الجيش السوريّ يعلن تحرير مناطق استراتيجيّة في ريف إدلب الجنوبيّ.. والاستخبارات الروسيّة تكشف دور الغرب في «الخوذ البيضاء» خبيران أمنيّان من موسكو: واشنطن تستخدم الإرهابيّين في سورية لخدمة مصالحها
أكد رئيس قسم الأمن الأوروبيّ في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية ديميتري دانيلوف أن الإدارة الأميركية تستخدم جميع الأطراف المعادية لسورية بما فيها النظام التركي والكيان الصهيوني إضافة إلى التنظيمات الإرهابية أداة لخدمة مصالحها في المنطقة.
ودعا دانيلوف المجتمع الدولي إلى لجم النهج الإسرائيلي العدواني ضد سورية، مؤكداً أن روسيا مصرّة على مواصلة دعم جهود الدولة السورية في تحرير كامل أراضيها من الإرهاب والاحتلال الأجنبي.
ولفت إلى أن الموقف الروسي متناقض تماماً مع موقف النظام التركي الداعم للتنظيمات الإرهابية في سورية، موضحاً أن موقف موسكو مبدئي وصادق وموضوعي ومبني على مبدأ سيادة سورية ووحدة أراضيها ويؤكد ضرورة القضاء التام على المجموعات الإرهابية لأنها عدو لشعوب العالم أجمع.
وفي مقابلة مماثلة أكد نائب رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم الصاروخية والمدفعية لشؤون السياسة الإعلامية قسطنطين سيفكوف أن «إسرائيل» تدعم الإرهابيين في سورية عبر اعتداءاتها المتكرّرة في محاولة لإطالة أمد الأزمة فيها وعرقلة تقدّم الجيش السوري في حربه على الإرهاب.
وأشار سيفكوف إلى أن الولايات المتحدة تستثمر في الإرهاب ولا سيما تنظيم «جبهة النصرة» الذي هو وليد تنظيم «القاعدة» الذي أنشأته واشنطن لتستخدمه في الحروب على خصومها، مشيراً إلى أن سورية أفشلت مخطط الولايات المتحدة الرامي للهيمنة على دول المنطقة وتدميرها.
ولفت إلى أن تنظيم «الخوذ البيضاء» الإرهابي لا علاقة له إطلاقاً بالعمل الإنساني «وقد فضح نفسه بنفسه في فبركة أشرطة الفيديو عن هجمات كيميائية مزعومة من قبل الجيش السوري على المدنيين».
وأكد سيفكوف أن قيام النظام التركي بنقل الإرهابيين من سورية إلى ليبيا يصبّ في خانة الأوهام التركية في بسط السيطرة على شمال أفريقيا وإحياء السلطنة العثمانية.
ميدانياً، أعلنت قيادة الجيش السوري أمس، أن وحداتها العسكرية حررت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من البلدات والقرى والتلال الحاكمة في ريف إدلب الجنوبي منها كفرنبل وكفرسجنة والشيخ مصطفى وحاس ومعرة حرمة ودير سنبل والدار الكبيرة وحزارين وآثار شنشراح وبعربو.
وذكرت وكالة «سانا»، أن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أصدرت بياناً جاء فيه: «تمكن جنودنا الشجعان في غضون الأيام القليلة الماضية من استعادة السيطرة على العديد من البلدات والقرى والتلال الحاكمة منها كفرنبل وكفر سجنة والشيخ مصطفى وحاس ومعرة حرمة ودير سنبل والدار الكبيرة وحزارين وآثار شنشراح وبعربو بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وقطع طرق إمدادهم».
ولفت بيان القيادة العامة للجيش السوري إلى الأهمية الاستراتيجية لتحرير هذه المناطق لكونها: «تشكل العمق المحصن للإرهاب المسلح في ريف إدلب الجنوبي وهي حلقة وصل بين جبل شحشبو وسهل الغاب من جهة، كما أنها تصل بين ريفي حماة وإدلب وبين جبل الزاوية وجبل الأربعين مع سهل الغاب من جهة ثانية».
وأكد البيان أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تعلن عن تحرير هذه المناطق، فإنها تؤكد على استمرار الجيش بتنفيذ واجباته الوطنية المقدسة وإصراره على تحرير جميع أراضي الجمهورية السورية من دنس الإرهاب وداعميه والقضاء عليه أينما وجد على امتداد ثرى الوطن».
وكانت قوات الجيش السوري سيطرت في الأيام الماضية على العديد من البلدات في ريف إدلب الجنوبي بعد قضائها على التنظيمات المسلحة المتتشرة هناك في سياق العملية التي أطلقها الجيش السوري منذ أشهر لتحرير محافظتي حلب وإدلب.
وفي سياق متصل، واصل الجيش السوري عمليته العسكرية على محور جبل الزاوية، مسيطراً على بلدتي «الملاجة» و»فطيره» جنوب مدينة «كنصفرة» بالريف الجنوبي لإدلب.
وقال مصدر في ريف إدلب إن وحدات الاقتحام في الجيش السوري خاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي «الحزب التركستاني» و»جبهة النصرة» و»أنصار التوحيد»، أفضت إلى طردهم من «الملاحة» و»الفطيرة» بعد تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وأوضح المصدر أن المؤشرات الميدانيّة تتزايد حول نية الجيش السوري إطباق الحصار على العشرات من البلدات والقرى التي ينتشر فيها مسلحو التنظيمات الإرهابية جنوب جبل الزاوية، مشيراً إلى أن السيطرة على «الفطيرة» يجعل القوات المتقدمة على أبواب بلدة «سفوهن»، آخر بلدات ريف إدلب على خط سير العمليات غرباً، ولا يفصلها سوى 5 كم عن الالتقاء مع القوات السورية المرابطة إلى الشرق من بلدتي «القاهرة» و»العنكاوي» بريف حماة الشمالي الغربي.
وبيّن المصدر أن التقاء القوات وفق المتوقع، سيكمل الطوق على مسلحي التنظيمات المسلحة في العشرات من البلدات والقرى جنوب خط سير العمليات، الأمر الذي يفسر رصد بعض عمليات الفرار الكيفي لمجاميع المسلحين من تلك المناطق باتجاه الشمال نحو منطقة «كنصفرة» و»كفرعويد»، وذلك استباقا لإغلاق الممر الضيق الذي يسلكونه بنيران الجيش.
إلى ذلك، كشف مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، أمس، أن الاستخبارات الغربية تقوم بمساعدة ودعم منظمة «الخوذ البيضاء» لشن حرب إعلامية ضد سورية.
وقال ناريشكين: «قبل عامين انتشرت في العالم معلومات زعمت عن مسؤولية الجيش والقوات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما السورية وكان هذا تضليلاً مخططاً له ومدعوماً من الدول الغربية».
وأضاف ناريشكين، قائلاً: «بعد فترة من الزمن استطعنا بالتعاون مع الصحافيين السوريين من خلال تحقيقاتهم إثبات أن هذه الإدعاءات والفرضيات بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية هي محض افتراء قامت بها منظمة الخوذ البيضاء المدعومة من الغرب».
وتابع ناريشكين: «المنظمة تمولها أجهزة الاستخبارات البريطانية وتؤدي مهامها من خلال نشر المعلومات والادعاءات ضد سورية وجيشها».
وتعدّ منظمة «الخوذ البيضاء» ذراعاً للاستخبارات البريطانية والأميركية، وكان مؤسسها ضابط الاستخبارات البريطاني «جيمس لو ميسورييه» قد قتل في «ظروف غامضة» قرب منزله في إسطنبول في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويتخذ التنظيم من «قناع العمل الإنساني» غطاء لأعماله الإجرامية، بالتعاون مع تنظيم «جبهة النصرة» الذي يسيطر على غالبية محافظة إدلب.