موسكو وأنقرة تؤكّدان التزامهما بالاتفاقات حول إدلب.. الجيش السوريّ يصدّ هجوماً للمسلحين ووحدات الاقتحام بدأت بدخول بيطرون لافروف: ضرورة القضاء على ما تبقى من بؤر الإرهاب في سورية
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة القضاء على ما تبقى من بؤر الإرهاب في سورية والعمل على إعادة الإعمار وعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي أمس، لوزراء خارجية ودفاع روسيا وإيطاليا في ختام مباحثات بصيغة (2 زائد 2) شارك فيها لافروف ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو ووزيرا الدفاع الروسي سيرغي شويغو والإيطالي لورينزو غويريني في روما أمس: «من أهم الأولويات القضاء على ما تبقى من بؤر الإرهاب في سورية وتهيئة الظروف المؤاتية لعودة المهجّرين وهو ما يحتاج لإعادة إعمار البنى التحتية المدمّرة».
بدوره أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الدولة السورية تسيطر الآن على 90 بالمئة من أراضيها وبقيت عدة بؤر للإرهاب في إدلب يجب القضاء عليها.
وشدد شويغو على ضرورة إلغاء الإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على سورية ولا سيما التي تمنع توريد الطاقة، لافتاً الى ان الولايات المتحدة تسيطر على آبار النفط وتنهب ثروات الشعب السوري.
وفي سياق متصل، أكدت روسيا وتركيا في ختام الجولة الثانية من مباحثاتهما حول الوضع في محافظة إدلب السورية، التزامهما بالاتفاقات الموقعة حول إجراءات خفض التصعيد في منطقة إدلب.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته في ختام المباحثات التي استمرت يومي 17 و18 فبراير الحالي، أن الطرفين واصلا أمس، بحث الأوضاع على الأرض في سورية مع التركيز على الوضع في منطقة إدلب لوقف التصعيد، وأكدا «التزامهما بالاتفاقات الموقعة القاضية باتخاذ الإجراءات الرامية لتخفيف الحالة الإنسانية في ظل مواصلة مكافحة الإرهاب».
كما أكد الوفدان الروسي والتركي أنه «لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار على المدى الطويل في إدلب ومناطق أخرى بسورية، إلا على أساس احترام سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها».
وشدّد المشاركون في الاجتماع على «أهمية دفع العملية السياسية في سورية بأيدي السوريين أنفسهم الذين يجب أن يقودوا جهود التسوية وينفذوها، بدعم من الأمم المتحدة ووفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254».
ومثل الجانب الروسي في المباحثات كل من نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، والمبعوث الرئاسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتيف، فيما ترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية سيدان أونال، بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية.
ميدانياً، بالتزامن مع الاحتفالات التي شهدتها ساحة سعد الله الجابري في حلب أمس، ابتهاجاً بانتصارات الجيش السوري ودحره الإرهابيين من القرى والبلدات في محيط المدينة.. بالتزامن كانت وحدات من الجيش السوري تؤمن أمس، خروج عدد من العائلات قادمة من مناطق انتشار الإرهابيين في قرى جبل الزاوية عبر الممر الإنساني غرب بلدة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي إلى المناطق الآمنة التي حررها الجيش من الإرهاب بالتوازي مع تفقد عشرات الأسر من أهالي المعرة منازلها تمهيداً للعودة إليها بعد تأهيل البنى الأساسية التي خرّبها الإرهاب.
وكان الجيش السوريّ صدّ أمس، هجوماً للمسلحين على محور قبتان الجبل في ريف حلب الغربي.
مصادر مطلعة أفادت بتقدّم الجيش باتجاه الفوج 111 وبلدة الأتارب، منفذاً غارات على مقار النصرة في تلك المحاور وباتجاه كفرنبل وأريحا في ريف إدلب.
وخلال تطهيره المناطق المحرّرة في ريف حلب الشمالي، عثر الجيش السوري على غرف عمليات للنصرة وحلفائها تحوي أسلحة وذخائر وصواريخ موجهة تركها المسلّحون بعد انسحابهم من المنطقة، كما عثر الجيش على خنادق وأنفاق ومنصات إطلاق قذائف كانت تستخدمها النصرة لإطلاق نيرانها باتجاه بلدتي نبل والزهراء ومدينة حلب.
وحدة من الجيش السوري كانت قد عثرت الإثنين أيضاً على مقبرة جماعية تضمّ جثامين نحو 70 مدنياً وعسكرياً بينهم امرأة قتلتهم الجماعات الإرهابية في منطقة مزارع العب في غوطة دمشق الشرقية.
وكالة سانا السورية نقلت عن مصدر عسكري أنه تمّ العثور على الجثامين مكبلة الأيدي، وقد قتلتهم المجموعات الإرهابية بعد اختطافهم والتنكيل بهم ووضع معظمهم ضمن حفرة واحدة، وتعود وفاتهم إلى ما بين بداية عام 2012 وحتى عام 2014.
القيادة العامة للجيش السوري والقوات المسلحة، أعلنت أن الجيش تمكّن من تنفيذ المهام الموكلة و»بزمن قياسي استُعيدت السيطرة التامة على عشرات القرى والبلدات في ريف حلب الغربي والشمالي الغربي»، مشدّدة على استمرار الجيش في تقدمه الميداني وإصراره على متابعة مهامه، فيما قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الجيش العربي السوري لن يتوانى عن القيام بواجباته الوطنية»، مؤكّداً في كلمة له الإثنين بمناسبة تحرير مدينة حلب، أن معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة.
وفي السياق، بدأت وحدات الاقتحام في الجيش السوري بعد تمهيد ناري كثيف بالدخول إلى بلدة بيطرون غرب حلب التي تبعد حوالي 3 كم عن بلدة دارة عزة القريبة من الحدود السورية التركية.
تتابع وحدات الجيش السوري تقدمها باتجاه مناطق جديدة في ريف حلب باتجاه الحدود التركية، حيث تخوض اشتباكات مع المجموعات المسلحة في التلال المطلة على دارة عزة والأتارب، وفق ما نقله مراسل «الإخبارية» السورية.
وبحسب مراسل القناة، تدور الاشتباكات حالياً في قرية بيطرون، التي تقع على الطريق الرئيسي الواصل إلى دارة عزة.
وتعتمد وحدات الاقتحام في الجيش السوري في هذه العملية على الاشتباك الفردي المباشر، حيث تعتمد عملية اقتحام التلال على وحدات الاقتحام التي تتقدم وتفتش المغاور وتفتيش التحصينات الإسمنتية التي أقامتها المجموعات المسلحة.
وبحسب مراسل القناة، تبعد بيطرون حوالي 3 أو 4 كم عن دارة عزة في أقصى الريف الغربي لمحافظة حلب، وقبلها توجد منطقة الفوج 111 حيث تدور اشتباكات في محيطها أيضاً.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أكد، الاثنين، بكلمة متلفزة أن الجيش السوري مستمر بعملية تحرير حلب وإدلب وما تبقى من أراضي سورية بالرغم مما أسماه «الفقاعات الصوتية الآتية من الشمال».