المخرج باسل الخطيب لـ«البناء»: لأعمال السيرة الذاتيّة سحرها الخاص… وانتظروني مع المطران كبوجي ودريد لحّام
} دمشق ـ آمنة ملحم
بعد خمسة أشهر متواصلة من العمل على تصوير مسلسل «حارس القدس» أغلق المخرج باسل الخطيب مؤخراً عدسة كاميراه التلفزيونية وكذلك السينمائية معلناً إنهاء تصوير مسلسل وفيلم سيرة ذاتية عن «المطران إيلاريون كبوجي» تأليف حسن م. يوسف وانتاج المؤسسة العامة للإنتاج الاذاعي والتلفزيوني، متنقلاً ما بين دمشق وريفها وحلب وطرطوس.
العمل الذي يعتبر من الأعمال الضخمة يحمل رسائل إنسانية ووطنية، ولعلّ أهم الرسائل التي تجلّت اليوم وفق حديث المخرج الخطيب لـ»البناء» هي وقوفه في مواجهة ما يسمّى «صفقة القرن» التي تهدف لسلب القدس وتهويدها وحرمان شعبها منها، فالعمل ينفض الغبار عن ثوابت وطنية للسوريين والفلسطينيين تجاه القدس وفلسطين ويدافع عنها من خلال بنيته الدرامية.
وحول الفيلم وما إذا كان منفصلاً كلياً عن المسلسل ينوّه الخطيب بأن هناك مشاهد ستعرض في المسلسل والفيلم معاً ولكن تصوير المشاهد السينمائية تمّ بطريقة تلبي احتياجات الفيلم السينمائي، لافتاً إلى أنه سيكون جاهزاً أواخر شهر آذار المقبل ليعرض قبل شهر رمضان في دور العرض السينمائي.
وحول المخاوف التي ترافق أي عمل من نمط السيرة الذاتية واعتراض عدد من الأشخاص عليها، أشار الخطيب إلى أنه تعلم من التجربة بأن كل أعمال السيرة الذاتية تتربص بها مجموعة من الأشخاص من مرحلة ما قبل العرض، فالأمر بات اعتيادياً وواجهت في مسلسلي «جمال عبد الناصر» و»نزار قباني» وكان في كل مرة يأتي العرض كردّ على أولئك ويضع الأمور في نصابها.
ويتابع الخطيب: اليوم مع مسلسل «حارس القدس» يستعرض سيرة المطران كبوجي وهي شخصية لا يختلف عليها اثنان من النواحي الوطنية والنضالية والإنسانية والدينية، كما أن عائلة المطران في حلب كانوا من أشدّ المتحمسين للمشروع وقدموا مساعدات هامة تجلّت بمعلومات عن الحياة الشخصية له، والتي دونها لما كانت صورة المطران لتكتمل كإنسان.
وتمنّى الخطيب أن يمرّ هذا العمل بأقل قدر ممكن من ردود الفعل السلبية تجاهه.
وعن تكرار تجربة أعمال السيرة الذاتية وانجذابه إليها أوضح الخطيب أنه حقاً ينجذب لهذه الأعمال، لأنها تحمل سحراً خاصاً، فهي تتناول شخصيات موجودة في ذاكرة الناس ووجدانهم وتعيد تكوينها على الشاشة من منطلق مختلف، ففيها حقيقة سر لأن العمل مثلاً عندما يتناول حياة المطران كبوحي فإنه لا يحكي فقط عن المطران الحلبي الذي عاش ما يقارب 95 عاماً، بل يحكي عنه وعن زمن ووطن من خلاله، بالتالي هناك صيغة مزدوجة تحكي عن إنسان وكذلك زمان ووطن كان يعيش فيه.
ولم يخفِ الخطيب بأن هذا العمل يعتبر أحد أصعب التجارب الفنية التي قدمها، وأكثرها استنزافاً على المستوى الفكري والجسدي والوجداني، ولكنه يعود ليؤكد بأن كل التعب والإرهاق ينتهي مع بدء العرض وتفاعل الناس معه، كل ذلك يذهب للنسيان لتبقى الذكريات الجميلة، معرباً عن تفاؤله بأن هذا العمل سيلاقي قبولاً جيداً من الجمهور.
وفور انتهاء الخطيب من العمل بدأ بالتحضير لفيلم سينمائي سيكرر فيه التجربة مع الفنان القدير دريد لحام بعد فيلم «دمشق حلب» والذي يؤكد الخطيب بأنه ترك أثراً عميقاً لديه على الصعيدين الشخصي والمهني، وأنه متحمّس جداً لإعادة تلك التجربة حيث بدأت مرحلة الكتابة لفيلم جديد إنساني، كاشفاً بأن انطلاقته ستكون بعد شهر رمضان، هذا العمل المنتظر بالنسبة للخطيب لما يحمله التعاون مع القدير لحام من سر وسحر كبيرين لا يمكن الاستعاضة عنه.