كورونا: ارتفاع معدّلات الشفاء في الصين مع انتقاله لدول أخرى.. والصحة العالميّة تحذّر.. وشركة أميركية تطوّر لقاحاً مضاداً
تجاوز عدد حالات شفاء المصابين بفيروس «كورونا» الجديد، عدد الإصابات المؤكدة الجديدة في مدينة ووهان الصينية، بؤرة انتشار الفيروس، وذلك لأول مرة.
وقال المتحدث باسم اللجنة الوطنية الصينية للصحة، مي فنغ، أمس، إن «عدد المرضى الصينيين الذين عولجوا حديثاً وغادروا المستشفيات في يوم واحد، تجاوز أول أمس وللمرة الأولى، ألفي شخص».
وأضاف أن «معدلات الشفاء في ووهان وأجزاء أخرى من مقاطعة هوبي، وفي مناطق أخرى على مستوى المقاطعة في البلاد واصلت الارتفاع خلال الأسبوع الماضي».
وأكد المتحدث أن «السلطات ستعمل على تحسين خطة التشخيص والعلاج ذات الصلة، وتجمع بين الطب الصيني التقليدي والطب الغربي في العلاج، وتعزز علاج وإدارة الحالات الخفيفة، وتواصل تحسين معدل الشفاء من الفيروس».
فيما أفادت السلطات الإيطالية، مساء أمس، بـ»تسجيل 8 إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجدّ في البلاد».
وقالت السلطات إن «العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس بلغ 16 حالة».
وصرّح وزير الصحة روبرتو سبيرانتسا، بأنه «تمّ تعليق جميع الأنشطة العامة بما في ذلك المدارس والمكاتب ونشاطات الأحداث الرياضية، في المناطق المتأثرة بكورونا».
ومن المقرّر أن يتمّ فرض حجر صحيّ على ما لا يقلّ عن 250 شخصاً، ومطالبة الآلاف بالبقاء داخل المنازل، حيث تسابق السلطات في شمالي إيطاليا الزمن من أجل احتواء تفشي فيروس كورونا المستجدّ.
وقال جويليو غاليرا، مفوّض الصحة لإقليم لومباردي، في مؤتمر صحافي، «لدينا حوالي 250 شخصاً يُجرى عزلهم حالياً وإجراء فحوص بشأن الفيروس».
وذكر أن «سكان بلدات كودوجنو، وكاستيليوني دي أدا، وكاسالبوستيرلينجو، وعددهم في المجمل أكثر من 35 ألف شخص – سيتم حثهم على عدم مغادرة منازلهم كإجراء احترازي».
وكانت قد حذرت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق أمس، من أنّ «فرصة احتواء تفشي فيروس كورونا الجديد في العالم تتقلص، وإنه يتعيّن على الدول التحرك سريعاً للسيطرة على الانتشار».
ورداً على سؤال عما إذا كان الانتشار يقف عند «نقطة تحوّل» بعد اكتشاف حالات إصابة ووفيات جديدة بالفيروس في إيران ولبنان، قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس إنه «لا يزال يعتقد أن بالإمكان السيطرة على الفيروس».
غير أنه أضاف «الفرصة تتقلص، لذا علينا أن نتحرك سريعاً قبل أن تفوت بشكل كامل».
وتابع قائلاً «هذا التفشّي يمكن أن يسير في أي من الاتجاهين… إذا تصرفنا بشكل صحيح، يمكننا تجنب أي أزمة خطيرة. لكن إذا ضيعنا الفرصة فسوف نواجه مشكلة خطيرة».
وأعلنت وزارة الصحة العالمية، أمس، أن «وفداً لها سيتوجه إلى مدينة ووهان الصينية اليوم».
كما أعلنت الوزارة عن «تعيين 6 موفدين خاصين لتقديم النصح للدول بشأن فيروس كورونا».
وأشارت إلى أنه «تسعى لتنسيق الاستجابة العالمية لكورونا لاحتواء الفيروس».
وعلى صعيد اللقاح المضاد، أفادت وسائل إعلام أميركية بأن «شركة (غريفيكس) الأميركية للهندسة الوراثية أنجزت تطوير لقاح ضدّ فيروس كورونا».
وأكد جون برايس، المدير التنفيذي للشركة التي تتخذ من مدينة هيوستن في ولاية تكساس مقراً لها، «إتمام العمل على تطوير اللقاح هذا الأسبوع»، وستبدأ الوكالات الحكومية المختصة في الولايات المتحدة والصين وغيرهما من الدول، اختبار اللقاح على الحيوانات.
وأشار برايس إلى أنه «في حال حصلت (غريفيكس) على موافقة الحكومة على استخدام اللقاح، فسيتم تقديمه مجاناً للدول الأكثر عرضة لتفشي الفيروس».
وقامت «غريفيكس» بتطوير اللقاح تنفيذاً لعقد بقيمة 18.9 مليون دولار وقعته في أيلول 2019 مع المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية.
بدوره، أعلن شو نانبينغ، نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني، خلال مؤتمر صحافي أنّ «التجارب السريرية على لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد في الصين لن تنطلق قبل نهاية نيسان المقبل».
ولفت المسؤول الصيني إلى أن «عملية تطوير اللقاحات في بلاده تجري في الوقت الحاضر بالتزامن مع دول أخرى».
من جهتها، أفادت منظمة الصحة العالمية أول أمس، بأنها تنتظر «الحصول على نتائج من تجربتين للقاحين ضد الطفرة الجديدة من فيروس كورونا خلال 3 أسابيع».
وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس أن «إحدى هاتين التجربتين يتمّ من خلالها اختبار مزيج من عقارين مضادين لفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وهما (اللوبينافير) و(ريتونافير)، والثانية يجري من خلالها اختبار عقار (ريميديفير) المضاد للفيروسات».
فيما دعت وزارة الخارجية البحرينية في بيان، أمس، إلى «عدم السفر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومملكة تايلند وجمهورية سنغافورة ومملكة ماليزيا وجمهورية كوريا الجنوبية نظراً لتفشي مرض فيروس كورونا في الدول المذكورة».
وأضافت الوزارة في بيانها أن «المواطنين ومواطني دول مجلس التعاون والمقيمين القادمين من تلك الدول سيكونون خاضعين لفحوص طبية وحجر طبي فور عودتهم من الدول المذكورة، حفاظاً على سلامتهم وسلامة المواطنين والمقيمين».
وأوضحت الوزارة أنه «بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والصحة فقد تم تفعيل عدد من الإجراءات الاحترازية المتخذة بمنع دخول القادمين من تلك الدول المذكورة خلال الـ14 يوماً السابقة لتاريخ وصولهم إلى المملكة، واتخاذ كافة الإجراءات الطبية للبحرينيين ومواطني دول مجلس التعاون والمقيمين القادمين من هذه الدول بحسب الإجراءات الطبية المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية».
يذكر أنه سبق وقامت السلطات الصينية يوم 31 كانون الأول بإطلاع منظمة الصحة العالمية، على تفشي الالتهاب الرئوي من أصل غير معروف في مدينة ووهان الواقعة في قلب الأراضي الصينية. وأثبت الخبراء أن عامل المرض هو الفيروس التاجي من نوع إن.سي.إو.في. 2019.
وتجاوز عدد الأشخاص المصابين في الصين الـ75 ألف شخص، 2236 حالة وفاة، أكثر من 18 ألف تمّ علاجهم. أما خارج البر الرئيسي للصين، فتم اكتشاف أكثر من ألف حالة إصابة في 26 دولة.