الجيش السوريّ يتقدّم غرب «إم- 5» ويسيطر على «كفرجوم» و«ريف المهندسين».. وتصميم على تحرير الأرض المحتلة
الجعفري يؤكّد أن أميركا ودولاً غربية تريد توريط تركيا في سورية.. والكرملين يعتبر ما يجري في إدلب حرب الجيش السوري ضد الإرهاب
قال مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن جلسة مجلس الأمن حول إدلب كانت طارئة وغير مدرجة في المواعيد.
وأشار الجعفري خلال مداخلةٍ ضمن برنامج «لعبة الأمم» على شاشة الميادين، إلى أن تزامن الجلسة حول إدلب مع جلسة «صفقة القرن» ليس صدفة إنما للتغطية على الجلسة الخاصة بفلسطين، موضحاً أن «6 دول حالياً في مجلس الامن برئاسة بلجيكا تنتمي لحلف شمال الأطلسي لذلك يُنفذ المجلس خطط الأطلسي».
وتابع: «الولايات المتحدة ودول غربية تريد توريط تركيا في سورية لحسابات تتعلق بروسيا».
واعتبر أن دولاً غربية تقول إن مسار أستانة لم يعُد وارداً، مشدداً على أن أميركا تريد القضاء على هذا المسار لا سيما مع تطورات إدلب.
الجعفري رأى أن الصراع السياسي تحوّل إلى تصعيد عسكري ولا يمكن التهدئة حالياً في إدلب.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث الصحافي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس، أن الكرملين لا يرى نزاعاً في ما يحدث في إدلب بل هو محاربة القوات المسلحة السورية للإرهاب على أرض بلادها.
وقال بيسكوف: «الحديث لا يدور حول نزاع، بل حول عدم تنفيذ اتفاقات سوتشي، وحول الالتزامات التي أخذتها الأطراف على نفسها وفق الاتفاقات».
وأضاف أن الحديث يدور بالدرجة الأولى عن محاربة الإرهاب التي تقوم بها القوات المسلحة السورية في أراضي بلدها.
والأربعاء قالت وزارة الدفاع الروسية، إنّ «السبب في أزمة إدلب هو عدم تنفيذ تركيا لالتزاماتها بفصل مقاتلي المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين».
وأضافت أن «الوضع يتفاقم بشكلٍ كبير بسبب دخول أسلحة وذخيرة والمدرعات التركية الى إدلب»، مشيرة إلى أن العسكريين الروس يعملون في سورية ضمن اتفاقات «سوتشي».
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن رئيس هيئة الأركان الروسية بحث مع نظيره التركي الوضع في إدلب هاتفياً، دون توضيح نتائج ما خلصا إليه.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، قلّل من احتمال تدخل بلاده عسكرياً في محافظة إدلب السورية، على خلفية التصعيد الأخير الذي شهدته بين القوات التركية والسورية.
وأضاف أوبراين بهذا الصدد: «نظام الأسد أغار على القوات التركية والعناصر التي تعمل معها، فهل ينتظر منا أن نلعب دور الشرطي الدولي وننزل بالمظلات إلى إدلب ومطالبة كافة الأطراف بالتوقف؟».
ميدانياً، العمليات التي يخوضها الجيش السوري شمال البلاد، ضد الجماعات الإرهابية، هدفت الى فتح الطرقات الدولية. وتحظى تلك الطرقات بأهمية استراتيجية لا سيما في المجال الاقتصادي لكونها تصل شمال سورية بجنوبها.
وواصل الجيش السوري، أمس، عملياته في محاذاة الطريق الدولي (حلب – دمشق»إم-5») محرراً بلدتين جديدتين إلى الغرب من الطريق، ومقترباً من بلدتين استراتيجيتن على الطريق الدولي (حلب – إدلب).
وقال مصدر في ريف حلب، إن وحدات من الجيش السوري تابعت تقدمها غرب مقطع (حماة – حلب) من الطريق الدولي «إم-5» وسيطرت على بلدتي «كفرجوم» و»ريف المهندسين» بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «جبهة النصرة» (الإرهابية والمحظورة في روسيا) والمجموعات الحليفة لها.
ومع سيطرة الجيش السوري على «كفرجوم» و«ريف المهندسين»، يكون قد اقترب حتى 7 كم من القوات المتقدّمة جنوب حلب، ليعلن بعدها سيطرته الكاملة على الطريق المحوري الدولي «إم-5» الذي يربط الحدود السورية مع كل من تركيا والأردن.
ونقل المصدر عن مصدر ميداني، أن السيطرة تهدف بالدرجة الأولى لتأمين الطريق الدولي من الجهة الغربية، حيث باتت قوات الجيش السوري تتجه باتجاه بلدتي «اورم الصغرى» و»الكبرى» وسط تمهيد مدفعي وصاروخي كثيف يستهدف مواقع المسلحين في المنطقة.
وتقع بلدتي «أورم» الكبرى والصغرى على الطريق الدولي (حلب – إدلب) شمال مدينة الأتارب بريف إدلب الشمالي.
وواصل الجيش السوري تقدمه في ريف حلب الجنوبي الغربي واستعاد قرى جديدة باتجاه بلدة الأتارب الاستراتيجية، تمهيداً لسيطرته على معبر باب الهوى الحدودي.
ونقلت صحيفة «الوطن» عن مصدرٍ ميداني، أن وحدات الجيش وبعد سيطرتها على طريق دمشق – حلب الدولي من المتوقع أن تتجه لاستعادة طريق إدلب – حلب أو ما يسمى «الطريق ستين»، والممتد من مدينة حلب شمالاً إلى خان العسل ثم معارة النعسان، تفتناز، وانتهاءً بطعوم بنش قلب مدينة إدلب.
وشهد ريف القامشلي الشرقي أمس الخميس، توتراً بين أهالي قرى الريف الشرقي الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، وعناصر دوريات أميركية حاولت المرور في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري في المنطقة، ما أدى لاندلاع مواجهات، استشهد على إثرها أحد سكان القرية، وأُصيب اثنان آخران.
وقد استدعى هذا التطور استنفاراً أمنياً، استقدمت فيه القوات الأميركية والروسية تعزيزاتٍ مؤللة، قبل أن تنسحب القوات الأميركية تحت غطاء جوي للطائرات الحربية.
على صعيد آخر، أكد أبناء القنيطرة والجولان السوري المحتل تصميمهم على استكمال مسيرة النضال والمقاومة حتى تحرير كامل الجولان المحتل واستعادة الحقوق المغتصبة مشدّدين على أن ذكرى الإضراب الوطني الشامل تزرع فيهم الأمل والعزيمة على مزيد من الصمود والمقاومة وإفشال كل القرارات والسياسات الصهيونية بحق الجولان المحتل أرضاً وتاريخاً وسكاناً.
وفي الذكرى الثامنة والثلاثين للإضراب الوطني الشامل الذي خاضه أهلنا في الجولان المحتل رفضاً للقرار المشؤوم القاضي بضمّ الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني المصطنع في الرابع عشر من شباط عام 1982 جدّد أهالي محافظة القنيطرة والجولان المحتل تمسكهم بكل ذرة تراب من أرضنا المحتلة وحتمية تحريرها وطرد الاحتلال الصهيوني عن ثرى الجولان الطاهر.
وفي السياق نفسه، أكد عضو قيادة فرع القنيطرة لحزب البعث العربي الاشتراكي حمزة سليمان على أن الجولان عربي سوري وأن قرار الضم لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به وهو غير قانوني ومخالف للقوانين الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بمعاملة المدنيين تحت الاحتلال.
بدوره حيا عضو مجلس الشعب الدكتور رفعت الحسين مواقف أهلنا في قرى مجدل شمس ومسعدة وعين قنية وبقعاثا المتجذرين في أرضهم المحافظين على هوية الجولان العربية السورية، مؤكداً أن الجولان سيعود إلى السيادة السورية وأن الاحتلال إلى زوال.
من جهته شدد الشيخ رضوان الطحان على عدم التفريط بذرة تراب واحدة من أرضنا المحتلة مؤكداً ثقته بحتمية التحرير وعودته إلى أرضه ومنزله في الجولان المحتل.
كما أكد الشيخ سليمان المقت في اتصال هاتفي تشبث الجولانيين بأرضهم ومواجهتهم لكل السياسات والإجراءات الصهيونية الرامية إلى سلب أبناء الجولان المحتل أرضهم وهويتهم.
وعبر الشيخ عاطف شعلان عن ثقته بالقضاء على الكيان الصهيوني بهمة بواسل جيشنا الأبطال الذين يسطرون أعظم ملاحم الكرامة في القضاء على الإرهاب.
ولفت عميد الأسرى السوريين والعرب في سجون الاحتلال الأسير المحرر صدقي المقت أن «معاركنا مع الإرهاب هي جبهة من النضال والمقاومة ضد الكيان الصهيوني ومرتزقته من التكفيريين والخونة الذين باعوا وطنهم مقابل حفنة من الدولارات لتحقيق أهداف المخطط الصهيوأميركي في منطقتنا».