إذا حكى الحكواتي…*
يكتبها الياس عشي
بعد عشرين عاماً قد يقف الحكواتي بين الجموع، ويروي لهم حكاية الطفل الحلبي الذي اجتاحت صورته مواقع التواصل الاجتماعي، يوم سكت العالم عن اجتياح الأتراك حلب وتدميرها،
سيقول الحكواتي:
ـ كان ما كان… أنّه قبل أن يدخل المغول إلى أحياء حلب كان ليلنا دافئاً، ننام على صوت صباح فخري، ونستقبل سنابل الشمس بصوت فيروز.
وكان ثمّةَ طفلٌ آمن أبوه بوطنه، فدافع عنه، وصار من الشهداء تاركاً ابنه ذا السنوات العشر، وحيداً في غابة من الذئاب.
وفي ليلة كان البرد قارصاً، وكان الصغير بحاجة إلى حذاء، فدخل محلاً لبيع الأحذية، وقال للبائع:
«يا سيدي البائع
أنا لا أمتلك في جيبي أيّ ذهبْ
وأمي مرميّة بين الخيام،
ووالدي استشهد في حلب
أصابع قدمي ما عدت أحسّ بها
وجسدي الصغير أنهكه التعبْ
فهل ممكن أن تعطيني حذاءً
وأعطيك بدلاً منه كلَّ العربْ»؟
هذا الطفل يا أصدقائي هو أنا!
*نشر هذا المقال في 18/8/2016، وأعيدُ نشره اليوم، وقد تحرّرت حلب، كي لا ينسى السوريون الجريمة التي ارتكبها العرب يوم سكتوا عن تدمير حلب، «والساكت عن الحق شيطان أخرس».