لا أعرف صورة المجهول
آمنة بدر الدين الحلبي
سيدتي..
أبحثُ عن شيء مجهولْ..
في محبرتي..
حبرٌ أخضرْ..
لا أعرفُ فيه مدلولْ..
ألوانُ الحبرِ تتباينْ..
في صحنِ ذاكرةٍ..
ترسُمُ أوديةً وسهولْ..
أخافُ اللونَ يثنيني..
عن رؤيةِ ذاك المجهول..
سيدتي..
أبحثُ عن ذاتٍ عظمى..
أنقشُ فيها إحساسي..
أرسمُ عليها أنفاسي…
مشاعرُ عشقٍ تتقدُ…
كحجرِ الماسِ في الماسِ…
سيدتي..
بحارٌ في عمقِ الليل..
تعاليْ.. كي..
أنبشَ صورةَ المجهول..
وأنقشَ صكًا فيه مدلول..
صكٌ من حبري الزيتي..
يطبعُ آلافَ القبلات..
يرسمُ آلافَ الهمسات..
على شواطئ لا تعرفُ المجهولْ..
سيدتي..
بحارٌ أنا..
صكي لا يعرفُ المستحيلْ..
يرصدُ عتمةَ الليل..
يمتطي كل الشطآنْ..
الموجُ يحتضنُ عشقه..
يبللُ كل أوراقه..
ويظل الصكُ مطبوعًا..
على القيعانْ..
سيدتي..
عنيفٌ في عشقي الشامي..
صراخي صمتٌ سيدتي…
وجراحي أسطورةُ أحزان..
أظلُ عاشقًا سيدتي..
على أجنحةِ النيران..
عاشقٌ لشفاهٍ وردية..
ومساحةُ عينٍ تحضنني..
واغترابٌ فيه صدى الوديانْ..
فيه مرآة المجهول..
وعينُ الكهرمان..
وشموعُ العشقِ ترصدني..
في قبلةٍ..
تمسحُ زوبعةَ الأحزان..
لتعرفَ ذاك المجهولْ..
في شفاه المرجان..
سيدتي..
لا تذبحي عشقي الشامي…
لا تطفئي شوقي الناري..
فيه رائحة الزيتون..
وعطر الياسمين..
على الشطآن…
أحبُ لقاءك شفافًا..
كطفلةٍ بخدٍ وردي..
وهمساتُ ذراعٍ على صدري..
وشفاهٍ بلون الرمان..
سيدتي…
أبحثُ في المعقول واللامعقول..
أنا عاشقٌ..
لا أحبُ النسيان..
أنحتُ تمثالَ المرمر..
وأبحثُ عن المجهول..
فوق شفاه المرجان..