مصدر إيرانيّ: لا موعد نهائياً للقمّة الثلاثيّة حول إدلب.. والجيش السوريّ يقضي على مجموعات إرهابيّة على محور النيرب.. ومقتل جنديّين تركيّين موسكو تدعو أنقرة لتجنّب التصريحات الاستفزازيّة وتطالبها بوقف دعم الإرهابيّين وتزويدهم بالأسلحة
دعت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أنقرة إلى تجنّب أي تصريحات شديدة اللهجة حول إدلب وتفعيل الاتصال عبر الخبراء.
وفي موجز صحافي، علقت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، على توجيه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مطالب إلى دمشق بسحب قواتها إلى مواقع سابقة لبدء هجومها في إدلب، قائلة: «في ما يخص هذه التصريحات.. فثمة دول عدة تحسب أن بإمكانها الإدلاء بها، مع أنه، من وجهة نظرنا، ينبغي في مثل هذه الظروف، تفعيل قنوات الخبراء قبل كل شيء، فلهذه القنوات إمكانات هائلة».
وأكدت المتحدثة أن الاتصالات اليومية بين روسيا وتركيا حول مسارات عدة، «متواصلة بدون انقطاع»، على مستوى دبلوماسيين وخبراء عسكريين.
وفي السياق، دعت وزارة الدفاع الروسية النظام التركي إلى وقف دعم الإرهابيين في محافظة إدلب وتزويدهم بالأسلحة.
وذكر مركز التنسيق الروسي في بيان له أن الهجمات التي شنتها التنظيمات الإرهابية على محور بلدة النيرب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي كانت مدعومة بنيران مدفعية قوات النظام التركي.
وأشار المركز إلى أن وسائل السيطرة الروسية رصدت نيران مدفعية من مواقع قوات النظام التركي باتجاه وحدات الجيش السوري لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تدعم فيها قوات النظام التركيّ الإرهابيين في سورية.
وكما أشار البيان إلى مشاركة مقاتلات روسية في صدّ الهجوم الإرهابي المدعوم تركياً وتدمير عدد من الآليات والمدرعات.
من جهته، أعلن مصدر في الخارجية الإيرانية، عن عدم وجود تاريخ نهائي لقمة روسيا وإيران وتركيا، القمة الثلاثية حول سورية، مشيراً إلى سعي إيران مع روسيا وتركيا لعقدها في القريب العاجل.
وقال المصدر، إن كانت تركيا قد وافقت على المشاركة: «نحن نعمل على الموضوع لعقد هذه القمة لكن حتى الآن لم يحدد تاريخ نهائي لعقد القمة».
وتابع المصدر «إيران تجري حالياً مشاورات وتسعى مع الأصدقاء الأتراك والروس لعقد هذه القمة في القريب العاجل».
وأوضح المصدر، رداً على سؤال حول احتمالية تأجيل القمة إلى تاريخ آخر إذا لم يوافق الأتراك على المشاركة، قائلاً: «هذا الأمر يعتمد على موافقة الأطراف الثلاثة تركيا وروسيا وإيران لكي تعقد القمة، وإذا لم يوافق أحد الاطراف على عقد القمة نحن لا نستطيع عقد القمة بمفردنا، لأنها قمة لثلاث دول ولا يمكن لروسيا وإيران فقط عقدها بمفردهما».
ولفت إلى أنه «إذا لم يوافق الأتراك في الوقت الراهن فنحن سوف ننتظر حتى يتمّ الاتفاق على تاريخ جديد بيننا وبين الأصدقاء الروس والأتراك لعقد القمة… لكن يجب أن تشارك الدول الثلاث.. إنها قمة ثلاثية».
من جانبه، أعلن السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن التجهيزات لقمة روسيا وتركيا وإيران حول سورية جارية، مؤكداً على أنه لم يتمّ الاتفاق على الموعد بعد.
ميدانياً، تصدّت وحدات الجيش السوري لهجمات شنتها التنظيمات الإرهابيّة المدعومة من قبل النظام التركي على محاور عدة من ريف إدلب الشرقي ولا سيما محور بلدة النيرب غرب مدينة سراقب بينما تواصل الوحدات استهداف محاور الهجمات والمناطق التي تنطلق منها وتمكّنت من إفشال هجمات عدة بعد القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير آليات لهم.
وقالت وكالة سانا، إن «وحدات من الجيش السوري قضت على المجموعات الإرهابية المهاجمة على محور النيرب بريف إدلب».
وكانت مجموعات مما يُسمّى «انغماسيّو» تنظيمي «جبهة النصرة» و»أنصار القوقاز» قد شنت، أمس، هجوماً عنيفاً مدعوماً بالمدرعات والمدفعية التركية على نقاط الجيش السوري في منطقة «النيرب» إلى الشرق من مدينة إدلب.
وشهدت محاور ريف إدلب الشرقية اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وبين المجموعات الإرهابية المسلحة وفي مقدّمتها تنظيما «جبهة النصرة» و»أجناد القوقاز» الإرهابيين، فيما تساند مدفعية الجيش التركي هجوم مسلحي التنظيمين وحلفائهما، على مواقع الجيش السوري على محور بلدة النيرب غرب مدينة سراقب.
وأكدت سانا أن القوات التركية نفذت قصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً، صباح أمس، على مواقع الجيش السوري في محيط بلدة النيرب من مرابضها في منطقتي «سرمين» و»تفتناز».
يذكر أن الجيش السوري كان قد بدأ بالردّ على مصادر القصف التركي بتوجيه ضربات مدفعية باتجاه مصادر الإطلاق، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي السوري والروسي سلسلة غارات استهدفت خطوط إمداد المسلحين.
وبالتزامن، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها ضربت أهدافاً محددة قرب إدلب، بعد غارات جوية شنها سلاح الجو السوري وأسفرت عن مقتل جنديين تركيين في محافظة إدلب السورية.
وقالت الدفاع التركية إن ضربات جوية شنها سلاح الجو السوري قرب إدلب في سورية أسفرت عن مقتل جنديين تركيين وإصابة خمسة.
وكانت وسائل إعلام قالت، إن المدفعية التركية قصفت مواقع للجيش السوري، بهدف تغطية تقدم قوات خاصة تركية ودبابات باتجاه المناطق التي سيطرت عليها القوات الحكومية السورية في إدلب.
بدوره، أفاد مصدر عسكري سوري، بأن الجيش السوري دمر عدداً من آليات الجيش التركي أثناء محاولتها التقدّم باتجاه قرية النيرب، بشمال غربي سورية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن مقاتلات «سو 24» الروسية دمرت دبابة و6 مدرعات و5 عربات رباعية الدفع شمالي سورية.
وذكر بيان للمركز الروسي للمصالحة، «من أجل عدم السماح بدخول المجموعات المسلحة إلى داخل الأراضي السورية، تمّ، بطلب من القيادة السورية، توجيه ضربة بطائرات «سو-24» التابعة للقوات الجوية الروسية، على التشكيلات المسلحة التي اخترقت الدفاعات، مما سمح للقوات السورية بصد جميع الهجمات بنجاح».
وأضاف البيان: «قامت العصابات الإرهابية، بعدد من الهجمات على وحدات الجيش السوري، مستخدمة في ذلك أعداداً كبيرة من المركبات المدرعة، في اتجاه قميناس بالقرب من النيرب، أصيب من خلالها 4 جنود سوريين، وقامت المدفعية التركية بتقديم الدعم لهجمات المسلحين».
ودمرت وحدة مضادات الدروع في الجيش السوري 10 مدرعات تركية بينها 4 دبابات، خلال الهجوم الذي يشنّه تنظيما «جبهة النصرة» و»أنصار القوقاز» الإرهابيين، على مواقع للجيش السوري في منطقة «النيرب» إلى الشرق من مدينة إدلب.