الجيش السوري يثأر لضحايا «خان العسل» ويرفع العلم فوق مدرسة الشرطة.. ويعطّل 5 طائرات مسيَّرة حاولت استهداف مصفاة حمص
الأسد مستقبلاً لاريجاني: الإرهابيّون يتّخذون الأهالي دروعاً بشريّة.. وروحاني يقول إن على أنقرة احترام جميع الاتفاقات حول سورية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن الدول التي تعادي الشعب السوري ما تزال تدعم الإرهابيين الذين يتخذون من الأهالي دروعاً بشرية.
وأثناء استقبال الرئيس السوري وفداً من مجلس الشورى الإيراني برئاسة علي لاريجاني، أكد الأسد أن الدول المعادية لسورية ما تزال تدعم المجموعات الإرهابية التي تتخذ من الشعب السوري دروعاً بشرية، مشيراً إلى أن سورية لن تسمح باستمرار ذلك.
وشدّد الأسد على أن الشعب السوريّ مصمّم على تحرير كامل المناطق، منوّها إلى عدم السماح للإرهابيين بتهديد حياة المواطنين واستقرارهم.
ومن جانبه أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، مواصلة دعم إيران لسورية في مساعيها للقضاء على الإرهاب على أراضيها كافة، مشدداً على أهمية الانتصارات الأخيرة ضد الإرهابيين ومعرباً عن ثقته بقدرة الشعب السوري وجيشه على استكمال تحرير كافة أراضيه واستعادة مكانة سورية في المنطقة.
وتناول اللقاء العلاقات الاستراتيجية التي تجمع سورية وإيران، وسبل تعزيزها والعلاقات البرلمانية وآخر التطورات على الساحة الدولية.
وكان لاريجاني أوضح في تصريح للصحافيين في مطار مهراباد متوجّها إلى دمشق، أن زيارته تحمل «طابعاً برلمانياً» وستشمل محادثات حول القضايا الإقليمية الملحّة.
وأشار إلى أن تطورات الأحداث في سورية والمنطقة تتطلب مشاورات وثيقة بين الدول التي تعمل معاً، مشدداً على أن «سورية دولة صديقة ومن محور المقاومة».
وقال إن «التطوّرات في المنطقة مهمة، ومن ناحية أخرى، فإن سورية أظهرت خلال هذا الوقت أنها تسعى لتحقيق أهداف طيّبة بمركزية المقاومة».
وتابع: «كانت هناك دعوة للسفر إلى سورية لفترة من الوقت، ولكن بسبب كثرة الأعمال والأحداث المختلفة، التي واجهناها خلال هذا الوقت أدتا إلى تأخير الزيارة».
لاريجاني شدّد على أنه «لدينا علاقات وتعاون مع سورية، وهي بلد مهم في العديد من المجالات»، معتبراً أنه بسبب المؤامرات في المنطقة، «نحتاج إلى حوار وتشاور أوثق بشأن القضايا المختلفة».
وفي السياق نفسه، شدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، على ضرورة احترام تركيا جميع الاتفاقات المتعلقة بسورية، مؤكداً ضرورة احترام وحدة أراضيها وسيادتها.
وقال روحاني في مؤتمر صحافي عقده في طهران: «اتفاق سوتشي اتفاق سياسي هام ونموذج ناجح في المنطقة وندعو تركيا لاحترامه. لا ينبغي لتركيا التخلّي عن اتفاق سوتشي ومسار أستانا». وأضاف: «نأمل من السيد رجب طيب أردوغان محاربة الإرهاب واحترام وحدة سورية وسيادتها».
وتابع: «أردوغان أبلغنا خلال الاجتماعات أنه يحترم سورية كبلد موحّد، وأكد أهمية سيادة الحكومة السورية على أراضيها، ونأمل منه العمل بذلك».
وشدد الرئيس الإيراني، على أن «إدلب محافظة سورية وتنبغي محاربة الجماعات الإرهابية فيها». وأضاف أن «ادعاءات تركيا بأنها تتخوّف من تدفق اللاجئين، لا يمكن أن تكون ذريعة كي تتخلى سورية عن سيادتها على إدلب».
وجدّد الرئيس الإيراني التأكيد على أن «اللاجئين السوريين سيعودون إلى إدلب بعد القضاء على الإرهاب»، معرباً عن أمله في الاستمرار بمتابعة مسار أستانا بهدف التوصل إلى حل في سورية.
ميدانياً، رفع الجيش السوري، أمس، العلم السوري فوق مدرسة الشرطة، في مدينة خان العسل التي شهدت مجزرة راح ضحيتها 51 جندياً سورياً.
وقامت وحدات من الجيش السوري برفع علم فوق مدرسة الشرطة في مدينة خان العسل ذات الموقع الاستراتيجي الواقعة غرب مدينة حلب.
وكان مصدر ميداني في الجيش السوري قد أفاد أن وحدات الجيش تُحرز تقدماً غرب الطريق الدولي وتحديداً غرب بلدة خان العسل، حيث سيطرت الوحدات على بلدات «عاجل» و»عويجل» و»حلاقيم» و»جمعية الرحال» بعد القضاء على مسلحين من تنظيم «النصرة» الإرهابي وفرار من بقي منهم باتجاه بلدات «تفاد» و»بسرطون» في عمق مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي باتجاه الحدود التركيّة.
وتقع بلدتي «المنصورة» و»خان العسل» قرب المدخل الغربي لمدينة حلب وفي بداية الطريق السريع (حلب – معبر باب الهوى – من جهة حلب) المركز الحدودي مع تركيا، مروراً بمدينة «دارة عزة».
ومن جهة أخرى قامت وحدات من الجيش السوري بتمشيط بلدة المنصورة في ريف حلب الغربي، بعد تحريرها من الإرهاب، بحسب «سانا».
وشهدت مدينة خان العسل مجزرة مريعة راح ضحيتها أكثر من 123 جندياً سورية بالإضافة للمدنيين، بحسب وكالة «سانا»، تم إعدامهم بطريقة وحشية على يد مجموعات إرهابية معارضة بتاريخ 22 يوليو/تموز من عام 2013، ما زالت تفاصيلها المؤلمة عالقة بذاكرة الشعب السوري.
كما أحرز الجيش السوري، أمس، تقدماً جديداً على الجبهة الشمالية في ريف حلب الغربي، محرراً عدداً من القرى والمناطق.
وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن وحدات من الجيش السوري حرّرت اليوم قرية كفر داعل وتل شويحنة في ريف حلب الغربي من سيطرة المجموعات الإرهابية.
من جهة أخرى، استطاع الجيش السوري، أمس، إفشال هجوم إرهابي استهدف مصفاة حمص بالطائرات المسيّرة المفخّخة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن وحدات الهندسة في الجيش السوريّ «تمكّنت من تعطيل وإنزال 5 طائرات مسيرة إلكترونياً» حاولت استهداف مصفاة حمص.
واستهدفت المجموعات الإرهابية على مدى سنوات الأزمة السورية، قطاع النفط بشكل خاص، بسبب ما يمثل من أهمية اقتصادية واستراتيجية للبلاد، كان آخرها تفجير مرابط النفط البحرية في سواحل مدينة بانياس السورية.
وأعلنت وزارة النفط في بيان لها في يونيو/حزيران من العام الماضي، عن عملية تخريبية استهدفت منشآتها النفطية في مدينة بانياس الساحلية، حيث تمّ تفجير مرابط النفط الواصلة بين مصفاة بانياس والمرابط النفطية تحت المياه في البحر المتوسط.
وتعتبر مصافة حمص من أكبر مصافي سورية، وتأسست عام 1959، وتتألف من عدد من الوحدات كوحدات التقطير بمختلف أنواعها وتحسين النفتا لرفع الأوكتان، ووحدة الإسفلت ووحدة القوى لإنتاج الكهرباء، ووحدات مكملة كوحدة النتروجين وتمت إضافة وحدات جديدة كثيرة في مسيرة تطوير المصفاة، كوحدة فصّ الغازات وهدرجة المازوت الثقيل وهدرجة النفتا والكيروسين وغيرها الكثير.
وتنتج المصفاة الغاز المنزلي والبنزين العادي والممتاز وكيروسين الطائرات والمازوت الثقيل والخفيف والفيول بأنواعه والكبريت وغاز الهيدروجين والأوكسجين وغيرها.