بيان فيّينا الختاميّ يرحّب بآلية «أنستكس» .. وإيران منفتحة على أيّ طرح لإنقاذ الاتفاق روسيا تعلن عن مشاورات أوسع.. و«الطاقة الذريّة» راضية عن تعاون طهران معها..
رحّب المشاركون في اجتماع «4+1» بفيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، بآلية التجارة الأوروبية مع طهران «أنستكس»، مؤكدين «أهمية تعزيز دورها».
وذكر البيان الختامي للاجتماع، الذي شارك به ممثلون عن الصين، وألمانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، وإيران، أمس، «رحب المشاركون بالتطورات الإيجابية في آلية انستكس، وإضافة أربع دول أوروبية كمساهمين جدد، مع الاعتراف بأهمية مواصلة تعزيز الأداة».
وقد ترأست اجتماع اللجنة المشتركة والشاملة هيلغا شميد الأمينة العامة لخدمات الاتحاد الأوروبي، وذلك بالنيابة عن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية جوزيب بوريل.
كما تمّ الحديث حول تخفيض طهران لالتزاماتها بالاتفاق النوويّ، والتي نفذتها بشكل تدريجي، كان آخرها في الخامس من شهر كانون الثاني من العام الحالي.
كما أعرب المشاركون عن «القلق العميق في ما يتعلق بتأثير انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات على طهران».
وأكد المشاركون مجدداً على «أهمية الحفاظ على الاتفاق النووي»، مذكرين أنه «عنصر أساسي لعدم الانتشار النووي»، مرحبين بـ»الجهود التي يبذلها المشاركون من مجموعة أراك، من هونغ كونغ، والتي تقدّم العديد من الخدمات التجارية من استيراد وتصدير وغيرها».
كما أعرب المشاركون عن تضامنهم مع «كلٍّ من إيران والصين، إزاء تفشي فيروس كورونا المستجدّ، ومع جميع البلدان المتضررة من انتشار الفيروس، وعلى وجه الخصوص الجهود التي تذلها هونغ كونغ في التصدّي، لهذا التهديد الصحي الخطير».
وأعلنت الدول المشاركة في الاجتماع عن «استمرار التزامها بخطة العمل المشتركة للاتفاق النووي»، معربين عن «قلقهم من انسحاب أميركا من الاتفاق».
المشاركون رحّبوا بـ»التطورات الإيجابية في آلية التجارة الأوروبية مع طهران انستكس»، إذ دعوا إلى «تعزيز دورها».
وعقد في العاصمة النمساويّة فيينا، أمس، اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الـ15 على مستوى مساعدي الخارجية والمدراء السياسيين لإيران ومجموعة دول 4+1 (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) برئاسة مساعدة منسّق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي هيلغا شميت.
وقالت شميت، أول أمس، إن «هذا الاجتماع الأول الذي يعقد في العام 2020 والهدف منه استمرار الإشراف على تنفيذ الاتفاق النووي».
ويذكر أن كلاً من فرنسا وألمانيا وبريطانيا فعّلوا آلية فض النزاعات، وهي بند من بنود الاتفاق النووي، وذلك بعد إعلان إيران في الشهر الماضي عن تقليص التزاماتها النووية، وإلغائها جميع القيود على أنشطة تخصيب اليورانيوم.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بعد اجتماع فيينا إن بلاده «ما زالت منفتحة على أي طرح لإنقاذ الاتفاق النووي».
وأضاف عراقجي بعد اجتماع فيينا أنه «ناقشنا آلية (إنستكس) في الاجتماع فيينا»، مشيراً إلى أن «الأوروبيّين تعهدوا بتقويتها».
فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف إنه «دعونا خلال اجتماع فيينا لتوسيع دائرة المشاركين بآلية اينستكس وسيتم اتخاذ قرار قريباً».
ورأى ريابكوف أن «العقوبات الأميركية الجديدة ضد عدد من الدول لتعاونها مع إيران غير قانونية».
وإذ أشار إلى أن بلاده «ستعارض عودة عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران»، شدّد على أنه «لا ينبغي للأمم المتحدة أن تصبح ألعوبة»، مؤكداً، أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية راضية عن التعاون مع إيران، ومستوى الشراكة يستحق أعلى درجات الثناء».
وقال ريابكوف للصحافيين: «في ضوء ذلك، يستحقّ مستوى التعاون بين إيران والوكالة، في حد ذاته، أعلى درجات الثناء، وفيما يتعلق بالظروف، التي تنشأ بشكل دوري من وجهة نظر مناقشة إشكالية الوصول إلى هذه أو تلك من المواقع، فإن كل هذا يتمّ حله وفق نظام العمل».
ووفقاً له، «من المهم بشكل خاص، أن هذا التعاون يتواصل حتى في ظروف مواجهة الضغوط والتهديدات والابتزاز من جانب الولايات المتحدة، التي انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني».
وأضاف الدبلوماسي الروسي: «آمل، أن تستمر الوكالة وأمانتها في العمل مع الزملاء الإيرانيين بالطريقة الهادئة نفسها وغير المسيّسة، وفي المقابل، كما نرى، تتفهم طهران أهمية مواصلة هذا العمل، ونتوقع ألا تحدث أي اضطرابات في عملية سلوكها المستقبلي».
كما أعلن ريابكوف، أن «موسكو وطهران ستجريان مشاورات بشأن التعاون في المجال النووي الربيع المقبل، بما في ذلك مستقبل مشروع إعادة استخدام مصنع فوردو».
وقال ريابكوف في مقابلة صحافية، «إننا نتشاور حول مختلف جوانب التعاون النووي»، مشيراً إلى أنه «يتمّ تنسيق المواعيد بين شركة (روس آتوم) وهيئة الطاقة الذرية الإيرانية مباشرة ونحن لا نماطل بشأن هذه المسألة».
وتابع: «على الرغم من أنه من الواضح أن الموقف لم يتحسن مقارنة بالوقت الذي تم فيه تعليق المشروع، لكننا سنجري مشاورات».
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن «المشاورات المقبلة مدرجة في سياق أوسع وهي مناقشة مختلف جوانب تعاوننا مع إيران في المجال المذكور»، وعند سؤاله عن احتمال إجراء المشاورات المذكورة في الربيع المقبل أجابَ بـ»نعم».
ويُذكَر أنه وفقاً لخطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني قام خبراء شركة الوقود التابعة لمؤسسة «روس آتوم» الروسية منذ عام 2017 بالعمل على إنجاز مشروع تحديث مرحلتين لأجهزة الغاز للطرد المركزي التي تعمل في مصنع «فوردو» الإيراني حيث تستخدم لصناعة نظائر مستقرة للأغراض الطبية.
إلا أنه منذ يوم 6 تشرين الثاني العام 2019، وبعد رفض إيران تنفيذ جزء من التزاماتها الخاصة بالصفقة النووية التي سبق للولايات المتحدة الأميركيّة الانسحاب منها، بدأت طهران تخصيب اليورانيوم، مما جعل من المستحيل من الناحية التقنية صناعة النظائر المستقرّة في المكان نفسه الذي تجري فيه عملية التخصيب.