حلب… وتواريخ المجد العظيم
} منال محمد يوسف
حلب… وعاد الشوق إليكِ
وقد يُجلُّ بكِ وجه الأقمار
عاد الشّوق إليكِ والروح تدغدغ فخرها إذ ما قرأت أناشيد فخركِ في ديوان الفخر والأشعار، عاد يملأ خافقيّ الوجد المرتجى في عيونٍ تشتاق لغات النور والأنوار.ِ يا بسملة رجال الله في محراب الوقت القدسيّ ويا قميص يوسفي الدّرِ إذ يُلقى على وجه الأيام وعاد إليكِ الشّوق، أيتها الأميرة التي تحادث بجمالها عظمة الأشياء، وتختزلين نبل شموسها التي لا تنطفئ.
حلب… رواية الدماء التي لا تنتهي وتلك الحروف البهيّة العصماء. حلب المتنبّي إذ نادى الصوت يستجدي سرّ شعره وزهر الإشراق، وإذ كُتبَ «هذه حلب حكاية كل ّ جندي مقدام».
حكاية تواريخ المجد العظيم، حكاية القلعة وأحجارها إذ تنطق وتقول: أنا شهباء الحبّ والمحبة، أنا حكاية كلّ شهيد أودعَ نورانيّة عشقه الأزليّ هنا أودع صرخات المجد فوق أسواري ورحل.
أنا صرخة كلّ يتيم يسألُ الأنجم «وهل لمحتم وجه أبي هنا»، أنا حلب صوت الأمجاد إن تسامى بريق وعده وأصبح الفخّار يشتاقُ قصائد شعره تشتاقُ الوقت إذ كان قدسيّ المعالم يشبه «وجه حلب الشهباء» يُشبه نداء الوعد المقدّس وسرّ نطقه يُشبه حكاية زيتونة النصر وطور ألقها الباقي. حلب… ومعاني النصر ونبل تواريخها قد تُختصرُ عند قداسة ترابكِ، حلب، أنت أنين الشهباء، أنتِ غصن الزيتون وإتمام الأنوار، أنتِ جمال آخر يختصر جمال كلّ الأشياء وقصيدة الحياة إذ لاحَ فجر الأقمار.
يا قصيدة اللحن الشجيّ إن أقبل ربيع الألحان.
أنت موئل المجدِ وموعد الرجاء، كم نعشقُ وجهكِ القمريّ وبذكركِ الممجد تزدهي كلّ الأعوام، أنتِ «نجمة المجد» وفي وجهكِ نرى وجه الأمجاد أنتِ المقصدُ والسبيلُ وإليكِ ترحلُ القوافي وكل الأشعار.
حلب… الزمن إذ أورق عند ذكركِ وأصبح قدسيّ الانتصارِ، حلب… العطر الوردي وأبو فراس الحمداني ورجال الله في الميدانِ، إذ عُزف لحنهم كانوا السرّ المَضيء وفلسفات من الأسرار، كانوا صوت الإباء في أزمنة الاجتباء.
حلب… النّور المُضيء يكون حيث أنتِ، حيث تُقيمين، وتكتبين لغات تشبه العطر والأزهار.
حلب… الوعد المشتاق، كم نشتاقُ لكِ ولعظمة العنوانِ؟
كم نشتاق وردكِ إذ كان النصر يعلو هدبكِ والتيجان؟
حلب… الشهباء بنتُ الأكرمين، أنتِ مليكة كُللتِ اليوم بالغار أميرة تشبه قصائد النوار.
حلب… عادت أبيّة لتقول: لن تُذلُ النفوس وفي الوريد تجري الدماء ِحلب الأساطير القديمة والحديثة ودساتير الوجد والانتماء.
حلب… أنتِ المجد لكِ.. وسيبقى لكِ.. أمره بين يديك المقصد والمقتصد، أنتِ السبيل والسلسبيل ومختصر كل العنوان يحقُ أن نلقي السلام عليكِ بعد زمنٍ من الافتراقِ، وعلى ذكرى مَن رحلوا من الأحباب.
أيتها القصيدة الشاهقة فوق الغيم تحادثُ مجد الأوزان وإن صلّى المجد ونوره في محراب قلعتها، وقامَ المجد يُصفق لها في الشآم، قامَ فخراً تعرفه الأيام ويشعُّ نوره على مدى الأزمان…