دمشق ترى أن انزعاج واشنطن من استئناف رحلات مطار حلب الدولي «وقاحة حقيقيّة».. والجيش السوريّ يوجّه ضربات صاروخيّة لمواقع الإرهابيّين بوتين: دمّرنا فصائل إرهابيّة مزوّدة بعتاد نوعي ومنعنا تهديدات لروسيا.. والكرملين يقول إن أنقرة لم تفِ بالتزاماتها بشأن «سوتشي» حول إدلب
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: أن القوات الروسية المتمركزة في سورية تمكنت من القضاء على مجموعات إرهابية مجهّزة بشكل جيد، وبالتالي وضعت حداً لمخاطر كبيرة كانت تهدد روسيا على المدى البعيد.
وقال بوتين في حفل موسيقي أقيم اليوم بمناسبة عيد حماة الوطن في روسيا الاتحادية: «اليوم، أصبح أمن روسيا في أيد أمينة».
وأضاف: «ضباطنا وجنودنا مستمرون بثبات، وعلى مستوى جديد، في تطوير مهاراتهم العسكرية من خلال إلتزامهم بتنفيذ التدريبات القتالية والاستراتيجية».
وأشار الرئيس الروسي، إلى أنهم أكدوا احترافيتهم وفعاليتهم القتالية بكل ثقة، وثباتهم في تقديم أفضل ما لديهم خلال مهمتهم في سورية، مؤكداً في ذلك قوله: «لقد دمروا مجموعات إرهابية كبيرة ومجهزة جيدًا، ومنعوا تهديدات كبيرة كانت تشكل خطراً كبيرا لبلدنا على المدى البعيد، وساعدوا السوريين في الحفاظ على سيادة بلادهم وأمنهم».
وشكر فلاديمير بوتين مرة أخرى جميع القوات المشاركة بالأعمال العسكرية في سورية، على خدمتها.
وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قال إن أنقرة لم تفِ بالتزاماتها بشأن اتفاق سوتشي حول إدلب.
وأضاف المتحدّث باسم الكرملين في تصريح صحافي، اليوم الأحد، أن الإرهابيين في إدلب السورية يحصلون على «معدات عسكرية خطيرة جداً».
كما دعا بيسكوف إلى تجنب بناء سيناريوات سلبية بخصوص تطور العلاقات الروسية – التركية، بسبب توتر الأوضاع في إدلب.
وأكد المتحدث باسم الكرملين أن العسكريين الروس والأتراك «على اتصال دائم»، مضيفاً أنه «إذا لزم الأمر، يناقش الرئيسان (الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان) هذا الموضوع».
كما أوضح بيسكوف أن الرئيس الروسي يدعم فكرة عقد القمة الرباعية حول سورية.
وفي سياق متّصل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، السبت، أن آليات فض النزاعات بين الولايات المتحدة وروسيا في سورية فعّالة للغاية.
وقال غروشكو، متحدثاً في برنامج «اللعبة الكبيرة على القناة الأولى: «آليات فض النزاعات تعمل وهي فعالة للغاية. هناك فهم واضح لكل ما يتم فعله وفي أي منطقة، بالواقع إنها مسألة تنسيق».
وأضاف نائب وزير الخارجية: «لكن الولايات المتحدة، لأسباب سياسية، لا تريد أن تسمّيها تنسيقاً، فهي تسميها [آلية] فض النزاعات».
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أبدت عدم رضاها عما يجري في محافظة إدلب.
وأعلن روبرت أوبراين، مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، أنهم عبروا للروس والأتراك عن عدم رضاهم عن الوضع في أدلب وهو وضع سيئ جداً.
لكن الولايات المتحدة لا تريد أن تعمل على إنهاء هذا الوضع بسبب عدم مسؤوليتها عن تدهور الوضع في هذه المنطقة.
وقال مستشار البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لحل المشكلة التي لم تتسبب (الولايات المتحدة) فيها باستخدام قواتها.
هذا وتأزم الوضع في إدلب، الخميس الماضي، حيث نفذ مسلحون مدعومون من تركيا، وبغطاء من المدفعية التركية، هجوماً على مواقع الجيش السوري، استطاعوا خلاله خرق خطوط دفاعه على مسار قميناس – النيرب.
وقامت مقاتلات «سو 24» الروسية بتدمير دبابة و6 مدرعات و5 عربات رباعية الدفع تابعة لمسلحين اقتحموا مواقع للجيش السوري في محافظة إدلب السورية. وفقاً لوزارة الدفاع الروسية، ما سمح للجيش السوري بصدّ الهجوم وإيقاع خسائر بالمهاجمين.
على صعيد آخر، استنكرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان لها، السبت، انزعاج الولايات المتحدة من اسئناف الرحلات في مطار حلب الدولي، مشيرة إلى أن هذا الانزعاج «وقاحة حقيقية» ناتج عن شعورها «بالمرارة بسبب اندحار مشروعها» في سورية.
واعتبرت الخارجية السورية أن التصريحات الأميركية تظهر أن «الإدارة الأميركية فقدت اتزانها، والوقاحة الحقيقية تتمثل في سياسات هذه الإدارة في الاعتداء على الآخرين والتدخل في شؤونهم واستخدام أقذر الأدوات من شذاذ الآفاق ومن الإرهابيين لخدمة أجندتها الرخيصة».
ونوّهت الوزارة في بيانها إلى أن التصريحات الأميركية مردها «الإحباط والشعور بالمرارة نتيجة اندحار مشروعها في سورية المتمثل بنشر الإرهاب والفوضى، وهذا يشكل في حد ذاته دافعاً للسوريين للاستمرار في مطاردة فلول الإرهابيين وداعميه حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية».
وأشارت الوزارة إلى عدم استغرابها انزعاج أميركا من عودة الحياة إلى المدن السورية، وفتح طرق المواصلات واستئناف الرحلات الجوية في مطار حلب الدولي، والتي تساهم في تخفيف معاناة المدنيين، مؤكدة أن «هذه الخطوات أتت بعد الهزائم المذلّة لأدواتها من المجموعات الإرهابيّة أمام تقدم الجيش السوري وتأمين مدينة حلب بشكل كامل».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، علقت على إعادة تشغيل مطار حلب الدولي، في تغريدة عبر «تويتر» أشارت فيها إلى أن إعادة تشغيل المطار «وقاحة وأنه ليس ما يحلم به السوريون».
ميدانياً، يشهد ريف إدلب الجنوبي اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش السوري والفصائل الموالية لأنقرة، وسط استقدام الجيش المزيد من التعزيزات في منطقة جبل الزاوية.
ونقل نشطاء عن مصادر محلية، أن اشتباكات تدور بالقرب من منطقة جبل الزاوية في جنوب إدلب وأن استهدافاً طال محيط تجمع «القوات التركية» المتمركزة في معسكر المسطومة.
وقال ما يسمّى بالمرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بلندن) نقلاً عن مصادر محلية إن رتلاً عسكرياً جديداً لـ»القوات التركية» شوهد عند معبر كفرلوسين الحدودي، مؤلف من نحو 65 آلية عسكرية تحوي على جنود وآليات ثقيلة، توجّه نحو مناطق إحسم والبارة ومحيط كفرنبل في جبل الزاوية بجنوب إدلب، تزامناً مع تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات الحكومية السورية وصلت إلى محاور كفرسجنة وجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
من جهة أخرى وبحسب وكالة «سانا» السورية، نفذت وحدات الجيش السوري ضربات صاروخية ومدفعية على تحصينات ومحاور تسلل مجموعات إرهابيّة من تنظيم «جبهة النصرة» في عمق انتشارها في عدد من قرى وبلدات ريف منطقة معرة النعمان الجنوبي بإدلب.