البستاني وأبي خليل يوضحان في مؤتمر صحافي «المغالطات» حول خطة الكهرباء المُحدّثة عام 2019
عقد الوزيران السابقان للطاقة والمياه سيزار أبي خليل وندى البستاني خوري مؤتمراً صحافياً مشتركاً في المقرّ العام للتيار الوطني الحرّ – ميرنا الشالوحي، هدف إلى “توضيح المغالطات الكبيرة التي روًّج لها في الإعلام والمتعلقة بملف الكهرباء” وتحديداً خطة الكهرباء المُحدّثة عام 2019.
وقالت البستاني: الشق الذي سأتكلم عنه هو المغالطات التي طالت خطة الكهرباء المحدثة عام 2019:
أولاً – الخطة المحدثة: تحضّرت مع البنك الدولي وأخذت موافقته وموافقة مجلس الوزراء مجتمعاً من دون أي تحفّظ.
ثانياً– الخطة المحدّثة حققت أهدافها لجهة خفض الهدر الفني وخاصةً مع تسكير وصلة المنصوريّة وخفض الهدر غير الفني مع البدء بتركيب العدادات الذكية والقيام بحملات نزع التعديات.
ثالثاً – الخطة المحدّثة ليست خطة بواخر ولا يوجد فيها كلمة بواخر، بل هي خطة إقامة معامل دائمة مدموجة مع معامل مؤقتة وتتوفّر لهذه المعامل أراضٍ ستقدّمها الدولة مجاناً.
رابعًا– معمل سلعاتا ليس اختراعنا… بدأت مؤسسة كهرباء لبنان استملاك أراضي معمل سلعاتا عام 1978. ثمّ قام من بعدها الصندوق الكويتي للتنمية مشكوراً بتمويل دراسة مع الاستشاري العالمي mott macdonald لتحديد مواقع لإقامة معامل الكهرباء في لبنان. وقد حددت هذه الدراسة مواقع المعامل بالأولوية وسمِّت اولاً الزهراني، ثانيًا سلعاتا وثالثاً دير عمار، ومن بعدها قامت كهرباء فرنسا بدراسة للمخطط التوجيهي للإنتاج والنقل وأكدت على هذه القرارات.
خامسًا– سمعنا أيضاً مغالطات كبيرة بموضوع أرض سلعاتا: تم دراسة 3 مواقع محتملة تم اختيار الأرض الأرخص والانسب والموجودة ضمن منطقة مصنّفة صناعية، علمًا ان استملاك هذه الارض لن يؤثر لا على الشركات الخاصة القريبة منها ولا على المرفأ التابع لها والأكيد انه لن يؤثر على موظفي هذه الشركات.
سادسًا – محطات التغويز المعروفة بالـ FSRU : سنة 2012 أطلق الوزير باسيل مناقصة FSRU واحدة بدير عمار. انتهت المناقصة وأرسلت النتيجة الى مجلس الوزراء. قرر مجلس الوزراء إعادة المناقصة على أساس ثلاث محطات FSRU صغيرة بدَل محطة واحدة كبيرة مقابل كل معمل رئيسي يعمل على الغاز،
انتهت المناقصة الجديدة، وصدرت النتيجة، وأرسلناها في تموز 2019 الى مجلس الوزراء للموافقة عليها.
تشكّلت لجنة وزارية، اجتمعت مرّات عدّة بوجود الاستشاري العالمي Poten and partners الذي أشرف على المناقصة والتقييم. للأسف، خلال اجتماعات هذه اللجنة كان الحديث كيف نبدّل نتيجة المناقصة لصالح شركة معيّنة. وللتوضيح أكثر، المشكلة الحقيقية ليست بسلعاتا كموقع، ولكن لأن الشركة المشار إليها لم تتقدّم لمناقصة سلعاتا.
سابعًا – مجلس إدارة كهرباء لبنان: من نيسان 2019 تاريخ الموافقة على الخطة المحدّثة، طلبنا السير الذاتي للمرشحين وتأخرنا في الحصول عليها ودرسها وأجرينا مقابلات معهم وجهزنا الملف وعرضناه بالجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء.. لكن بعض الأطراف لم توافق على التعيين لأنها اعتبرت نفسها غير ممثّلة. نتمنى من الحكومة الجديدة السير بتعيين مجلس إدارة جديد بأسرع وقت ممكن.
وقالت: آخر مغالطة – القانون 462 والهيئة الناظمة: أقرّ القانون 462 في العام 2002 ولم يتم تطبيقه لان فيه ثغرات عديدة، ثم اقرّ القانون 181 سنة 2011 وطلب تعديل القانون 462 وتعيين هيئة ناظمة. تعديلاتنا جاهزة وموجودة منذ العام 2012 بمجلس الوزراء وبمجلس النواب. وقد بحثت هذه التعديلات باللجنة الوزارية عام 2019 . كل هذه التعديلات تمّت الموافقة عليها وتم إرسالها كمشروع قانون الى مجلس النواب.
أضافت: أما المغالطة الكبيرة في هذا الموضوع فهي أننا ضد الهيئات الناظمة بالمطلق بذريعة أنها تأخذ من صلاحيات الوزير. وهذا أيضاّ كلام ٌ باطل والدليل على ذلك أننا نحن الذين عيّنا هيئة إدارة قطاع البترول.
وقال أبي خليل: نحن اليوم لا نتحدّث باسم وزارة الطاقة بل نتحدّث، وللمرة الألف ربما، عن الفترة التي تولّيناها لأن حجم الشائعات والافتراءات بات يغطي ويشوّه الحقيقة أمام الرأي العام اللبناني. نحن كتيار وطني حرّ وصلنا إلى وزارة الطاقة مع حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى، أي حكومة 2010، كان هناك أزمة كهرباء عمرها عشرات السنين وكانت تكلف الدولة أكثر من 3000 مليار ل.ل. وصلت إلى حدود الـ2.2 مليار د.أ. في بعض السنوات وتكلف الاقتصاد مليارات الدولارات بشكل مباشر وغير مباشر، والمشكلة كانت واضحة جداً ولخّصها الوزير باسيل يومها بـ”قلة إنتاج وزيادة كلفة”. ووضع فعلياً خطة وقدّمها إلى مجلس الوزراء ووافق عليها المجلس في 21 حزيران 2010 وقوامها:
– زيادة الإنتاج عن طريق معامل إنتاج كهرباء جديدة، منها مموّل من الخزينة ومنها من القطاع الخاص.
– خفض الكلفة عن طريق الاعتماد على الغاز الطبيعي، إن عبر استيراده من مصر، كما حصل سنة 2010 ووفّرنا في ذاك العام 230 مليون دولار أميركي، أو عن طريق محطة واحدة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال FSRU وخط غاز على طول الساحل اللبناني.
وقال: كان ذلك بالطبع، يتطلّب قانون برنامج لمجلس النواب الذين ظلوا يماطلون لإقراره طيلة أربعة أشهر قبل إقراره في 13 تشرين الاول 2011 ومنذ ذلك الحين بدأ “13 تشرين” الكهرباء! يومها حضر الوزير والنائب مروان حمادة حاملاً جريدة مصداقيتها توازي مصداقيته وتقول إن 360 مليون دولار أميركي أصبحت في حسابنا في سويسرا، وذلك قبل أن يتم التصويت على القانون وأن تتوفر الاعتمادات وتحصل مناقصات وتوقع عقود. ووقتها رصد هذا القانون 1772 مليار ل.ل. صرف منها، لغاية اليوم أي بعد 9 سنوات، 863 مليار ل.ل. بنينا بها معملين جديدين، واحداً في الزوق قرب معمل الزوق القديم، وآخر في الجية قرب معمل الجية القديم. هذان المعملان سيعملان على الغاز حين يتوفر ويؤمّنان أكثر من 3 ساعات تغذية إضافية منذ العام 2017 بأرخص كلفة منتجة على الأراضي اللبنانية من معامل حرارية.
وقال: بالفعل، تم اختلاق إشكالات إدارية متعددة لوقف المعامل:
– الـ TVA في معمل دير عمار – تغيير مزعوم بعقد الزوق والجية – إضرابات وتسكير المؤسسة – تعطيل مشروع مقدمي الخدمات لحوالي السنة ونصف، بعدما كان المثال للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص الذي استشهدوا به في مؤتمر “سيدر” وتكبّدنا أيضا خسائر وتأخير في الجباية وزيادة في الهدر.
أضاف: سنعدّد نقاطاً عدة، واحدة تلو الأخرى، تم طرحها في الفترة الأخيرة:
1 – مشروع محطة استيراد الغاز الطبيعي المسال FSRU الذي تقدمنا به خلال فترة تولي الوزير باسيل كان محطة واحدة في البداوي وخط غاز ساحلي أوقفوه بحجة خط الغاز، ومشروع 3 محطات كان خلال الفترة التي توليت فيها الوزارة لأن هذا هو المشروع الذي مرّ في مجلس الوزراء، والآن بتّم تعرفون لماذا لم يوافق مجلس الوزراء على نتائج المناقصة بعد.
2 – موضوع Simens والصندوق الكويتي (للمرة الألف) والعروض المختلقة من بعض السياسيين وفي الإعلام. ففي 20 حزيران 2018 خلال زيارة المستشارة الألمانية حصل كلام مع رئيس سيمنز ونشرنا محضره وقتها وعاد وحضر المسؤول الى لبنان في تشرين الأول 2018 وقال إننا تبادلنا أفكاراً ولم يقدموا أي عرض لكن أصحاب النية السيئة أو المصالح الضيقة ما زالوا حتى اليوم يعيدون نشر الكذبة نفسها. أين أصبحت مبادئ اتباع الأصول وإدارة المناقصات والهيئات الرقابية؟ كان يجب، ولو سلمنا جدلا أن أحدا قدم عرضاً ما، أن نتجاوز المناقصات والقوانين ونعطيه مشروعاً بمليار دولار أميركي. أو أن لدى أحداً بينكم تركيبة ما مع الشركة أو مع المازوت؟ لأنه للمفارقة إنها تكنولوجيا لا تعمل إلا على المازوت بغياب الغاز الطبيعي.
3 – إسطوانة القانون 462 ومجلس الإدارة والهيئة الناظمة التي تسوّقونها مع البنك الدولي والجهات المانحة: القانون 462 أقر تحت ضغط باريس 2، وكان اقتباساً واستنساخاً فاشلاً لقانون تحرير الاتصالات الـ 432.
وجاء القانون 181 ليطلب تعديله، الأمر الذي قامت به وزارة الطاقة منذ آذار 2013 وقدمه التكتل كاقتراح قانون. وعادت وأقرّته لجنة وزارية خلال فترة تولي الوزيرة بستاني. “ما اتعبوا قلبكن، لنقر التعديلات لمجلس النواب ويلا دغري على تعيين الهيئة الناظمة…”. أما في شأن مجلس الإدارة الذي من الضروري التجديد فيه ونحن معه وكان على جدول أعمال آخر جلسة للحكومة التي كانت فيها زميلتي، إنما القول إنه ليس هناك من مجلس إدارة فهو كذب كذلك! إن المادة 5 من نظام المؤسسات العامة تقول إن مجلس الإدارة بين 3 و7 والعدد مؤمن. والمادة 6 من المرسوم نفس تقول إن مجلس الإدارة يبقى حتى تعيين غيره، أي أن مجلس الإدارة موجود وشرعي.
4 – موضوع معمل الزوق القديم: في معمل الزوق كان هناك موضوعان: موضوع أول مناقصة يجريها مجلس الإنماء والإعمار مموّلة من الصناديق العربية والإسلامية وقام مجلس الوزراء بإلغائها لأنها استغرقت 12 عاماً ولم يعد هناك من جدوى اقتصادية أو تقنية لها. وموضوع التشغيل والصيانة للمعمل القديم الذي تقوم به كهرباء لبنان وكلفت 0.97 سنت بالكيلواط ساعة أي أقل من سنت واحد انقسمت بين 0.53$ للصيانة و0.45$ للتشغيل، مع زيادة 50 ميغاواط إنتاج أي الحدّ الأدنى من المستوى العالمي الذي يمكن أن يصل إلى 1.3 يورو/سنت.
وختم: اليوم لِمَ اختلاق المشاكل؟ لأنه منذ اليوم الأول كان مشروع منظومة السلطة بعد الطائف ولا يزال التمويل إما من مازوت المولدات – الذي تستورده شركاتهم ومحطاتهم وليس الدولة – أو التمويل من لامركزية إنتاج الطاقة أي “إمتياز إلنا وإمتياز إلكن” فنتموّل من الكهرباء بدلاً من مَد أيدينا إلى الخارج، وهذا العرض الذي رفضناه وعرضنا لحملات الافتراء وتشويه الصورة! هذا ردّنا مرة لكل مرة، ومن اليوم فصاعداً انتظروا ما لن تتوقعوه إذا استمريتم في هذا السلوك”.