المؤتمر السابع والعشرون لاتحاد نقابات عمال سورية يختتم أعماله وإعادة انتخاب القادري رئيساً الهلال ممثلاً الرئيس الأسد في حفل الافتتاح: لنستثمر بنجاح كلّ مصنع وحقل وإدارة وإرادة لدحر سياسات الحصار والعقوبات
القادري: سنضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين وتجار الأزمات غصن: عمال سورية كتبوا بالدم والعرق صفحات مضيئة من تاريخها ماكوايبا: سننقل للعالم الصورة الحقيقية لما يجري في سورية بعيداً عن التضليل الإعلامي أرزقي: لمواصلة النضال من أجل إعادة الإعمار وبعث التنمية الاقتصادية والاجتماعية
} دمشق ـ إنعام خرّوبي
اختتم المؤتمر السابع والعشرون لاتحاد نقابات عمال سورية أعماله بإعلان نتائج انتخابات المكتب التنفيذي. وقد أُعيد انتخاب جمال القادري رئيساً للاتحاد العام لنقابات العمال.
وضمّ المكتب كلاً من: جمال قادري (رئيساً) ورفيق علوني (نائباً للرئيس)، بالإضافة إلى تسعة أعضاء.
وكان أعضاء المؤتمر انتخبوا المجلس العام للاتحاد العام، وضمّ المجلس كلاً من: جمال قادري (رئيساً)، وبشير حلبوني (نائباً للرئيس) بالإضافة إلى 73 عضواً.
وكانت الانتخابات العمّالية انطلقت في تشرين الأول أواخر العام الماضي.
البيان الختامي
بعد إعلانه نتائج الانتخابات، تلا رئيس الاتحاد جمال القادري البيان الختامي للمؤتمر الذي أقرّ قرارات تتعلق بالخدمات الاجتماعية، كما أقرّ ضرورة «متابعة توسيع علاقات التعاون والنضال المشترك القائمة بين عمال سورية وحركتهم النقابية والمنظمات النقابية الوطنية والإقليمية والدولية والدفاع عن العمال السوريين المهاجرين».
وفي المجال السياسي، أكد المؤتمر على «عمق ارتباط الطبقة العاملة وحركتها النقابية وتلاحمها خلف قيادة الرئيس بشار الأسد».
وأكد المؤتمر «تضامن ودعم عمال سورية اللامحدود لعمال فلسطين وشعبها في مواجهة الصفقة الصهيو – أميركية المسمّاة بصفقة القرن ومواجهة كلّ القرارات التي اتخذت من قبل الإدارة الأميركية تمهيداً لهذه الصفقة، ومطالبة نقابيّي العالم ومنظماتهم التحرُّرية بالضغط للعودة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالجولان وفلسطين والأراضي اللبنانية المحتلة».
ووجّه المؤتمر في ختام أعماله برقية شكر وتقدير للرئيس بشار الأسد على تكرُّمه برعاية أعمال المؤتمر «وما تحقق لعمالنا من إنجازات ومكتسبات، مؤكداً التفاف عمال سورية وحركتهم النقابية وتلاحمهم مع قيادته الحكيمة وهو يقود شعبنا نحو التقدّم والتحرير والتنمية».
وقبل ذلك عقدت جلسة صباحية افتتحها عضو القيادة المركزية شعبان عزّوز الذي أكد أنّ وحدة المنظمات النقابية «هي من أهمّ الأولويات في المرحلة القادمة»، مشيراً إلى «التشظّي الذي أصاب الحركة النقابية العربية».
الافتتاح
وقد شهدت صالة الفيحاء افتتاحاً ضخماً للمؤتمر، تحت شعار «وطن بنيناه بعرقنا نحميه بدمائنا»، وبرعاية الرئيس بشار الأسد، ممثلاً بالأمين العام المساعد لحزب البعث هلال الهلال، بحضور رئيس مجلس الوزراء عماد خميس وأعضاء القيادة المركزية لحزب البعث وعدد من الوزراء والأمناء العامين لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء مجلس الشعب وحشد نقابي وعمالي كبير ووفود عربية وأجنبية.
رئيس الاتحاد
بداية، تحدث رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري الذي أشار إلى أنّ عمال سورية «بنوا الوطن بعرقهم وكدّهم عبر عقود طويلة من التنمية والبناء، وكانوا أوفياء له».
ولفت إلى أنّ العمال السوريين أدركوا منذ البداية، وبمنتهى الشعور بالمسؤولية الوطنية، أنّ هذه الحرب الغادرة اللئيمة التي تواجهها سورية والسوريون منذ أكثر من تسع سنوات «تستهدف الشعب السوري أولاً وأخيراً وتستهدف المواقف الوطنية والقومية لسورية وتستهدف موقع سورية المقاوم والممانع لكافة المشاريع الصهيوغربية التي ترسم للمنطقة بعيداً عن مصالح أبنائها».
وقال: «واجهنا خلال هذه الحرب عُتاة الإرهاب التكفيري المتطرف والمدعوم من دول وقوى إقليمية ودولية مارقة انتهكت في تدخلها السافر في الحرب على سورية كلّ القيم والأخلاق والأعراف الدولية».
أضاف: «كان عمال سورية على قدر الثقة بهم، وقرارهم منذ اللحظات الأولى كان الوقوف إلى جانب الوطن ضدّ أعدائه إلى جانب الاستقرار والبناء ضدّ الفوضى والتخريب. فإلى جانب حبّنا للوطن واستعدادنا للتضحية في سبيله كنا كطبقة عاملة أكثر المتأثرين بحالة الفوضى وعدم الاستقرار التي سعى أعداؤنا واهمين إلى تحقيقها وهذا ما أثبتته نتائج الحرب العدوانية، وهبّ عمالنا كما كلّ الشرفاء من أبناء الوطن يملؤون الساحات والميادين، رفضاً للإرهاب وداعميه، وتمسُّكاً بالقيم الوطنية التي تربوا عليها.. تمسكاً بالثوابت الوطنية والقومية التي نؤمن بها وبحالة النهوض الوطني التي عاشتها سورية في المجالات كافة، في عُشرية ما قبل الحرب، والتي جسّدها ولا يزال قائد نعتزُّ ونتشرّف بالاصطفاف والعمل خلف قيادته الحكيمة.. قائد أصبح بصموده وشموخه وشجاعته وثاقب بصيرته رمزاً للصمود ورمزاً لكرامة السوريين.. قائد يجسّد بشخصه ومزاياه وحدة السوريين ووحدة وطنهم وترابهم الوطني… إنه القائد التاريخي الرئيس بشار الأسد».
وأشار القادري إلى أنه «ما زالت هناك قضايا ستشكل لنا في الطبقة العاملة محور الاهتمام والمتابعة خلال الدورة النقابية السابعة والعشرون يأتي في مقدّمتها:
ـ الوضع المعيشي والخدمي الضاغط الذي أنتجته الحرب على سورية وإجرام المجاميع الإرهابية المسلحة والذي أصبح بحاجة ماسّة إلى إيجاد حلول سريعة له بكلّ الإمكانيات المتاحة.
ـ ضرورة البدء بإصلاح القطاع العام وإعادة بناء ما تضرّر منه، وتطويره وتحديثه والتوسع الرأسي والأفقي فيه، باعتبار أنه يشكل ضمانة وضرورة اقتصادية واجتماعية وسياسية، وهذا ما أثبتته سنوات الحرب على سورية.
ـ تشجيع القطاع الخاص الوطني المنتج ومعالجة قضاياه وإزالة كافة المعيقات أمام عمله ودوره الوطني المطلوب.
ـ وضع تشريع جديد للتشاركية يضمن عودة الرساميل السورية المهاجرة والمعرضة للخطر وتوظيفها في خدمة الاقتصاد الوطني وإعادة الإعمار، على قاعدة التشاركية على مشاريع البنى التحتية وبناء مشروعات اقتصادية جديدة.
ـ الاستمرار في حملة مكافحة الفساد والضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين وتجار الأزمات الذين استغلوا انشغال الدولة بكافة مفاصلها في مواجهة عبء الحرب وأثروا بشكل غير مشروع على حساب الفقراء.
ـ تسريع وتائر العمل في تنفيذ المشروع الوطني للإصلاح الإداري وفقاً للأولويات والضرورات التي تفرضها الظروف القائمة.
ـ إصدار التعديلات المتفق عليها في القانون رقم /50/ للعام 2004 إلى أن تصبح الظروف العامة مهيأة لإصدار قانون الوظيفة العامة في إطار المشروع الوطني للإصلاح الإداري.
ـ إصدار التعديلات على القانون رقم /17/ المتعلق بعمل القطاع الخاص، وشمل كافة العاملين بالقطاع الخاص بالزيادات التي تصدر على الرواتب لمواجهة أعباء المعيشة».
أمين عام «الدولي لنقابات العمال العرب»
ثم تحدث الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن الذي توجّه إلى العمال قائلاً: «لقد واجهتم الصعاب وانتصرتم على أعتى وأعنف حرب عدوانية شنّت على بلدكم العزيز سورية، فكتبتكم بالدم والعرق صفحات مضيئة من تاريخ سورية الجليل يفاخر بها أبناؤكم في الدفاع عن كرامة وطنكم وعزته وسيادته ووحدته، فحميتم البنية الاقتصادية وحافظتم على تراث أجدادكم الذي بني بسواعد أهلكم على مدى سنين، ولم يبعدكم عن النضال بعض من باعوا أنفسهم لشهوات أموال النفط ولم يثبطوا عزيمتكم من راهنوا على ربيع زائف وشرق أوسط جديد.. لم تُخِفكم تغريدات الرئيس الأميركي ترامب ولم يرعبكم اعتداء صهيوني غادر، فالشعب السوري لا يخشى الإرهابيين».
وأعرب غصن عن اعتزازه بالجيش السوري «حامي الديار الذي أذهل العالم بقوته وبسالته في مواجهة حرب إرهابية جنّد لها كلّ رعاع الأرض وشذاذ الآفاق من تكفيريين ومجرمين يعيثون في الأرض فساداً وظلاماً وتخلفاً ورجعية».
وتوجه «بالتحية الأكبر لطليع المقاومة وقائد الأمة وربان الوطن الرئيس بشار الأسد الذي قاد المواجهات ودحر العدوان وحقق الانتصار بحكمة وثبات وإيمان»، كما حيّا كل عمال سورية وقيادتهم وعلى رأسهم رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال سورية جمال القادري «على دعمه المستمر لمسيرة نقابات العمال العرب وسعيه الدؤوب لوحدة الحركة النقابية العربية».
أمين عام منظمة الوحدة الأفريقية
وأكد الأمين العام لمنظمة الوحدة النقابية الأفريقية أرزقي مزهود «أنّ الطبقة العاملة في سورية أثبتت للعالم من خلال وعيها وثباتها وصمودها أنها لم ولن تنحني أمام قوى الظلم والدمار والتخريب بل رفعت التحدي لكي تسترجع سورية عافيتها الاقتصادية ومكانتها بين الدول».
وقال مزهود للعمال: «إنّ نضالكم هو نضالنا وقضيتكم هي قضيتنا وإذا انتصرتم انتصرنا لأنّ الحق قيمة إنسانية تهمّ كلّ من يريد على هذه الأرض حياة الأمن والسلام والطمأنينة والكرامة والرفاهية فالظلم والإرهاب والتطرف لا لون لهم ولا دين ولا جغرافيا».
واعتبر «أنّ ما حققه الشعب السوري وقيادته الحكيمة من نصر كان بفضل التضحيات الجسام التي قدّمها خيرة أبنائه ومن بينهم العمال والنقابيين الذين وقفوا منذ الساعات الأولى للحرب في الصفوف الأولى للمقاومة وقدّموا المئات من الشهداء»، معتبراً أنّ السوريين استطاعوا «بفضل إرادتهم ومقاومتهم الباسلة أن يغيّروا مجرى التاريخ».
ولفت إلى أنّ هذا المؤتمر «يعدّ موعداً آخر لعقد العزم في أن تحيا سورية من جديد وتحرّر آخر شبر من أرضها من دنس الإرهاب ومواصلة النضال من أجل إعادة إعمارها وبعث التنمية الاقتصادية والاجتماعية وضمان كلّ القيم التي استشهد من أجلها الآلاف وهي السيادة والكرامة والعدالة الاجتماعية والسلم والأمن».
رئيس الاتحاد العالمي
وأكد رئيس اتحاد النقابات العالمي مزواندل مايكل ماكوايبا أنّ اتحاد النقابات العالمي الذي يضمّ 96 مليون عامل في 130 دولة عبر العالم «يقف إلى جانب سورية شعباً وعمالاً وقيادة في مواجهة الحرب الإرهابية التي تشنّ عليها والحصار الاقتصادي الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب، كما يدعمون وحدة وسيادة واستقلال سورية ويرفضون محاولات التدخُّل في شؤونها الداخلية».
وأضاف ماكوايبا: «إنّ دعمنا لسورية كان وسيبقى من دون حدود، ونقدّر التضحيات والنضالات التي خاضها عمال سورية، ونشكر الشعب السوري على المقاومة العظيمة للمخططات والمؤامرات الإمبريالية، حيث قدّموا مثالاً يُحتذى ودرساً يدرس في كلّ دول العالم بالكفاح والنضال من أجل الوطن».
وحيا ماكوايبا أبناء الشعب السوري «الذين واجهوا الولايات المتحدة الدولة الإمبريالية الأولى في العالم، والتفوا حول قيادتهم واستمروا موحّدين في مواجهة الإرهاب والعدوان، وقالوا «لا» لأميركا التي تشنّ العدوان على شعوب المنطقة».
وأكد «أنّ اتحاد النقابات العالمي سينقل عبر منظماته النقابية المنتشرة في كلّ أنحاء العالم الصورة الحقيقية لما يجري في سورية بعيداً عن التضليل الإعلامي الذي تمارسه وسائل الإعلام الغربية»، مؤكداً أنّ ما شاهده يظهر «أنّ سورية آمنة مستقرة».
وختم ماكوايبا مؤكداً «الاستمرار في دعم سورية ونضالها المشروع في مواجه الإرهاب والعدوان والحصار الجائر».
ممثل الرئيس السوري
وفي كلمته خلال المؤتمر، خاطب الهلال أعضاء المؤتمر: «أنتم اليوم تمثلون الآلاف من عمالنا بناة الوطن وحاملي نهضته وتقدمه وهذا يكفي لإعطاء مؤتمركم أهمية كبيرة في الأحوال العادية فكيف إن كان الأمر يتعلق بمرحلة يواجه فيها هذا الشعب الأبي جميع التحديات دفعة واحدة، خاصة أنّ شعبنا استطاع تخطي مراحل عديدة نحو الانتصار الناجز، ونشهد اليوم كيف يفتح أبطال قواتنا المسلحة الطريق نحو هذا الانتصار».
وأوضح الهلال «أنّ نظام أردوغان أصبح مطية سهلة للصهيوينة، هذا النظام يصعّد عدوانه على سورية، وهو اللصّ الذي سرق الموارد والمعامل ودعم الإرهاب بالمال والسلاح وفتح الحدود والمطارات، وهو الرئيس التركي الأكثر دعماً للكيان الصهيوني، وينفذ اليوم المخطط الأميركي الصهيوني في العدوان على سورية لإضعافها وتمرير مخططاتهم، لكنّ شعبنا الذي أفشل مخططات تركيا في الخمسينيات سينجح في إفشال هذا العدوان أيضاَ».
وأشار الهلال إلى «أنّ طبقتنا العاملة قطعت مراحل عدة وتمرّست في العمل الوطني والمطلبي، وعلينا أن نعمل سوية بتضافر كافة الجهود لزيادة الإنتاج وتحسين نوعيته وتطوير قدرته على المنافسة في الجودة والسعر وأن نستثمر بنجاح كلّ مصنع وحقل وكلّ إدارة وإرادة لدحر سياسات الحصار والعقوبات والتجويع، لأنّ هذه هي تقاليد عمالنا».
ووجّه الهلال التحية إلى «الحلفاء والأصدقاء والقوى الرديفة وهي تقف إلى جانب سورية موقفاً تاريخياً لن ننساه ونحن نواجه سوية وحشية الإرهاب والإمبريالية والعثمانية الجديدة واعتداءات التحالف الصهيو أطلسي على حقوقنا وأرضنا ومقدساتنا وثوابتنا ومبادئنا»، وإلى الرئيس بشار الأسد.
واختتم حفل الافتتاح بأوبريت فني شارك فيه كلّ من الممثلين السوريين رباب كنعان ويوسف مقبل، يتحدث عن تاريخ الحركة العمالية وعن الحرب الكونية التي تتعرّض لها سورية منذ تسع سنوات والانتصارات التي تحققها.
خميس خلال مناقشة التقرير الاقتصادي:
حريصون على أن تكونوا شركاء في تحقيق التنمية
بحضور رئيس مجلس الوزراء عماد خميس، ناقش المشاركون في المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام لنقابات العمال التقرير الاقتصادي المقدّم إلى أعمال المؤتمر.
وأكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري أنّ التقرير الاقتصادي المقدّم من قبل المكتب التنفيذي إلى المؤتمر العام الـ 27 للاتحاد العام «غني جداً وتوصياته مستخلصة من المؤتمرات واللقاءات مع العمال ومن خلال متابعة المشهد الاقتصادي وعلى وقع الحرب العدوانية التي تواجهها سورية منذ 2011 وحتى الآن، خاصة ما قام به المحتل التركي والأميركي العصابات الإرهابية المسلحة، من سرقة للموارد والتدمير المُمنهج للقطاع الاقتصادي على مدى سنوات الحرب».
وأضاف القادري: «لكي نتّسم بالواقعية في مداخلاتنا ومقارباتنا في الجانب الاقتصادي يجب أن لا نُسقط من حساباتنا هذه الظروف القاسية التي مرّ بها الشعب السوري نتيجة الحرب والحصار الاقتصادي الخانق».
وطالب المشاركون بضرورة «رفع الحدّ الأدنى من الراتب المعفى من الضريبة ورفع سقف القروض الممنوحة لأصحاب الدخل المحدود وتخفيض الفائدة المستحقة عليها، وزيادة عدد الصرافات الآلية وإجراء الصيانة اللازمة للمعطل منها، ومعالجة موضوع التهرُّب الضريبي، وتشغيل السيولة المالية الفائضة والكبيرة في المصارف، إضافة إلى فتح سقف الرواتب».
وأكد رئيس الحكومة عماد خميس، من جهته، «أنّ الطبقة العاملة في سورية تميزت بأدائها وعطائها وتمسكها بالعمل لمواجهة الإرهاب من خلال الإنتاج، وأنّ جميع الطروحات التي تمّ طرحها خلال المؤتمر سيتمّ الأخذ بها ومناقشتها من قبل اللجان المختصّة».
وقال: «نحن حريصون على أن تكونوا شركاء حقيقيين في تحقيق عملية التنمية على كافة الأصعدة وتطوير المؤسّسات الاقتصادية والخدمية ومواجهة التحديات التي فرضتها الحرب الإرهابية على سوري»، مشيراً إلى أننا اليوم «بأمسّ الحاجة إلى التعاون مع اللجان النقابية لاتخاذ القرارات المشتركة في السياسة النقدية والاقتصادية الراهنة وللمرحلة القادمة وسيتمّ التركيز اليوم على تفعيل مبدأ التشاركية بين الفريق الحكومي واتحاد نقابات العمال للقيام بكلّ ما من شأنه التخفيف من تداعيات الحرب الاقتصادية التي تتصدى لها سورية خصوصاً على الواقع المعيشي للمواطنين».
وأكد خميس أنه «سيتمّ تخصيص جلسة في مجلس الوزراء لمناقشة التقرير الاقتصادي للمؤتمر بشكل موسّع واتخاذ ما يلزم بشأنه ليكون موضع التنفيذ».
وأشار خميس إلى «حرص الدولة السورية منذ الأيام الأولى للحرب على الحفاظ على المؤسّسات العامة وترسيخ مبدأ الاعتماد على الذات في كافة المفاصل الإنتاجية وتأمين مستلزمات صمود قواتنا المسلحة والمتطلبات الأساسية للمواطنين، إضافة إلى توفير متطلبات عودة المهجرين إلى المناطق المحرّرة من الإرهاب والبدء الفوري بإزالة الأنقاض وإعادة المؤسسات الخدمية والإنتاجية خلال عامي 2017 و2018 وفق برامج تدريجية، مضيفاً أنه مع نهاية عام 2018 وفي ظلّ الانتصارات التي حققتها قواتنا المسلحة عملنا على إنجاز الكثير من الخطوات لإعادة عجلة الإنتاج وتوفير متطلبات عودة المهجرين إلى مناطقهم وهو ما دفع الدول الداعمة للإرهاب إلى سيناريو جديد في الحرب ترتكز على استهداف الواقع المعيشي للمواطنين للضغط على الدولة السورية فتم الاستهداف الممنهج لموارد الطاقة وتشديد العقوبات الاقتصادية ومنع وصول توريدات النفط والقمح، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الخطط الحكومية الرامية إلى تطوير الواقع الإنتاجي وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد المحلي، خصوصاً مع إطلاق عشرات المشاريع الإنتاجية في كافة المحافظات، وأظهرت الحرب الاقتصادية التي تتعرّض لها الليرة السورية بشكل واضح حجم التحديات الاقتصادية التي نتصدّى لها والجهد الكبير الذي يجب علينا بذله لتحقيق استقرار في سعر الصرف في ظلّ استمرار المتغيّرات التي تفرضها الحرب».
كما تابعت اللجان المنبثقة عن المؤتمر مناقشة التقارير ومشاريع القرارات التي أقرت في اجتماعات اللجان، وجرى التصويت عليها من قبل أعضاء المؤتمر.
وكان القادري التقى في مكتبه في مقرّ الاتحاد أعضاء الوفود المشاركة حيث جرى التطرُّق إلى مختلف التطورات.