حسن مراد: لبنان بحاجة لثورة حقيقية على التبعية والمذهبية والطائفية والفساد
رأى الوزير السابق حسن مراد أنّ «الحكومة الجديدة منسجمة بكلّ وزرائها»، آملاً أن «يكون هناك عمل وإنجازات وحلول للمشاكل الإقتصادية والمالية لكي يرتاح الناس ويستقر وضع البلد».
وخلال رعايته “مهرجان الوحدة ورفض الصفقة” في بلدة الخيارة في البقاع الغربي، تمنّى مراد على الحكومة “أن تعالج الفائض في الوظائف”، معتبراً أنه “لا يجوز أن يكون هناك موظف يقبض من مال الدولة من دون أن يكون لديه عمل غير الولاء للزعيم”.
وأضاف “نفهم تركيبة البلد لكن ما لا نفهمه هو أن تبقى الأوضاع من سيّئ إلى أسوأ بسبب تقاسم المغانم وغضّ النظر عن الفاسدين وحمايتهم، نفهم أن من يعمل في السياسة يكون لديه خصوم، لكننا لا نفهم مسألة التلهّي بالخصوم السياسيين وترك البلد ينزف، نفهم أن تكون هناك معارضة بنّاءة، لكننا لا نتفهّم القتال على جنس الملائكة وهوية الوزراء، في ظلّ الوضع الذي يعيشه البلد”.
وتابع “ما نفهمه ونتفهّمه هو أنّ كلّ مسؤول لديه غيرة على بلده يجب أن يترك المناكفات السياسية والخصومات ويرجّح مصلحة البلد ويلتفّ حول الحكومة لنجتاز هذه الأزمة، لأنّ الناس لم يعد لديهم استعداد لأن يسمعوا حفلات السجالات اليومية فيما يدق الجوع أبوابهم، بل هم يريدون وطناً يشعرون فيه بالمواطنة الفعلية ويريدون حقوقهم الطبيعية بالأكل والصحة والأمن الاجتماعي”.
وتحدث مراد عن تجربته في الحكومة السابقة، قائلاً “رأيت حرماناً في كلّ مناطق لبنان، وقلت إنه يجب علينا أن نحقق أشياء أكثر في حكومة إلى العمل، لكنها للأسف لم تكن منسجمة ومتناغمة بين مكوناتها، وكنت دائماً أحرص على الظهور بمظهر المتفائل، لكن الواقع كان أليماً”.
وأضاف “حاولت منذ بداية عملي في الحكومة، أن ألغي نقاط الخلاف السياسي مع رئيسها، لكي ننطلق للعمل لكلّ لبنان مثلما تعودنا ومثلما تعلمنا من أبو حسين (النائب عبد الرحيم مراد) عندما كان يقول: نخلع ثياب الحزب على أبواب المؤسسات ونعمل في التربية والتعليم والعمل الإنساني بعيداً من زواريب السياسة”، مردفاً “على هذه القاعدة كنا نعمل في الحكومة، وطلبت موعدا لألتقي الرئيس سعد الحريري كي ننسق سوياً ونتابع ملفات الوزارة لكن لم يأت جواب. بعد ذلك، طلبت منه شخصياً تحديد موعد ولم يعط جواباً للأسف، لكن جوابي أنا كان الإصرار على العمل ومحاولة تفعيل الإتفاقيات العربية والدولية المتعلقة بالتجارة الخارجية، ومع الأسف كان التوجيه للمديرين العامين وكبار الموظفين بالعرقلة دائماً”.
ورحّب مراد بالدعوات لانتخابات نيابية مبكرة، مؤكداً أنّ “لبنان بحاجة إلى ثورة حقيقية تستمدّ قوتها من الناس من دون أن يحاول أحد تسلقها، وتكون ثورة على المفاهيم والتبعية والمذهبية والطائفية والفساد، وعلى كلّ من وعد الناس ولم يف وقتل أحلام الشباب، وثورة على نهج عمره 30 سنة خرّب الإقتصاد وقطاعات الإنتاج واعتمد على الإقتصاد الريعي، وثورة على النظام المصرفي ورعاته في الداخل والخارج”.
وجدّد مراد تأكيد “ضرورة تأسيس نواة وحدة عربية من العواصم العربية الكبرى التي حضنت قيادة الأمة بفترات مختلفة، وهي الرياض وبغداد ودمشق والقاهرة والدول الفاعلة على ساحة القرار الإقليمي وأبرزها الإمارات العربية المتحدة”، آملا أن “تكون هذه النواة مقدّمة لتوحيد كافة الجهود العربية والقدرات العربية لتشكل قوة لها حضورها وقرارها وتأثيرها بحماية مصالحنا وحقوقنا وآمالنا بالغد العربي الأفضل”.
وشدّد على أنّ لبنان “يحتاج لإعادة تعزيز العلاقات مع سورية وفتح حوار معها وطلب تسهيل عبور منتجاتنا إلى الأسواق العربية من خلال تخفيض الرسوم عليها».
وأكد مراد أنّ “دعم المقاومة والبندقية التي تقاتل العدو الصهيوني في فلسطين أو لبنان، يأتي إيماناً بالقاعدة اللي أطلقها القائد جمال عبد الناصر وآمن فيها النائب عبد الرحيم مراد وحزب الإتحاد، وهي أنّ ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلاّ بالقوة».