الجيش السوريّ يتصدّى لهجوم إرهابيّ على سراقب ويحرّر 7 قرى في ريفي إدلب وحماة.. والنظام التركيّ يعلن مقتل 9 من جنوده موسكو: عدم وفاء أنقرة بالتزاماتها فاقم الوضع في إدلب.. وبوتين لن يلتقي أردوغان في 5 آذار المقبل
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الوضع في إدلب يكمن في عدم وفاء النظام التركي بالتزاماته الواردة ضمن اتفاق سوتشي.
وقالت زاخاروفا في تصريحات أمس، «إن الاهتمام يظل منصباً على الوضع في إدلب التي تحوّلت إلى معقل لتحالف إرهابي.. ونعتبر الفشل في الامتثال للمذكرة الروسية التركية المؤرخة يوم 17 أيلول عام 2018 في سوتشي أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الوضع»، موضحة «أنه على الرغم من تطبيق اتفاق خفض التصعيد في المنطقة واصل المسلحون قصفهم للبلدات القريبة ولمواقع الجيش السوري».
وتابعت زاخاروفا: «اليوم ستستمر المشاورات التي بدأت في أنقرة بين الوفد الحكومي المشترك الروسي مع الممثلين الأتراك.. وستتم مناقشة مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بالوضع في إدلب».
وأعربت زاخاروفا عن تشكيك روسيا بجدوى إشراك فرنسا وألمانيا في المباحثات بين روسيا والنظام التركي بشأن إدلب، وأشارت إلى أن «المشاورات جارية الآن.. وأعتقد أنها ستستمر لأيام عدة.. وربط البلدان الأخرى وخاصة البلدان التي لا نستطيع أن نعتبرها بأنها لعبت دوراً حاسماً في الوضع على الأرض ربما غير ضروري».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد خلال اتصال هاتفي أجراه مؤخراً مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ضرورة الاحترام غير المشروط لسيادة سورية وسلامة أراضيها، معرباً عن قلقه البالغ إزاء استمرار اعتداءات الإرهابيين في محافظة إدلب فيما حذرت وزارة الخارجية الروسية النظام التركي من مغبة دعم اعتداءات الإرهابيّين في إدلب والاستمرار في إطلاق التصريحات الاستفزازية حول الوضع فيها.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أعلن بأن جدول أعمال الرئيس بوتين، لا يتضمن زيارة إلى إسطنبول في 5 آذار/مارس المقبل، ولقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هناك.
وقال بيسكوف للصحافيين إنه «حتى الآن ليس هناك خطط في 5 آذار/مارس لعقد هذا الاجتماع»، مؤكداً أنه في هذا اليوم تحديداً «لدى الرئيس بوتين خطط عمل أخرى».
وتابع: هناك مشاورات وأعمال على مستوى الخبراء بين روسيا وتركيا، حيث يناقشون في المقام الأول الوضع في إدلب السورية.
وكان الرئيس التركي أعلن، الثلاثاء الماضي، أن وفداً روسياً سيزور أنقرة لبحث الوضع في إدلب السورية، مشيراً إلى أنه «لا اتفاق بشكل كامل حتى الآن على قمة رباعية بشأن سورية في 5 آذار/مارس».
يأتي ذلك في ظلّ إعلان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، رفضه مقترحاتٍ لهدنة مع الجماعات الإرهابية في إدلب، معتبراً أن «الهدنة تشجع أنشطة الإرهابيين وتنتهك القانون الدولي، وهي استسلام لهم».
ميدانياً، تخوض وحدات الجيش السوري اشتباكات عنيفة ضد إرهابيي «جبهة النصرة» والمجموعات الإرهابية المدعومة من النظام التركي على محور سراقب الغربي بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وبحسب المعطيات الميدانية فقد زجّت المجموعات الإرهابية بعشرات الانغماسيين الانتحاريين والعربات المفخخة على محور سراقب الغربي مع إسناد ناريّ كثيف من قبل قوات النظام التركي وتعاملت وحدات الجيش معها بضربات نارية مكثفة وكبّدتها عشرات القتلى والمصابين ودمّرت لها عربات مدرعة عدة.
في هذه الأثناء نفذت وحدات الجيش ضربات صاروخية في مناطق انتشار المجموعات الإرهابية في المناطق والمزارع غرب المدينة وكبّدها خسائر كبيرة.
ولفت مصدر ميداني إلى أن الهجمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي عبر تقديم دعم ناري كبير والزج بأعداد كبيرة من مرتزقته الأجانب تأتي في محاولة للتعويض عن الخسائر الكبيرة التي منيت بها التنظيمات الإرهابية على محور إدلب الجنوبي، حيث حرّرت وحدات الجيش عشرات القرى والبلدات الاستراتيجية.
وأشار المصدر إلى أن مجموعات صغيرة من الإرهابيين تسللت في محيط مدينة سراقب على الطريق الدولي بهدف تحصيل لقطة إعلامية وتمّ التعامل مع هذه المجموعات من قبل وحدات الجيش.
وحرّرت وحدات الجيش أمس، بلدة كفرعويد الاستراتيجية و15 قرية وبلدة جديدة غرب وجنوب غرب مدينة معرة النعمان بعد تكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
كما نفّذت وحدات من الجيش السوري عمليات مكثفة ضد التنظيمات الإرهابيّة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي، وحرّرت قرى الحواش والحويجة وطنجرة والعنكاوي والعمقية وشيرمغار والعريمة بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها.
ووجهت وحدات من الجيش رمايات تمهيدية بسلاحي المدفعية والصاروخية على تحصينات وخطوط إمداد التنظيمات الإرهابية على محور قرى الحواش والحويجة وطنجرة والعنكاوي والعمقية وشيرمغار والعريمة بمنطقة الغاب أقصى ريف حماة الشمالي الغربي.
وأسفرت العملية العسكرية عن تحرير تلك القرى والقضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخائر لهم بينما قامت وحدات الجيش بملاحقة فلولهم الفارة في المنطقة.
وذكرت معلومات عن سيطرة وحدات الجيش السوري على جبل شحشبو الاستراتيجي بعد التقاء القوات المتقدمة من اتجاه كفرعويد مع القوات على الجانب الآخر.
وتنتشر في بعض قرى ريف حماة الشمالي الغربي المتاخم لمحافظة إدلب مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة غالبيتها مرتزقة تسللوا عبر الحدود المشتركة بتسهيلات من نظام أردوغان.
وكشفت معلومات أن وحدات من الجيش تمكّنت من السيطرة على عدد من التلال الاستراتيجية والقرى والبلدات التي تستضيف إحداها نقطة مراقبة تركية.
وأكدت أن وحدات الجيش السوري باتت تطوّق بالكامل نقطة المراقبة التركية في «شير مغار» شمال غرب حماة، والتي تُعدّ أكبر نقطة من نوعها في ريفي حماة وإدلب.
من جهته أكد مصدر ميداني تطويق نقطة المراقبة التركية غرب حماة بشكل كامل من الاتجاهات الأربعة والتي كانت تقدم هذه النقطة الدعم الناري والعسكري للمجموعات المسلّحة خلال الفترة الماضية.
وفي سياق متصل، أعلن أردوغان، عن مقتل 9 جنود أتراك في محافظة إدلب السورية.
وقال أردوغان إن «الأحداث ومساراتها في إدلب بدأت تتغيّر لصالح تركيا» بحسب تعبيره، معتبراً أنه «لولا دعم روسيا لسورية لما استطاع الجيش السوري الصمود في الشمال السوريّ»، على حدِّ قوله.
وذكرت وكالة «رويترز» أن مقتل الجنود الأتراك الـ9 يرفع العدد الإجمالي لقتلى الجنود الأتراك في إدلب إلى 27 خلال شهر شباط/فبراير.