«خاصمنا رفيق الحريري بنزاهة ولم نتجنّ عليه كما فعل نجله» لحود: بدأ خلافنا معه حين رفضنا قبول راتب منه بـ 500 ألف دولار شهرياً
ردّ الرئيس العماد إميل لحّود على خطاب الرئيس سعد الحريري أول من أمس، وقال لحّود في بيان «كنا نتمنى ألا نضطر، في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، إلى إصدار بيان نردّ فيه على نجله، إلاّ أن تزوير الحقائق أرغمنا على هذا الردّ. لذا، من واجبنا تذكير سعد رفيق الحريري أن والده، حين تولى رئاسة الحكومة للمرة الأولى، لم يكن رئيساً لحزب أو لكتلة نيابية، بل رجل أعمال دعمت سورية، وتحديداً عبد الحليم خدام، وصوله. واستمرّ هذا الدعم بأشكال مختلفة، من بينها قانون الانتخاب في العام 2000، وصولاً إلى منح الحريري مفتاح بيروت إلى اللواء غازي كنعان، حزناً على مغادرته لبنان ورداً لجميل الرجل عليه».
أضاف «أما في ما يخص الكهرباء والمياه، وقد أغفل الفيلم الوثائقي المزوّر الذي عُرض في احتفال أمس ذكر المياه، فقد كان رفيق الحريري ينوي بيع القطاعين إلى شركتين فرنسيتين، بسبب علاقته بجاك شيراك الذي لاحقته تهم الفساد لاحقاً، وحين أعدّ الراحل «الآدمي» جورج افرام خطة لتأمين الكهرباء، عمل مع صديقه خدّام على إقالته من الحكومة».
وتابع «ونذكر، أيضاً، أنه حين ضرب الجيش الإسرائيلي محطة الجمهور أصدرنا قراراً بالرد بالمثل، وقمنا بجمع تبرعات لبناء المحطة من جديد من أموال اللبنانيين وأصدرنا قراراً بأن تأتي التبرعات إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، بحسابات وأرقام معلنة وشفّافة، على عكس ما حصل بعد عدوان العام 2006 حين حُوّلت المساعدات من الخارج إلى المجالس والصناديق، ومنها إلى بعض الجيوب».
وأردف لحّود «أمّا عن الاتهام بعرقلة مسيرة رفيق الحريري، فنسأل عن سبب إصراره على غسل القلوب بعد أن عاكسناه برفض بيع قطاع الخلوي وشددنا على استعادة الدولة للقطاع ما حقق أرباحاً كبيرة تقدّر بملياري دولار سنوياً، وما تقلُص هذه الأرباح لاحقاً إلاّ بسبب سياسات التوظيف السياسي والهدر الذي يقف وراءه سياسيون، من بينهم من ينتمي إلى فريق الحريري السياسي، ما يثبت أننا كنا حينها على حق.
ولا يفوتنا، في موضوع حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، إلا أن نستعيد مبادرة الملك عبدالله في القمة العربية في العام 2002، والتي لم تكن تتضمن حق العودة، وكان رفيق الحريري موافقاً عليها، أمّا نحن فواجهناها وأسقطناها وأصررنا على أن يتضمن البيان الصادر عن القمة حق العودة. وبما أن سعد الحريري تحدّث عن الظلم، فعليه ألاّ ينسى الظلم الذي لحق بالضباط الأربعة وغيرهم بسبب اتهامهم الباطل بقتل والده، من دون أن ننسى استخدام المحكمة الدولية ومحققيها لتفتيش منازلنا وحساباتنا، من دون أن يعثروا على دليل يتيم يديننا. ولعلّ الظلم الأكبر أن تتم مهاجمة رجل النزاهة سليم الحص في وثائقي التضليل».
وختم لحّود «اختلفنا كثيراً مع رفيق الحريري، في الأسلوب والانتماء الوطني، وكانت بدايــة الاختلاف حين رفضنا قبول راتب شـــهري منه بقـــيمة 500 ألف دولار شهرياً، منذ كنا في قيادة الجيش، ولكننا خاصمناه بنزاهة ولم نتجنّ عليه يوماً كما فعل نجله في الأمس.
وإذا كان سعد الحريري اتهمنا، مع آخرين، بالعرقلة فإننا نسأل عن هوية من عرقله في إدارة شركاته الخاصة التي انهارت أو أفلست أو أقفلت، وضاعت حقوق العاملين الذين ادعوا عليه في السعودية ويتظاهرون ضده في لبنان، وربما وصلت أصوات هؤلاء المرتفعة إلى جنوب أفريقيا. رغم كل ما أوردناه في هذه السطور، وهو غيض من فيض، لعلنا لم نترحم يوماً على رفيق الحريري بقدر ما فعلنا في الأمس. كان خصما ذكياً على الأقل».