«شيطان» ديوان شعري لعلاء زريفة
صدر حديثاً عن دار «الدراويش» للنشر والترجمة في مدينة بلوڤديڤ البلغارية المولود الشعري الثالث للشاعر السوري علاء زريفة بعنوان «شيطان».
كتاب «شيطان» يستقي من فعل الرفض الثوريّ جدواه المحاكية لواقع بائس مخلوق على الخطيئة واللعنة المسبقة. ويحاول أن يقدّم نصوصاً أشبه بالصفعات المدويّة التي تنتهي بارتكاب الجريمة الإبداعية الأجمل بقتل الآب ببعديه المادي والمعنوي، محاولاً الاتكاء حسب آرثر رامبو على جماليات القبح وأنسنة الموجود أو «الديزاين» الكائن الإنساني، وتقديسه على حساب السماوي الذي مات واندثر من دون أن يدّعي معرفة ثابتة مطلقة ولا أن يكون تطهيرياً بالمعنى الأرسطوي أو انفعالاً تسجيلياً لمصير مأساوي لبطل تراجيدي، بل التطهير الذي ينجم عن مشاهدة العنف يشكل عملية تنقية وتفريغ لشحنة العنف الموجودة مما يحرّره من أهوائه، ويبث فيه روح التغيير الواعي، الذي يعزّزه الحضور الجمعي لذوات متعدّدة حرة ويحاول أن يرتدي قناع الفطريّ العنيف.
«شيطان» يختلف عن «المسيح الصغير» – وهو الديوان الأول للشاعر عن الدار البلغارية نفسها – الذي يبدو دعوة للثـــورة بمعناها الخاص والفكري واستخراج المدلول من وحي الكلمة التي تحيي وتميت. ومخالفاً لـ»شوكولا» – الإصدار الثاني عن دار «دلمون» للطباعة والنشر في دمشق عام 2018 الذي كان فسحة ضوء أخيرة في سرداب عالم يبدو أنه نزع ورقة التوت الرومانسية.