– لم يعد خافياً إطار المواجهة المقبلة التي يخوضها حلفاء واشنطن والرياض الذين فرّقتهم التسوية الرئاسية وتجمّعوا مجدداً ولو بالتدريج والتدخل الخارجي بعد الإعلان عن نهايتها، فبدأت الحرارة تعود على خطوط بيت الوسط ومعراب وكلمينصو.
– الإطار حدّدته كلمة جيفري فيلتمان أمام لجان الكونغرس وعنوانها التسليم بخوض المعركة مع حزب الله بالوكالة من خلال التصويب على عهد الرئيس ميشال عون والعمل على عرقلة الحكومة من تحت الطاولة والإعلان عن منحها فرصة 100 يوم علناً.
– خلال الأيام المئة يسعى تحالف واشنطن والرياض وامتداده الداخلي لإقفال الأبواب الدوليّة والعربيّة أمام الحكومة، والسعي لمنع حصولها على الأموال من الخارج، ولما فاجأتهم الحكومة والعهد معاً ومعهما الغالبيّة النيابيّة بالسير بهيكلة الدين بدلاً من سداد سندات اليوروبوند، ما يجعل الدولة قادرة على تأمين الحاجيات الأساسية للداخل دون تمويل خارجي جديد، فتحت معركة اليوروبوند تحت عنوان السداد وإلا العقوبات ورافقتها حرب نفسية وإعلامية شاركت المصارف في منحها المصداقية بوقف تداول الدولار أملاً بارتفاع سعره للضغط على الحكومة في التفاوض حول مستقبل السندات.
– موقف مصرف لبنان والمصارف لصالح السداد يعني انضمام الفريق المصرفي إلى حلف تركيع الحكومة، بينما فوز الحكومة بمعركة هيكلة الدين سيعني فشل الرهان على سقوطها بضربة قاضية عنوانها الفشل في تأمين الأساسيّات بعد مئة يوم.
– النجاح بتفاهم على الهيكلة بشروط مناسبة والسير بتفعيل الملاحقات القضائية التي بشّر بها رئيس الجمهورية يعنيان تحويل المئة يوم الأولى من عمر الحكومة من تحدٍّ إلى فرصة يتبعها السؤال الكبير عن الكهرباء والسؤال الأكبر عن مكافحة الفساد.