رئيسا الجمهورية والحكومة يجولان في باخرة استكشاف النفط عون: بداية تحقيق الحلم.. ودياب: نحفر مستقبل لبنان الجديد
أطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أعمال باخرة التنقيب عن النفط tungsten explorer في البلوك رقم 4، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، ووزير الطاقة والمياه ريمون غجر، ورئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لشركة Total ستيفان ميشال، والمدير العام لشركة Novatek لبنان سلافا ميشين، ومدير قطاع الاستكشاف في شركة Eni أندريا كوزي، ورئيس هيئة إدارة قطاع النفط وليد نصر، وعدد من مسؤولي الشركات الأجنبية الثلاث.
فلدى الوصول الى مقصورة القيادة، تولى المدير العام لشركة توتال – لبنان ريكاردو داري Ricardo Dare تقديم شرح مفصل عن كيفية عمل الباخرة وعملية التنقيب، مشيراً الى أنها «عمليّة بالغة التعقيد وتصل نسبة دقة أنبوب الحفر الى نحو متر واحد من الموقع الذي يتم تحديده عبر أقمار صناعية من أميركا وروسيا. ولفت الى أن الحفر يجب ان يتخطى اولاً نحو كيلومتر من الملح قبل الوصول الى الموقع المفترض للبئر النفطية. وأشار الى انه تمّ استقدام نفط خاص لتسيير الباخرة non sulfur marine gasoil .
واطلع الرئيسان عون ودياب من حجرة القيادة، على الشاطئ اللبناني الذي يبعد نحو 25 كلم، وعلى السفينتين المرافقتين لباخرة التنقيب لتسهيل عملها وتقديم الخدمات اللوجستية.
بعدها، انتقل الجميع الى قاعة الاجتماعات حيث اطلعوا على شرح عام للباخرة قدّمه قبطانها اندي كينيون Andy Kenyon، وعلى معايير السلامة وطريقة عمل الطاقم.
وأعلن الرئيس عون أنه «يوم تاريخي وسعيد للبنان، وبداية تحقيق الحلم الذي عملنا من أجل تحويله إلى واقع. وقال: لا شك في أن المجهود الذي بذل في الاستطلاع والكشف عن وجود الموارد الغازية أو البترولية كان مهماً جداً، إلا أن الأهم اليوم هو الشركات التي تقوم بالاستخراج والتي هي الأساس. وقد تعاونا جميعاً وعملنا كي نستخرج هذه المواد.
وشكر رئيس الجمهورية شركات «توتال» و»ايني» و»نوفاتك» على جهودها، متمنياً أن يكون هناك تعاون معها في مجالات أخرى في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان.
واعتبر الرئيس دياب أن هذه الخطوة تشكّل أملاً في تجاوز لبنان الأزمة الاقتصادية و»أننا نحفر اليوم مستقبل لبنان الجديد الذي نريده أن يعود مزدهراً ويطوي صفحات الإحباط للبنانيين ويشكّل محطة تحوّل في كسر نمطيّة الاقتصاد اللبناني وبناء أعمدة ثابتة لمستقبل الأجيال والبلد. وقال: هنيئاً للبنان حفنة التراب الأولى التي ستخرج من حفرة الأمل في البحر، لتردم في البرّ حفر الأزمات التي تحبس أنفاس اللبنانيين.
وكان نصر أكد أننا بدأنا العمل مع هذه الشركات في أول خطة للاستكشاف وافقت عليها الهيئة ووزارة الطاقة وتمت كل التحضيرات الإدارية والتراخيص والامور اللوجستية حتى تمكنّا من الوصول الى هذا النهار. إن هيئة البترول قامت بكل المهام التي كان عليها القيام بها وكان هناك تعاون كبير من كل الوزارات والجهات المعنية.
وأضاف سيكون هناك ممثلون عن الهيئة والجيش اللبناني والأمن العام والجمارك موجودون على السفينة كي نتابع جميعاً أعمال الحفر بشكل يومي.
وتابع: كما أن شركة «توتال» ستقدم تقريراً يومياً الى هيئة البترول عن عملية الحفر وكيفية إتمامها ونتائجها. ونحن بالطبع سنبلغ الوزير الذي سيبلغكم بدوره بكل النتائج يومياً، على أمل ان تكون النتيجة جيدة.
وأضاف: غرفة الداتا في وزارة الطاقة اصبحت مجهّزة وكاملة بكل الداتا والبرامج، وسنقوم بعملنا في الاشهر المقبلة لمواكبة الشركة في العمل. وإن شاء الله تكون النتيجة ايجابية كي نحفر آباراً مستقبلية في البلوك رقم 4، كما اننا نقوم بالتحضيرات نفسها للبلوك رقم 9 وإن شاء الله نحفر فيها خلال هذه السنة حيث اننا نقوم حالياً بتحديد موقع البئر وإجراء التحضيرات اللوجستية اللازمة».
والتقطت بعدها الصوّر التذكارية قبل ان يغادر الرئيس عون والرئيس دياب الباخرة.
وتجدر الإشارة الى انه تم تصنيع باخرة التنقيب tungsten explorer عام 2013، وهي تحمل علم Bahamas وتتسع لنحو 200 شخص. الباخرة مملوكة من شركة Vantage Drilling الأميركية ومقرّها هيوستن، استأجرتها شركة «توتال» للقيام بأعمال الحفر، كما استخدمت مجموعة من اللبنانيين للمشاركة في تنفيذ هذه الأعمال.
يبلغ طول الباخرة 238 متراً، وعرضها 42 متراً، ووزنها الإجمالي 68486 طناً، ويمكنها ان تحفر حتى عمق يصل الى 12 ألف متر. وتولّت الباخرة أعمال حفر في مختلف الدول، وكانت في الكونغو قبل أن تنتقل الى مصر ومنها الى لبنان حيث ستمكث نحو شهرين قبل أن تنتقل الى قبرص.