه إصابة الزميل مصور otv مارون نمر، متمنيةً له الشفاء العاجل.

وإذ دانت النقابةهذا الاعتداء، دعتالجميع إلى حماية المصورينلأننا ننقل صوركم وصوتكم”. وقالتمرة جديدة نرفع الصوت من أجل ألاّ يتكرر هذا العمل. وإننا نراهن على العقلاء للجم هذه التصرفات ونعلن تضامننا مع كل الزملاء في كل الوسائل الإعلامية”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى