أخيرة

صرخة… في زمن التعثّر

د. سلوى الخليل الأمين*

يغشني صوت البحر المهرول.. قبالتي

كليل.. يخاف نور الصباح،

تنهش ذاكرتي خيالات مرسومة..

بريشة خبير.. أتقن مفاعيل العزف على الأوتار.

أسمع.. من هناك..

ضحكات مغشوشة.. ترسم غلالات الفرح..

تطرحها برسم البيع.. عبر خطوط الحياة..

حين تتعرّى النفوس.. أمام  الحائط المسدود،

وحين نخط على جغرافية الوطن

أحلام الدهور.. وخيبات الزمن المقهور

وحين تغيب الشمس.. وتغرق قي متاهات الدروب.

أعود.. أراقب رحلة الشتاء والصيف

وشعب.. انشق غضبه من براثن القهر

ووطن يفتش في رحاب النهار..

عن الأمن المهجور،

عن الحب المربك بالجنون،

عن أحلام الأطفال.. وعرائس المروج،

حين البحار ملجأ الهاربين من غدر الزمان

وحين الناس غارقة في الديون

وحين المصارف لعنة الدهور

وأنت وأنا.. ورايات الوطن..

حكايات بلا تواقيع.. بلا نعوش..

تحضن حفافي الزمان.. ترميه جثثاً بلا أرواح،

تبلع من طهر التراب..

جرعات أمل.. لليوم الموعود.

آه.. يا زمن الغفلة..

وحكم الصغار.. وغياب الشطار

والوطن المدمّر.. بعبارات مسنونة

تلف الشعارات.. بالوعود،

حين الدهر.. يومان،

يوم لهم ويوم علينا..

على الشعب الذي ما زال..

يرسم العلامات الفارقة.. أحلاماً نورانية

لليوم الموعود.

قتلوك يا وطني..

رسموا الصفقات تلال دهور،

ونهبوا المال.. دون أن يرفّ لهم جفن

ورسموا حق الشعب.. مشهديات سوداء

وغوغائية ترجم حقوق الناس.. بالنار.. والجمار

وظلامة الأنفس الأمّارة بالسوء.

لقد بات النصر رماداً

والمواطنة شعاراً وطنياً فارغاً

وحب الوطن كفر وإلحاد

والغلبة لمن باعه في سوق النخاسة..

بفلسين من الفضة.. وكومة أوراق نقدية..

لا تسمن ولا تغني من جوع،

والكلّ في صالة الانتظار..

حين الهزائم مطرقة.. تضرب العقول بقوة

تفجر الدماء الحمراء .. هدية ليوم الحب

والحب هدية المفلسين في هذا الزمن

حين الوطن.. جثة بلا معنى.. ولا حراك.

 

*رئيسة ديوان أهل القلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى