باقة
} إبراهيم محمد إبراهيم*
أكبر إنجاز حققته في السنوات الأخيرة هو: كيف أكون وحيداً دون أن أشعر بالوحدة.
***
بداية كل بناء عظيم صورةٌ ذهنيةٌ وخيال خصب.. من لا يملك الخيال يبني صروحاً آيلة للسقوط.
***
لم يبقَ بنا مِنّا
فينا
إلانا
خُذْ ما شِئتَ ..
ودعنا نمضي في أرضِ اللهِ خفافاً
يا مولانا.
***
أيّنا
كبرنا معاً
والبلادُ
وأولادُنا كبروا يا حبيبةُ
أحفادُنا يسخرون بما ابيضّ من شعرنا..
يوقظون بنا من طفولتنا ما غفا،
يركضون كما ركض العمرُ منا
ونحن نراقبهُ ..
أيّنا سوف يدفن صاحبه؟
أيّنا سوف يبكى على موت بسمتهِ أولا؟
ثم يضحكُ من حزنهِ ويموتْ.
أيّنا سوف يبقى قليلاً
ليقرأ فاتحةً للحياةِ،
ويرفعَ هامتهُ للسماء ليشكرَ رباً
تغمّدنا بالمحبّةِ دهراً؟
وأودع فينا الرّضا والغضبْ.
أيّنا سوف يُشعلُ في
صدر هذا الشتاء اللهبْ؟
أيّنا .. أيّنا .. أيّنا؟
هل تبقّى من الوقت متّسعٌ
لاقتطاف النخيلِ وعصرِ العنبْ؟
هل تبقى بعينيكِ يا شامُ دمعٌ
تُعيرينهُ لعيون حلبْ؟
هل لنا أن نرى في المنام الأخير
انجرافَ حديدِ الغزاةِ
إلى غابةٍ من شراكِ الحطبْ؟
أينا يا حبيبة سوف يبشّرُ
بالغيمةِ المشتهاةِ
بهذا اليبابِ،
أو الظلّ منسدلاً فوقنا
بعد هذا التعبْ؟
***
أجنحة
ساعةَ كنتُ أُغنّي،
قالَ البُلبُلُ: حتّى أنتَ؟
فقُلتُ نَعَمْ
قالَ إذَنْ طِرْ خلفيَ،
من لا تحمِلُهُ الأرضُ بِغُصّتِهِ،
فسماءُ اللهِ لِمِثْلِكَ واسِعةٌ.
طِرْتُ،
وما طارَ البُلبُلُ ..
قُلتُ لهُ: حتى أنتَ؟
فقالَ: سَرَقْتَ غِنائي
ثُمّ خَطَفتَ جناحَيّ
فكيفَ أطيرُ؟
*شاعر إماراتي.