تحذير من تحوّل الحرب في ليبيا إلى حرب إقليميّة .. وحفتر يخرق الهدنة
أكّد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أن «هناك مخاطر من تحوّل الحرب في ليبيا إلى حرب إقليمية بسبب تدخل أطراف خارجية».
وقال سلامة: «لقد وقع انتهاك خطير للغاية لوقف إطلاق النار في البلاد خلال الساعات الـ 24 الماضية، في الواقع، كان من الممكن أن يؤدي الى تقويض شبه كامل لوقف إطلاق النار مع قصف مناطق كثيرة. وتعرّض مطار طرابلس لهجمات في الساعة السابعة صباحاً».
وأضاف سلامة بأنه «في الليلة التي سبقت إحدى عمليات القصف، قُتلت أسرة مكوّنة من 5 أفراد بالكامل. أمس، تم إطلاق النار على مناطق عدة في طرابلس».
وشدّد المبعوث على أنه «من الواضح تماماً أنه لا يمكن لأحد المسارات أن يتحرّك للأمام بشكل إيجابي أثناء جعجعة البنادق. لذلك، ندعو مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار، بحسب ما اتفق عليه الطرفان في 12 كانون الثاني الماضي. ونحن نصرّ على مواصلة عمل المسارات الثلاثة، سواء الاقتصاديّ أو السياسيّ أو العسكريّ».
وأصدر المشاركون بياناً ختامياً دعوا فيه لتعزيز الهدنة في ليبيا، ووقف الهجمات على منشآت النفط، وتشكيل قوات عسكرية ليبيّة موحّدة، وحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وانطلقت في جنيف أول أمس، الجولة الأولى من المحادثات السياسية الليبية، بإشراف سلامة، ولم يتجاوز عدد النواب الليبيين والشخصيات المستقلة التي حضرت إلى مقرّ الأمم المتحدة للمشاركة في محادثات المسار السياسي الليبي 20 شخصاً على أقصى تقدير، بدلاً من نحو 50 شخصية.
وكان رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري قد أعلن مقاطعة المحادثات إلى حين تحقيق وقف تام للاشتباكات في العاصمة طرابلس.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب في طبرق عبد الله بليحق، عودة عدد من نواب المجلس إلى ليبيا قادمين من جنيف، عقب إعلان تعليق مشاركة مجلس النواب في المحادثات إلى حين ردّ البعثة الأمميّة بشكلٍ رسمي بشأن ضمان مشاركة جميع أعضاء لجنة الحوار.
في سياق متصل، قال مصدر عسكري تابع لقوات اللواء خليفة حفتر في العاصمة الليبية طرابلس إن «اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة نشبت في محاور القتال بالعاصمة».
المصدر أشار إلى أن «قوات حكومة الوفاق استهدفت مواقع قوات حفتر بقذائف الهاون ولا سيما على محور بوسليم الذي يشهد اشتباكات عنيفة بالمدفعيّة بين الطرفين».
من جانبه، اتهم اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، الرئيس التركي بـ»محاولة تحويل بعض المدن الليبية، خصوصاً مصراتة في غرب البلاد، إلى مستعمرة تركية».
وفيما بدا أنه بمثابة توعّد جديد للقوات التركية، الموالية لحكومة السراج، في العاصمة طرابلس، قال المسماري إن «إردوغان لا يزال يرسل عصابات إرهابية وإجرامية للقتال في ليبيا، لكن لن نسمح بوجود جندي أجنبي واحد على الأراضي الليبية»، مشيراً إلى أن «مظاهرات حاشدة ستتم للاحتجاج على تركيا وإرهابها».
واشتدّ القصف على العاصمة الليبية طرابلس أمس، مما دفع إلى إجلاء بعض المرضى من مستشفى قريب من المطار الوحيد العامل في العاصمة.
وقال سكان إن «القصف هذه المرّة من بين أشدّ المرات منذ أن قال طرفا الصراع إنهما اتفقا على وقف إطلاق النار في كانون الثاني»، وتردّدت أصداء قذائف المدفعية في وسط المدينة وتصاعد الدخان الأسود قرب مطار معيتيقة الخاضع لسيطرة الحكومة.
جاءت المعارك بين قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والمتمركزة في طرابلس فيما تحاول الأمم المتحدة عقد محادثات سلام في جنيف.
وأدّى قصف مطار معيتيقة إلى تعليق الرحلات لساعات على مدار أيام متتالية هذا الأسبوع، وشوهدت أضرار جديدة لحظيرة طائرات بعد قصف يوم الجمعة.
ونشر المجلس البلدي أبو سليم، أحد أحياء طرابلس، صور منازل مدمّرة على فيسبوك قائلاً إن «امرأة وطفلاً نقلا للمستشفى».
ويتلقى الجيش الوطني دعماً من مصر والإمارات بينما تتلقى حكومة الوفاق الوطني الدعم من تركيا ومقاتلين متحالفين معها جلبتهم من سورية. وبدأ حفتر هجوماً على طرابلس العام الماضي في أحدث جولة من المعارك في ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في 2011.