من المفترض أن وزير حرب كيان الاحتلال لا يطلق تصريحاته في سياق حملة انتخابية لحساب انتخابي فقط، فيبنيها على أكاذيب. ومن المفترض أن كلام وزير حرب العدو نفتالي بينت في شهر كانون الأول الماضي عن تحويل سورية إلى فيتنام تُستنزف فيها إيران كان خارج الحملة الانتخابية قياساً بتصريحه الجديد قبل أيام عن خطة رأس الأخطبوط التي قال فيها إن تقاسم أدوار بين واشنطن وتل أبيب للحرب مع إيران يقوم على تولي الاحتلال ضرب إيران في سورية وتولّي أميركا أمر العراق مستعيداً الحديث عن فيتنام.
هذه المرة جاء الرد الإيراني سريعاً وليس بكلام خطابيّ لمسؤول عسكريّ بل تقصّدت إيران أن يكون الكلام صادراً عن الناطق الرسمي بلسان الخارجية الإيرانية وفيه بوضوح إعلان إيرانيّ عن قرار بالردّ الساحق على أي استهداف إسرائيلي للوجود الإيراني في سورية الذي وصفه التصريح الرسمي بالوجود المبني على طلب حكومي سوري رسمي من جهة، وبالتجسيد لمصالح الأمن القومي الإيراني من جهة موازية.
بين التهديد بغارات مكثفة تستهدف الحضور الإيراني في سورية والتهديد بردّ ساحق سيظهر ما إذا كان كيان الاحتلال يحتمل اختباراً من هذا العيار الذي قالت عنه إيران وهي عندما تقول تفعل.
هل تصمت “إسرائيل” أم تترجم تهديداتها وماذا عما بعد الرد الإيراني؟
الأرجح أن نشهد وقتاً من الصمت الإسرائيلي لما بعد الانتخابات وبعدها يستقرئ الإسرائيليون الموقف الأميركي العملي ليقرّروا في أي مأزق هم.