تركيا… وجوارها العربي
} عمر عبد القادر غندور*
نحن كعرب ومسلمين يعنينا أن تكون تركيا إلى جانبنا وجانب قضايانا في زمن التحالفات الكبرى بين دول العالم وشعوبها، وهي تتصل بنا بحكم الجوار والثقافة والعادات والجغرافيا.
ولكن…
هل تركيا حقاً تقف الى جانب قضايانا المحقة والعادلة وفي مقدّمها قضية فلسطين التي تعتبر قضية الأمة قبل ان تكون قضية عربية؟
نحن لا نناقش ولا نتحدث عن التواصل الديبلوماسي والتمثيلي بين الكيان الغاصب في فلسطين وبين تركيا.
ولا نسأل تركيا عن موقفها من «صفقة القرن»، ولا عن عضويتها في حلف الناتو الذي يرفض انضمامها الى الاتحاد الأوروبي، ولا عن سبب تدني عملتها الوطنية الى الحضيض! ولا عن الأسباب الموجبة التي جعلتها بوابة ومقراً لمئات الآلاف من الإرهابيين الذين عبروا الى سورية من تركيا على مدار عقد من الزمان، وبالأمس بالذات اتهمت وزارة الدفاع الروسية تركيا بتسليم أسلحة أميركية خطيرة الى المنظمات الإرهابية.
ولكن، هل تركيا تكون مع القضايا العربية عندما ترسل جنودها والمقاتلين السوريين الى ليبيا لمساندة حكومة السراج المعترف بها؟ وتساهم في تأجيج الخلافات مع مصر والسعودية!
قد تقول تركيا إنها تتدخل في القضية الليبية المعقدة بناء لطلب الحكومة المعترف بها؟
ولكن…
هل تدخلها في الحرب السورية ودفع المئات من الأرتال العسكرية الى محافظة إدلب لمساعدة المنظمات التي تقاتل قوات النظام، تمّ بعد موافقة الحكومة السورية؟!
وأيّ منطق تصرّح به تركيا عندما يقول رئيسها انّ قواته لن تخرج من سورية وهي تريد اقتطاع أرض سورية على طول حدودها وبعمق 35 كيلومتراً لحماية مصالحها الوطنية!
وهل يعتقد أردوغان انّ العالم يقبل بمثل هذه القرصنة، بوجود روسيا في سورية!
ونرجح ان يتراجع أردوغان عن سقوفه العالية ويتوسل «حبكة» تعيده الى المنطق.
إننا نكاد لا نفهم الحكمة من مثل هذه السياسات التركية؟ وهل هي حاجة داخلية لا نعرفها ولا نسأل عنها؟ وهل الغزو التركي بطلب رسمي الى ليبيا والى سورية من غير طلب رسمي يخدم التضامن العربي وحسن الجوار بين تركيا وجيرانها العرب!
نتمنّى على الدولة التركية ان تكون الى جانب قضايانا تأنس بجوارنا كما نأنس بجوارها، وتساهم في الاستقرار وخفض التوترات وتنظيم الخلافات واحترام سيادة التراب الوطني دون انتقاص كما هو الحال مع جيرانها غير العرب.
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي